اقتحمت القوات النظامية السورية سجن حمص المركزي وسط البلاد بعد منتصف ليل الاحد-الاثنين، ما أدى الى سقوط عدد من الجرحى، في وقت سيطر مقاتلو المعارضة على حاجز استراتيجي في ادلب في شمال غربي البلاد. كما استولى مقاتلون اكراد على مقر لمقاتلين متشددين قرب حدود العراق في شمال شرقي سورية. وأفاد مدير «المرصد السوري لحقوق الانسان» رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة «فرانس برس» امس ب «سقوط عدد من الجرحى وتردد انباء عن سقوط قتيل، في اقتحام القوات النظامية لبعض مهاجع سجن حمص المركزي» في الجزء الشمالي للمدينة. من جهته، أفاد الناشط يزن الحمصي ان «قوات الامن حاولت في الايام السابقة اعادة تقسيم السجناء وتوزيعهم على المهاجع (...) وترحيل قسم منهم الى سجون داخل المطارات والثكنات العسكرية». وتتهم المعارضة النظام بنقل السجناء الى القواعد العسكرية لاستخدامهم كدروع بشرية، في حال استهداف هذه القواعد في ضربة عسكرية غربية محتملة، رداً على هجوم مفترض بالاسلحة الكيماوية قرب دمشق الشهر الماضي. واوضح يزن ان بعض السجناء نفذوا عصياناً «حتى لا يتم ترحيلهم من السجن المركزي، فأطلقت قوات الامن رصاصاً عشوائياً وقنابل مسيلة للدموع واستخدمت العصي الكهربائية لإجبارهم على الدخول الى المهاجع وسحب السجناء المطلوب عزلهم قبل ترحيلهم». واشار الى حصول «عدد من حالات ضيق التنفس والاختناقات، اضافة الى اصابة احدهم برصاصة (...) تم اسعافه الى خارج السجن بعد تفريق السجناء»، نافياً سقوط قتلى. من جهته، حمّل «الائتلاف الوطني السوري» المعارض مدير السجن مسؤولية سلامة السجناء. وقال في بيان: «وصلت إلى الائتلاف الوطني السوري أنباء تفيد بقيام مجموعات من الشبيحة باعتماد القمع المفرط واستخدام الرصاص الحي للسيطرة على محاولات عصيان جرت داخل السجن». وحمّل «مدير سجن حمص المركزي العميد عبدو يوسف كرم مسؤولية كل خرق تم ارتكابه (...) إضافة إلى كل من كان له دور في إصدار الأوامر أو الإشراف عليها أو تنفيذها». واشار «الائتلاف» الى ان النظام السوري «يعتقل اكثر من 200 الف شخص، بينهم نساء وأطفال وشيوخ في ظروف لا تطاق يتعرضون خلالها لأفظع أنواع التعذيب والتي أسفرت منذ بدء الثورة عن سقوط قرابة ثلاثة الاف شهيد تحت التعذيب. كما سبق للنظام أن استخدم المعتقلين كدروع بشرية في خرق سافر آخر لميثاق جنيف وسائر الأعراف والعهود». وفي شمال حمص، افاد المرصد عن مقتل 11 شرطياً على الاقل واصابة اكثر من عشرة آخرين في سقوط صواريخ اطلقها مقاتلو المعارضة على مركزهم في حمص بعد منتصف الليلة قبل الماضية. وقال «المرصد» ان القتلى قضوا في «سقوط ثلاثة صواريخ على فرع المرور في مدينة حمص بعد منتصف ليل الاحد»، في هجوم تزامن مع سقوط صواريخ عدة على أحياء كرم اللوز ووادي الذهب وعكرمة «التي تقطنها غالبية من الطائفة العلوية». وقال عبدالرحمن ان الصواريخ مصدرها «مقاتلون من الكتائب المقاتلة»، واستهدفت فرع المرور الواقع على الطريق المؤدية الى حماة. وفي شمال غربي البلاد، قال المرصد ان اشتباكات بدأت بعد ظهر الاحد بين مقاتلين من «لواء جبهة ثوار سراقب ولواء التوحيد بإدلب وصقور الشام وأحرار الشام وسرايا القدس الإسلامية من جهة، والقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني الموالية لها من جهة ثانية، انتهت بسيطرة الكتائب المقاتلة على حاجز معمل الكونسروة ذي الأهمية الاستراتيجية، والواقع على طريق إدلب - حارم» الى الغرب من مدينة إدلب. واوضح عبدالرحمن ان السيطرة على الحاجز «تعزز قدرة المقاتلين على اطراف مدينة ادلب وتحصر القوات النظامية في داخلها». ويسيطر نظام الاسد على غالبية احياء مدينة إدلب، في حين تقع مناطق واسعة من المحافظة تحت سيطرة المقاتلين. وادت الاشتباكات الى مقتل ثمانية معارضين، اضافة الى 12 عنصراً على الاقل من القوات النظامية وعناصر «الدفاع الوطني». وفي ادلب ايضا، تجدد قصف الطيران المروحي على مناطق في جبل الاربعين وبلدة كفرلاته بالبراميل المتفجرة، وترافق مع قصف القوات النظامية قرية معترم القريبة، في وقت قامت القوات النظامية بحملة احراق اشجار الزيتون المحيط ببلدة حيش. ونفذ الطيران الحربي غارات على محيط مطار أبو الضهور العسكري المحاصر، بالتزامن مع قصف من القوات النظامية على القرى المجاورة للمطار. وطاول القصف عدداً من قرى جبل الزاوية في ريف ادلب. وفي حلب شمالاً، قُتل عدد من عناصر القوات النظامية جراء استهدافهم من الكتائب المقاتلة في حي الشيخ سعيد ليل أول من أمس. واندلعت مواجهات بين مقاتلين اكراد وقوات النظام في حي الاشرفية في حلب، في وقت استهدف مقاتلو الكتائب المقاتلة بعدد من قذائف الهاون مبنى البحوث العلمية في حي الراشدين «وسط أنباء عن خسائر في صفوف القوات النظامية». وسقطت قذائف عدة على مناطق في بلدتي نبل والزهراء اللتين يقطنهما مواطنون من الطائفة الشيعية الموالية للأسد وسط انباء عن سقوط قتلى وجرحى. وفي شمال شرقي البلاد، استهدف مقاتلو «وحدات حماية الشعب» الكردي مقراً لمقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و»جبهة النصرة» في قرية ملوح القمر في جنوب غرب تل أبيض في محافظة الرقة، في وقت اندلعت مواجهات في محيط قريتي سوسك وجلبة. وقال «المرصد» ان المقاتلين الاكراد سيطروا على مقر «الدولة الاسلامية» في شمال غرب بلدة اليعرية قرب حدود العراق عقب اشتباكات بين الطرفين و»أنباء عن خسائر في صفوف مقاتلي الدولة الإسلامية». وفي جنوب البلاد، دارت مواجهات عنيفة في حي القابون شمال دمشق وسط تعرضه لقصف طاول حي برزة المجاور، في وقت قصفت قوات النظام السوري بصورايخ أرض-أرض شارع الثلاثين في مخيم اليرموك. وقُتل تسعة من مقاتلي المعارضة بينهم قادة كتائب مقاتلة، في قصف للطيران الحربي على يبرود في ريف دمشق. وفي القنيطرة بين دمشق والجولان، أسر مقاتلو المعارضة ضابطاً برتبة عميد من مرتبات الدفاع الجوي خلال توجهه الى عمله في ريف القنيطرة.