قتل في اليونان خلال الأسبوعين الماضيين أكثر من 10 أشخاص بحوادث سير، إما بسبب التهور والسرعة الزائدة، أو بسبب غياب الإشارات المناسبة للسائقين على الطرق العامة. وترافقت هذه الحوادث التي هزت اليونان مع صدور دراسة أعدتها نقابة خبراء المواصلات اليونانيين أظهرت أن الكلفة السنوية لحوادث السير تبلغ نحو ثلاثة بلايين يورو. وأكدت الدراسة أن على رغم تراجع عدد حوادث السير وضحاياها خلال السنوات الخمس الماضية نتيجة الأزمة الاقتصادية، إلا أن اليونان مازالت في مصاف من الدول الأوروبية الأسوأ لجهة سلامة طرقاتها. وقال خبراء: «مقارنة بدول أوروبية أخرى، يبقى احتمال حدوث حوادث سير في اليونان مرتفعاً»، مشددين على ضرورة «تعاون الدولة والمواطنين لحل هذه المشكلة، فعلى الدولة رصد المبالغ المطلوبة لصيانة الطرقات، بينما على المواطنين القيادة بطريقة أسلم وسرعة أقل». وميزت نقابة خبراء المرور بين الكلفة المباشرة وغير المباشرة للحوادث، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي توصل في تقديراته إلى أن كل حالة وفاة بسبب حوادث السير تقدر بخسارة مليون يورو، يضاف إليها خسارة القدرة الإنتاجية وكلفة العلاج الطبي، والأضرار وكلفة الأمور الإدارية، والكلفة على صناديق الضمان، مقدرة أن الاتحاد الأوروبي يدفع سنوياً 160 بليون يورو على حوادث السير. وأوضحت النقابة أن «اليونانيين خلال السنوات الخمس الماضية، قلصوا استعمال سياراتهم بسبب الأزمة الاقتصادية في البلد، ما انعكس تراجعاً في عدد حوادث السير». وأضافت أن «861 شخصاً توفوا عام 2013 بسبب حوادث السير، مقارنة ب976 شخصاً عام 2012، بينما بلغ عدد الجرحى 1326 شخصاً في مقابل 1443». ويشكو اليونانيون من أن بعض الطرق السريعة، مثل الطريق الذي يربط العاصمة أثينا بمدينة باترا (215 كلم شمال غرب أثينا)، غير مناسبة ولا تصلح لتكون طريقاً سريعاً بالمعايير الأوروبية، كما عمدوا أحياناً إلى قطع الطريق ومنع الموظفين العاملين عليها من تحصيل الضرائب من السيارات مقابل استخدام الطريق. وكانت صحيفة «توفيما» نشرت دراسة حمّلت السائقين الشباب بين سن 18 و22 سنة مسؤولية التسبب بنسبة حوادث سير تزيد على 75 في المئة من الحد المعتاد، ما يعني أن في حال تسببت باقي الفئات العمرية ب100 حادث، فهذه الفئة تتسبب ب175 حادثاً. وعزت الدراسات هذه النسبة المرتفعة الى المبالغة في تقدير قدرات القيادة لدى الشباب ومخالفة إشارات السير، مشيرة إلى دور مرافقي السائق الذين ينتمون للفئة العمرية ذاتها، الذين يشجعونه على السرعة وإظهار قدراته، فيما يفضّل هو عدم القيادة بهدوء أمامهم خشية التعرّض للسخرية. وأظهرت الدراسة أن نسبة حوادث السير التي تتسبب بها الفتيات من الفئة العمرية ذاتها تقل عن 25 في المئة مقارنة بالسائقين الذكور. وأشارت إلى أن نسبة الحوادث التي يتسبب بها السائقون الذين تزيد أعمارهم على 65 سنة ستبلغ 25 في المئة عام 2020، وذلك بسبب الحذر المبالغ فيه وردة فعلهم البطيئة أمام الأخطار، لافتة إلى أن، السائقات النساء من هذه الفئة العمرية يتسببن بحوادث أقل من الرجال. وأكدت أن هناك استهتاراً واضحاً لدى السائقين اليونانيين باحتمال حصول حوادث السير، كما أن العامل الإنساني السبب الأبرز لارتفاع عددها.