سيطر مقاتلو المعارضة السورية امس على مركز لتجمع القوات النظامية في حماة بوسط البلاد بعد يوم من استعادة قوات النظام السيطرة على بلدة العتيبة التي تعتبر «بوابة» الغوطة الشرقية قرب دمشق، وقتل عدد من الأشخاص بينهم اطفال، في قصف جوي طاول مناطق مختلفة في سورية. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» أمس، أن مناطق في الغوطة الشرقية تعرضت لقصف الطيران المروحي، ما أدى إلى سقوط عدد من الجرحى، في وقت استمرت «الاشتباكات العنيفة» بين قوات النظام والمعارضة على الأطراف الشمالية لدمشق، بالتزامن مع قصف جوي على حي جوبر في طرفها الشرقي وعلى بلدة الجديدة في الغوطة الغربية. وقصف الطيران الحربي أطراف بلدة العبادة في الغوطة الشرقية مع «أنباء عن تقدم للقوات النظامية داخل أجزاء من البلدة»، علماً أن القوات النظامية تسعى منذ فترة للسيطرة على بلدتي العتيبة والعبادة لقطع خطوط الإمداد بين الغوطة الشرقيةودمشق وباقي المناطق السورية. وفي الطريق بين دمشق وحمص في وسط البلاد، تعرضت مناطق في مدينة النبك وبلدة يبرود لقصف من القوات النظامية أدت إلى سقوط عنصر من الكتائب المسلحة للمعارضة في يبرود. وفي حمص، قتل عشرة أشخاص في غارات للطيران الحربي على مدينة القصير، بعد أيام من استيلاء القوات النظامية على عدد من قرى ريف القصير متقدمة نحو المدينة التي تعتبر معقلاً لمقاتلي المعارضة، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وسجلت امس اشتباكات عنيفة في ريف حماه، بعدما شهدت المنطقة بعض الهدوء في الفترة الأخيرة. ولوحظ «ارتفاع وتيرة الاشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة في حي طريق حلب، ما تسبب في مقتل خمسة معارضين وخمسة عناصر من القوات النظامية». وفي وقت لاحق، قال «المرصد» إن المجموعات المقاتلة المعارضة تمكنت من السيطرة على «مدرسة ناصح علواني في حي طريق حلب والتي تعد مركزاً لتجمع القوات النظامية، إثر اشتباكات عنيفة استمرت ساعات». وبث معارضون شريط فيديو تضمن احتراق عدد من الجنود النظاميين داخل عربة مدرعة بعدما استهدفها مقاتلو «جبهة النصرة» والكتائب المقاتلة في طريق حلب في حماه. وفي الريف الشمالي للمدينة، قتل تسعة بينهم سبعة من الكتائب المقاتلة، احدهم رقيب أول منشق، خلال اشتباكات مع القوات النظامية. وقتل طفل جراء القصف على قرية تل صخر. وفي مناطق تقع شمالي حماة، تعرضت قرى مرعيان والبشيرية والركايا في ريف إدلب شمال غربي البلاد، لقصف القوات النظامية، في حين طاول القصف الجوي بلدة معرة النعمان قرب معسكري وادي الضيف والحامدية التابعين للنظام. وقال المرصد إن الطيران الحربي شن غارتين على مناطق في معرة النعمان وإن القوات النظامية قصفت براجمات الصواريخ بلدتي معرشمشة ومعرشمارين «ما أدى إلى سقوط جرحى وتضرر بعض المنازل». وفي حلب شمالاً، قتل أربعة مواطنين بينهم اثنان في سقوط قذائف هاون أطلقها مقاتلو المعارضة على بلدة نبل التي يقطنها مواطنون من الطائفة الشيعية. وقصف الطيران الحربي بلدتي بيانون وباتبو في ريف حلب ما أدى إلى مقتل طفلتين وإصابة آخرين بجروح. كما قتل عنصر من الكتائب المقاتلة خلال اشتباكات مع القوات النظامية ومسلحين تابعين لها في مخيم حندرات عند أطراف حلب، في وقت دارت اشتباكات بين الطرفين في حي العامرية. وفي المنطقة الساحلية، قال المرصد السوري إن شخصا من مدينة بانياس «قتل تحت التعذيب بعد أن اعتقلته القوات النظامية قبل خمسة أشهر على أحد الحواجز الأمنية في الأحياء الجنوبية التي يقطنها مواطنون من السنة، ليرتفع إلى ثلاثة عدد الشهداء الذين قضوا تحت التعذيب خلال الثماني والأربعين ساعة الفائتة، حيث قتل شاب (اول من) امس إثر اعتقاله قرب أحد المساجد بعد إطلاق نار عليه قبل أسبوع، وقتل آخر بعد اعتقاله في المدينة قبل أسبوعين». وأشار المرصد إلى ان الأحياء الجنوبية في بانياس شهدت خروج أول تظاهرة في الثورة السورية مع مدينة درعا في 18 آذار (مارس) 2011. وفي شمال شرقي البلاد، تعرضت بلدة الخريطة في ريف دير الزور ومركز المدينة لقصف من القوات النظامية. وقال المرصد إن بلدة اليعربية الواقعة على الحدود مع العراق في ريف الحسكة تعرضت امس لقصف الطيران الحربي، ما أدى إلى مقتل رجل. كما تعرضت منطقة تل براك للقصف بالطيران المروحي، علما أن اليعربية تخضع لسيطرة المعارضة منذ فترة. وفي الحسكة قرب دير الزور، قصفت طائرة حربية بلدة تل حميس التي يسيطر عليها مقاتلون معارضون. وفي أقصى جنوب البلاد، قتل رجل من بلدة سحم الجولان في ريف درعا في سجون القوات النظامية، وتعرضت بلدتي اليادودة والحراك لقصف القوات النظامية «ما أدى إلى تضرر عدد من المنازل».