أعلن مقاتلو «الجيش الحر» استعدادهم للانسحاب من مدينة معلولا ذات الغالبية المسيحية قرب دمشق، وتأمين حماية الأهالي إذا انسحبت قوات نظام الرئيس بشار الأسد منها، في وقت جدد الجيش النظامي محاولة اقتحام مدينة معضمية الشام جنوبدمشق وسط قصف شديد. وسقط عدد من القتلى بغارات شنتها طائرات على مدينة سراقب في شمال غربي البلاد. وأعلنت «جبهة تحرير القلمون» وكتائب «الجيش الحر» استعدادها الانسحاب من مدينة معلولا وفق شروط لحماية المدنيين. وجاء في فيديو: «حقناً للدماء نعلن تحييد مدينة معلولا عن الصراع شرط عدم دخول النظام وشبيحته المدينة». وأشار قائد عسكري ظهر بالفيديو إلى التزام إعادة الأهالي وحمايتهم. وكانت معلولا تعرضت لقصف من قوات النظام وسط حصول مواجهات بين الجيش النظامي ومقاتلي المعارضة في الأيام الماضية. في غضون ذلك، استمرت القوات النظامية في قصفها على مناطق في مدينة معضمية الشام والمنطقة الجنوبية لمدينة داريا في جنوبدمشق، فيما قصف الطيران الحربي منطقة السقي في محيط مدينة النبك بالقلمون، حيث شنت طائرات أربع غارات على الأقل. وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»: «اندلعت اشتباكات عنيفة على أطراف مدينة معضمية الشام في محاولة من القوات النظامية لاقتحام المدينة التي تعرضت لقصف عنيف، وسط أنباء عن خسائر في صفوف الطرفين». ودارت اشتباكات في محيط حاجز المشفى الوطني في مدينة درعا قرب حدود الأردن وسط قصف من القوات النظامية على أحياء طريق السد. وجددت القوات النظامية قصفها على مناطق في بلدتي اليادودة وعتمان من دون أنباء عن إصابات، بالتزامن مع غارة للطيران الحربي على مناطق في عتمان. وأفاد «المرصد» أمس أن المناطق التي تتمركز فيها الكتائب المقاتلة قرب قرية المسعودية التي تتحدر منها بثينة شعبان المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس بشار الأسد، وبلدة جب الجراح وقرية مكسر الحصان في ريف حمص الشرقي، تعرضت لقصف من القوات النظامية بالتزامن مع سقوط قذائف من مقاتلي المعارضة على المناطق التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية. واندلعت مواجهات بين مقاتلي المعارضة و «قوات الدفاع الوطني» في أطرافها. وأضاف «المرصد» أن قريتي جب الجراح والمسعودية «تعرضتا لقصف من القوات النظامية بالتزامن مع غارات للطيران الحربي وسط حركة نزوح للأهالي نحو المناطق المجاورة». وارتفع إلى تسعة عدد القتلى الذين سقطوا في حماة وسط البلاد في اشتباكات في محيط حاجز الجسر بين طيبة الإمام وبلدة حلفايا، وكان بين القتلى أطفال قضوا على أيدي قوات النظام. كما دارت اشتباكات عنيفة قرب قرية الحمراء المجاورة. وقال «المرصد»: «حصل توتر في محيط مدرسة البحتري غرب مدينة الباب أثناء اجتماع لبعض المفاوضين مع الدولة الإسلامية لإخراجهم من المدرسة إثر خروج تظاهرة ثانية تطالب بخروج الدولة الإسلامية من مدرسة البحتري التي أغار الطيران الحربي عليها بعد ظهر أمس، وأسفر إطلاق الرصاص المتبادل ليلاً بين عناصر الدولة الإسلامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة عن سقوط جريحين، حيث أفاد نشطاء عن نية الدولة إخلاء المدرسة التي تتخذها كمقر لها شرط أن ينسحب عناصر من جبهة قرية الدويرينة ومطار كويرس العسكري على أن تستلم الكتائب المقاتلة من مدينة الباب النقاط التي كانت تتمركز فيها الدولة الإسلامية في هذه المناطق». وتعرضت مناطق في حي صلاح الدين لقصف من القوات النظامية، في وقت لا تزال الاشتباكات العنيفة مستمرة بين مقاتلي «وحدات حماية الشعب» الكردي و «لواء جبهة الأكراد» من طرف وبين مقاتلين الكتائب المقاتلة من طرف آخر في حيي الشيخ مقصود والأشرفية وسط معلومات عن سقوط قتلى من الطرفين. وجدد الطيران المروحي قصفه على مناطق في جبل الأربعين في ريف إدلب في شمال غربي البلاد، فيما دارت اشتباكات عنيفة في محيط حاجز الفنار عند مدخل بلدة كفرلاته الذي تمكنت القوات النظامية من إعادة السيطرة عليه، علماً أن المعارضة كانت استعادت السيطرة على جبل الأربعين الذي يطل على أريحا الخاضعة لسيطرة قوات النظام، وتقع على طريق استراتيجية بين اللاذقية غرب البلاد وحلب في شمالها. وقصف الطيران المروحي مدينة سراقب المجاورة فيما ألقت طائرات براميل متفجرة على بلدتي بزابور وكفرلاتا في ريف إدلب. وفي دير الزور في شمال شرقي البلاد، صادرت كتائب مقاتلة تابعة للهيئة الشرعية شحنة من أنابيب النفط كانت «الدولة الإسلامية في العراق والشام» تقوم بنقلها إلى محافظة حلب، الأمر الذي أدى إلى توتر سرعان ما تم تطويقه.