أكد قيادي بارز في حركة «التغيير»، اكبر القوى المعارضة في إقليم كردستان، عدم رفض المشاركة في الحكومة المقبلة مع أحد الحزبين الحاكمين «شرط الموافقة على مشروعنا الإصلاحي»، فيما أعلن مكتب مفوضية الانتخابات في أربيل عدم تلقيه أي شكوى تتعلق بالحملات الانتخابية. وتشهد الانتخابات البرلمانية في الإقليم الكردي المقررة في 21 الشهر الجاري، منافسة حامية بين الحزبين الحاكمين «الاتحاد الوطني»، بزعامة الرئيس جلال طالباني، و»الديموقراطي» بزعامة مسعود بارزاني، والمعارضة، في ظل غياب مؤسسات استطلاع معتمدة لرصد فرص فوز أي من الأطراف، وغياب ائتلافات تحسم الكفة لصالحها. وأكد منسق العلاقات الديبلوماسية في حركة «التغيير» المعارضة محمد توفيق رحيم ل «الحياة»، إمكان مشاركتها في حكومة ائتلافية مع أحد الحزبين الحاكمين وقال: «من الطبيعي أن تطمح كل معارضة في الوصول إلى السلطة، وهذا هدفنا، وسبق أن شرحنا مواقفنا ومشاريعنا منذ نحو أربع سنوات، وحان الوقت لنكون جزءاً أساسياً في السلطة لتنفيذها»، واستدرك: «لكن ذلك مرهون بالخارطة السياسية التي ستفرزها نتائج الانتخابات، والتي باعتقادنا تتغير لصالح المعارضة، وربما نتمكن من تشكيل حكومة مع أحد الحزبين الحاليين، لكن يصعب تحديد أي منهما، وذلك طبعاً مرتبط بمدى استجابة ذلك الطرف لتحقيق مشروعنا الذي قدمناه قبل عامين والمتعلق بتنفيذ إصلاحات واسعة، وبمنح الحكومة الاستقلالية بعيداً من تدخل الأحزاب، ودمج القوات الأمنية والبيشمركة في مؤسسة وطنية غير خاضعة للأحزاب». وعن موقف الحركة من الخروقات التي تشهدها الحملات الانتخابية، قال رحيم: «تكلمت مع الدائرة القانونية في حركتنا، وهي في صدد تقديم شكاوى إلى مفوضية الانتخابات. وهناك توقعات بحصول حالات تزوير يوم الاقتراع، لكننا نسعى إلى حصر التزوير بأقل نسبة ممكنة». وكانت قوى سياسية مشاركة في الانتخابات أكدت تعرض حملاتها الانتخابية لمضايقات، وتمزيق إعلانات مرشحيها، كما أصيب ثمانية أشخاص في مواجهات في السليمانية بين مروجي الحملات التابعين لحركة «التغيير» وحزب طالباني. من جهة أخرى، قال مدير مكتب مفوضية الانتخابات في اربيل هندرين محمد ل «الحياة» إن مكتبه «لم يستلم أي شكوى تتعلق بالخروقات، لكن من خلال فرق المفوضية التي شكلت لمراقبة التجاوزات، تم تسجيل الكثير من حالات تمزيق الملصقات، وكذلك تم التجاوز على تعليمات المفوضية التي تمنع استخدام الصمغ في تثبيت الملصقات، وقد أُزيل العديد منها، ورفعت صور بعض المرشحين والكيانات المتجاوزة». وأوضح أن «الحملة الانتخابية تسير بشكل جيد وهادئ، رغم أنها تبدو حامية»، ولفت إلى أن «عدد الذين يحق لهم التصويت يبلغ مليونين و803 آلاف شخص، منهم 195 ألف ناخب في السليمانية، و991 ألف ناخب في أربيل، و615 ألفاً في دهوك»، وعن عدد الأصوات المطلوبة للفوز بأحد المقاعد أشار إلى أن «العدد المطلوب يعتمد على نسبة مشاركة المصوتين، وعلى سبيل المثال في حال مشاركة نحو 70 في المئة من المصوتين، فإن كل مقعد يتطلب الحصول على 18 ألف صوت، وهذا العدد قابل للزيادة والنقصان».