حققت القوات النظامية السورية تقدماً على محورين امس عندما فرضت سيطرتها الكاملة على بلدة خربة غزالة الاستراتيجية على الطريق السريعة بين دمشق وحدود الأردن في جنوب سورية، واستعادت من مقاتلي المعارضة ثلاث قرى في ريف القصير في محافظة حمص وسط البلاد. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» امس إن قوات النظام «سيطرت في شكل كامل على بلدة خربة غزالة في ريف درعا إثر اشتباكات عنيفة مع الكتائب المقاتلة استمرت لأيام وانسحاب ما تبقى من مقاتلي المعارضة من البلدة». وسقطت قذائف عدة على بلدتي تسيل وكحيل في ريف درعا. وأوضحت مصادر في المعارضة أن قوات النظام دخلت إلى خربة غزالة وقرية الكتيبة وصولاً إلى سكة القطار، في السابع من الشهر الجاري، بعد نفاد الذخيرة لدى المعارضة وعدم مشاركة بعض الكتائب المسلحة المعارضة في العملية، علماً أن «الجيش الحر» بقي مسيطراً على المنطقة لشهرين. وأضافت: «بعد طلب الفزعة والحملة الإعلامية ضد المجلس العسكري في درعا، وصلت على الفور ألوية وكتائب مسلحة من القرى المجاورة ودخلت كتائب أيضاً تحت راية المجلس العسكري وتمكنوا من التصدي لزحف قوات النظام في اتجاه البلدة في اليومين التاليين». وأشارت إلى أن قوات النظام عادت وتقدمت منذ التاسع من الشهر في خربة غزالة وسيطرت على بعض المناطق فيها وتصدت لها قوات «الجيش الحر». وتابعت: «بعد معارك شديدة سقطت خربة غزالة تحت سيطرة النظام في شكل كامل بعد نفاد الذخيرة وعدم وجود مؤازرة من بعض الكتائب المعارضة». إلى ذلك، قال مقدم في الجيش السوري في دمينة الغربية رافضاً الكشف عن هويته «بدأ الهجوم على قرى دمينة الغربية والحيدرية وعش الورور صباح الاثنين. وبعد معارك استغرقت ثلاث ساعات، تمت السيطرة على هذه القرى التي تعتبر استراتيجية لأنها تقطع الطريق بين مدينتي حمص والقصير وتمنع الإمدادات عن المسلحين في القصير». وتقع دمينة الغربية على بعد ثماني كيلومترات تقريباً شمال مدينة القصير. وكانت صحيفة «الوطن» السورية القريبة من السلطات ذكرت في عددها الصادر امس أن «وحدات الجيش أوقفت عملياتها بمدينة القصير بعد تطويقها بشكل كامل وتضييق الخناق على الميليشيات المسلحة التي تتحصن داخلها وتتخذ من المدنيين دروعاً بشرية لها، وذلك لإخلاء المدنيين خارج المدينة». ولم يتحدث «المرصد السوري» عن قصف اليوم على مدينة القصير، إلا أنه نقل عن ناشطين وسكان أن أصوات المعارك في محيط المدينة مستمرة. وكانت القوات النظامية السورية ألقت الخميس الماضي مناشير تحذيرية موجهة إلى سكان مدينة القصير بوجوب مغادرتها، محذرة من هجوم وشيك في حال عدم استسلام المقاتلين، في حين اكد ناشطون معارضون عدم وجود ممر آمن للمغادرة. ومنذ أسابيع تدور معارك عنيفة في منطقة القصير الحدودية مع لبنان بين القوات النظامية مدعومة من حزب الله اللبناني والمجموعات المقاتلة المعارضة وقد سجل خلالها تقدم كبير للقوات النظامية باتجاه مدينة القصير التي تعتبر احد ابرز معاقل المعارضين المتبقية في ريف حمص. وفي ريف دمشق، قتل ثلاثة مواطنين احدهم مقاتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية عند أطراف مدينة دوما، وتعرضت مدينتا داريا والمعضمية لقصف جوي. وفي حماه وسط البلاد، قال «المرصد» إن بلدات وقرى اللطامنة والزكاة والزلاقيات قصفت من قبل القوات النظامية، في وقت اقتحمت القوات النظامية حي الشرقية في مدينة حماة ورافق ذلك حملة اعتقالات شملت عدداً من المواطنين. وأشار «المرصد» إلى أن مقاتلي الكتائب المقاتلة قصفوا امس بصواريخ محلية حاجزي الصبورة والخرسان، فيما دارت اشتباكات عنيفة بين الطرفين في منطقة الحردانة عند أطراف مدينة سلمية رافقها قصف على المنطقة. وتعرضت منطقة الحولة في ريف حمص وسط سورية، لقصف القوات النظامية، في وقت كانت بساتين مدينة تدمر التابعة لحمص تتعرض لقصف جوي طاول أيضاً بلدة موحسن في ريف دير الزور في شمال شرقي البلاد.