أعلن الجيش السوري الحر، انسحابه من مدينة معلولا بريف دمشق (جنوب سورية) وذلك بعد ساعات من سيطرته عليها. وفي اتصال هاتفي قال الناطق باسم المجلس العسكري في دمشق وريفها، مصعب أبو قتادة، إن الجيش الحر قرر الانسحاب من المدينة التي سيطر عليها يوم أمس، خوفاً على أرواح سكانها المدنيين من قصف قوات النظام التي تحاول استعادتها، وكذلك لعدم تمكين تلك القوات من ارتكاب مجزرة فيها أو على أطرافها ليتهم الجيش الحر أنه قام ب"مجزرة طائفية" هناك كون غالبية سكان المدينة من المسيحيين. وكان الجيش الحر قد أعلن يوم أمس عن سيطرته على مدينة معلولا بريف دمشق، مؤكداً أن اشتباكات عنيفة تدور في محيطها بينه وقوات النظام التي تحاول استعادتها، وذلك بحسب بيان صادر عن المجلس العسكري في دمشق وريفها. وتعهّد الجيش السوري الحر في بيانه ب"حماية الكنائس والمقدسات المسيحية في مدينة معلولا وحماية أهالي المدينة وحسن معاملتهم على مختلف دياناتهم وطوائفهم"، حسب تعبيره. ولم يعلّق النظام السوري على خبر سيطرة الجيش الحر على مدينة معلولا أو انسحابه منها وذلك حتى الساعة (9.00) تغ. وتحتوي معلولا، التي يعني اسمها الهواء العليل ويقول باحثون إنها تعد من أقدم المدن المسيحية في العالم حيث يعود تاريخ بنائها لعدة قرون قبل الميلاد، على معالم سياحية وتاريخية مسيحية بارزة أهمها كنيسة بيزنطية قديمة وأضرحة بيزنطية منحوتة في الصخر في قلب الجبل (سلسلة جبال لبنان الشرقية)، كما يوجد فيها دير مار تقلا الشهير ويتكلم أهلها اللغة الآرامية القديمة (لغة السيد المسيح) إلى جانب العربية وغالبية سكانها من الطائفة المسيحية. ويتّهم النظام السوري، مقاتلي المعارضة باستهدافهم الأماكن التي تقطنها الأقليات، وهذا ما برر به وزير خارجيته وليد المعلم في مؤتمر صحفي له الأسبوع الماضي، العمليات العسكرية التي تشنّها قوات النظام على منطقة الغوطتين الشرقية والغربية بريف دمشق منذ أشهر والتي وقعت فيها "مجزرة الكيمياوي" 21 أغسطس/ آب الماضي حيث سقط فيها نحو 1500 قتيلاً و10 آلاف مصاب معظمهم من النساء الأطفال، بحسب المعارضة السورية التي تتهم النظام بارتكابها، الأمر الذي ينفيه النظام ويحمّل مقاتلي المعارضة المسؤولية عنها.