واصلت القوات النظامية السورية مطاردة مقاتلي المعارضة في معلولا شمال دمشق حيث يتحصنون في «بؤر صغيرة» متبقية، ذلك غداة استعادتها السيطرة على أجزاء واسعة من البلدة ذات الغالبية المسيحية، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على قرى قرب الجولان السوري. وارتفع إلى حوالى 50 قتيلاً عدد الذين سقطوا في مواجهات بين أكراد ومتشددين. وقال مصدر أمني لوكالة «فرانس برس» إن «قوات الجيش واصلت تقدمها في معلولا من أجل القضاء على المسلحين»، مشيراً إلى وجود «بؤر صغيرة لا يزال المسلحون يتحصنون فيها وقناصون». ولفت المصدر إلى صعوبة المهمة نظراً إلى كون «المنطقة معقدة جغرافياً». ونفذت القوات النظامية هجوماً مضاداً على معلولا التي كانت مجموعات معارضة سيطرت عليها ليل السبت، وحققت «تقدماً كبيراً»، وتجاوزت الساحة الرئيسة للبلدة وصولاً إلى دير مار تقلا في سفح الجبل، وفق ما أكد الإعلام السوري الرسمي و «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وبث التلفزيون الرسمي صوراً من داخل البلدة الخالية تقريباً من السكان منذ بدء المعارك الأربعاء الماضي، وظهر في الصور جنود وسيارات عسكرية. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية المقربة من النظام عن مصادر شهدت المعارك «أن المسافة التي تفصل بين وحدات الجيش وفندق سفير معلولا الذي يتحصن فيه المسلحون باتت أقل من 500 متر»، موضحة أن «وحدات الجيش مصممة على دخول كل شبر في البلدة وإعادة الأمن والاستقرار إليها وتطهيرها من المسلحين». وتقع معلولا المعروفة بآثارها المسيحية القديمة ومغاورها المحفورة في الصخر في منطقة القلمون على بعد حوالى 55 كلم من دمشق. وبدأت المعارك فيها إثر تفجير معارض نفسه في حاجز للقوات النظامية عند مدخل البلدة. وحصل كر وفر بين الطرفين المتقاتلين. ومعلولا من أقدم المناطق المسيحية في العالم، وتقع على خريطة المواقع السياحية البارزة في سورية. وهي المكان الوحيد في العالم الذي لا يزال سكانه يتكلمون اللغة الآرامية، لغة المسيح. ودارت اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أطراف مدينتي داريا ومعضمية الشام وسط قصف من القوات النظامية على مناطق في المدينتين و «أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين» وفق «المرصد» الذي أشار إلى تعرض مناطق في حي جوبر لقصف من قبل القوات النظامية ترافق مع قصف القوات النظامية مناطق في مخيم اليرموك جنوب العاصمة. ودارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامة ومقاتلي الكتائب المقاتلة على أطراف حي برزة ولحقت خسائر بالطرفين. وتعرضت بساتين بلدة المليحة من جهة مجمع تاميكو لقصف القوات النظامية. كما تجددت الاشتباكات العنيفة على أطراف حي برزة في الطرف الشمالي لدمشق وسط قصف من قبل القوات النظامية مناطق في الحي وأنباء عن سقوط قتلى. وفي جنوب البلاد، قُتل تسعة معارضين في اشتباكات مع القوات النظامية في بلدة الشيخ في درعا. وتعرضت مناطق في بلدة النعيمة وقرية عدوان لقصف من القوات النظامية وسط اشتباكات عنيفة في قرية عدوان. وقال «المرصد» إن الكتائب المقاتلة سيطرت على قرية أم اللوقس وسرية عين القاضي وموقع رسم الصفرة وكتيبة الدرعيات في ريف القنيطرةالجنوبي بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى في صفوف الجيش النظامي «وسط اشتباكات في محيط قرية المعلقة التي تسيطر عليها القوات النظامية، ترافقت مع قصف القوات النظامية مناطق في ريف القنيطرةالجنوبي». وزاد: «سيطرت الكتائب المقاتلة على مفرزة الأمن العسكري في قرية المعلقة بعد اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية وأنباء عن قتلى وجرحى في صفوف القوات النظامية». وفي شمال البلاد، نفذ الطيران الحربي أكثر من عشر غارات على منطقة السفيرة وقرية القبتين والمنطقة المحيطة بهما وسط استمرار الاشتباكات العنيفة على طريق خناصر أثريا قرب قرية القبتين في ريف السفيرة، حيث قُتل أربعة أشخاص بينهم سيدة وطفل نتيجة قصف الطيران الحربي مناطق في مدينة الباب التي تعرضت لقصف مدفعي أيضاً. وفي شمال شرقي البلاد، لقي 35 عنصراً من مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة، مصرعهم خلال اشتباكات عنيفة دارت مع «قوات حماية الشعب» الكردية في اليومين الماضيين في محيط القرى التابعة لبلدة تل كوجر (اليعربية) قرب حدود العراق والقرى التابعة لمدينة كركي لكي وناحية جل آغا. كما قُتل في المواجهات 13 كردياً. وقال «المرصد» إن المواجهات أسفرت عن مصادرة المقاتلين الأكراد كميات من الأسلحة والذخيرة وامتدت إلى منطقة الرميلان التي تضم حقول نفط مهمة وبلدة اليعربية. ونفذ الطيران الحربي غارة على مبنى الجمارك الذي تتمركز فيه كتيبة مقاتلة ما أدى إلى جرح ثلاثة مقاتلين. وفي وسط البلاد، ارتفع إلى 22 عدد القتلى في قرية مكسر الحصان في حمص، وكان بين القتلى 16 من الطائفة العلوية. وقال «المرصد» إن مقاتلي «جبهة النصرة» مسؤولون عن قتلهم. إلى ذلك، قال المركز الإعلامي لثوار الرقة أن وفداً أممياً من منظمة حماية السدود تفقد سد الفرات لمعاينة ما حصل قبل أيام عندما قام الطيران المروحي بإلقاء برميل متفجر في مصب العنفة الثامنة من السد. وأوضح المركز أن الوفد عاين مكان سقوط البرميل المتفجر، الذي تبين أنه أحدث حفرة قطرها 40 سنتيمتراً واعتبر أنه لو سقط على بعد بضعة أمتار إلى الغرب لأحدث خللاً كبيراً. ووفق معلومات من داخل المحطة العامة لسد الفرات فإن الوفد أبلغ قيادة مطار الطبقة بخطورة الموقف، فيما أكدت قيادة المطار أن سقوط البرميل كان نتيجة خطأ غير مقصود. ونقل المركز الإعلامي عن الوفد أنه يسعى للحصول على تعهد من قيادة المطار بعدم استهداف السد ثانية وأنه أبلغ العراق وتركيا اللذين يتشاطآن النهر، بنتائج زيارته.