يقدم مفتشو الاممالمتحدة اليوم «تقريرا شفويا» الى الامين العام للام المتحدة بان كي مون عن نتائج تحقيقاتهم في المناطق التي تعرضت لهجوم كيماوي في 21 الشهر الجاري، في وقت اعلنت دمشق رفضها اي تقرير جزئي عن عملهم. وقالت مصادر غربية ل «الحياة» ان بان سيطلع بدوره اعضاء مجلس الامن على النتائج، قبل حصول مناقشات رسمية للتقرير. وكان بعض افراد الوفد غادر دمشق الى بيروت يوم أمس، فيما زار اخرون مستشفى عسكرياً في منطقة تسيطر عليها الحكومة في دمشق لزيارة جنود أصيبوا في هجوم كيماوي. وقال شهود إن الفريق وصل إلى مطار المزة العسكري لزيارة جنود تقول وسائل الإعلام الحكومية إنهم تعرضوا لغاز سام في ضاحية جوبر في دمشق السبت الماضي. وقال شاهد من «رويترز» إن المفتشين لم يكونوا يرتدون سترات واقية، ما يشير الى أنهم لن يزوروا مناطق تسيطر عليها المعارضة بعد زيارتهم القاعدة العسكرية. وذكرت وسائل الإعلام الرسمية أن بعض الجنود تعرضوا لأدخنة كثيفة بعدما عثروا على مواد كيماوية في نفق كان يستخدمه مقاتلو المعارضة. وقالت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) إن الجنود «عانوا من حالات اختناق». ولم تظهر تغطية القنوات التلفزيونية الرسمية دلائل توضح استخدام سلاح كيماوي. وإنما عرضت لقطات لخمسة براميل بلاستيكية زرقاء وخضراء من النوع الذي يستخدم عادة في نقل النفط مصفوفة أمام جدار في غرفة وكذلك لقطات لعدد من قذائف المورتر الصدئة وغيرها من المقذوفات. ونقلت «سانا» عن وزير الخارجية وليد المعلم قوله في اتصال هاتفي مع الامين العام للامم المتحدة ان دمشق «ترفض اي تقرير جزئي يصدر عن الامانة العامة قبل انجاز البعثة مهماتها والوقوف على نتائج التحاليل المخبرية للعينات التي جمعتها البعثة، والتحقيق في المواقع التي تعرض فيها الجنود السوريون للغازات السامة». الى ذلك، نشر المكتب الاعلامي لمدينة المعضمية تقريرا تفصيلا عن زيارة المفتشين الاثنين الماضي، جاء فيه انه اثناء الزيارة الى معضمية الشام ولدى وصول الوفد الاممي الى «مدخل المدينة والمعروف بالحي الشرقي الذي ينتشر فيه عناصر المخابرات الجوية واللجان الشعبية التابعة للنظام (السوري)، حاول بعض تابعي النظام إيهام اللجنة بأن هذا الحي هو المعضمية. لكن لحسن الحظ كان هذا الاحتمال نوقش سابقا بين الأممالمتحدة وبعض الناشطين من أبناء المدينة المقيمين خارج سورية. وتم تزويد الأممالمتحدة بنقاط علام واضحة منها مسجد الزيتونة ومسجد الروضة، كما تم تزويد اللجنة بخرائط وأرقام هاتف وسكايب لبعض الناشطين في داخل المدينة، ولهذا لم تنفع حيل النظام، وخصوصا أن الحي الشرقي لا يحتوي على أي مسجد أو نقاط علام مشابهة لما تم تزويد اللجنة به». وتابع التقرير انه :»أمام ارتباك النظام الذي كان يتوقع أن تكون الزيارة للغوطة الشرقية، وتفاجئه بطلب المفتشين زيارة المعضمية، لم يجد النظام أمامه بد من استخدام اللغة الوحيدة التي يفهمها، فقام قناصة متمركزون على محور الحي الشرقي ويطلون على الشارع الرئيسي بإطلاق رصاصات عدة وإصابة موكب اللجنة بطلقات أدت إلى تعطل إحدى سياراتهم من نقطة تابعة لحاجز المخابرات الجوية، ليتوقف الموكب ويقرر التراجع والتوقف عند الكازية العسكرية المحاذية لمطار المزة العسكري». وبعدما اشار الى اتصالات بين المفتشين والناشطين وبين الاممالمتحدة والحكومة السورية، وافقت السلطات على «السماح للجنة بدخول المدينة بعد حوالي ثلاث ساعات من التعطيل والترهيب. وعند الدخول الى المدينة زارت اللجنة أحد المراكز الطبية الذي كان استقبل العديد من حالات الاستشهاد والإصابة بالمواد الكيماوية وتم أخذ عينات من شعر الضحايا وثيابهم ودمهم. كما قابلت اللجنة عدداً من المصابين وتحدثت معهم عن الاعراض التي ألمت بهم أثناء القصف الكيماوي». ونقل موقع «كلنا شركاء» عن التقرير ان احد الاطباء قدم «عددا من الادلة على استخدام السلاح الكيماوي». وعاينت اللجنة أحد الصواريخ الكيماوية التي استهدفت المدينة ولم تنفجر وقاموا بأخذ عينات منه. وفي هذه الأثناء قامت قوات النظام بإطلاق قذيفة على منطقة قريبة من تواجد المحققين لتخويفهم وحضهم على المغادرة بسرعة. ونقل التقرير عن احد المفتشين قوله للناشطين انه «تم العثور على المواد الكيماوية بصورة كافية في العينات التي قدمت اليهم, وأنهم سيقومون بإصدار تقرير في ما يخص زيارتهم الى مدينة معضمية الشام قريبا»، لافتا الى انه بعد مغادرتهم المدينة بخمس دقائق باشرت قوات النظام قصف المدينة وحاولت اقتحامها من محاور عدة للانتقام من الأهالي، بعدما قطعت المياه للإمعان في معاقبتها». الى ذلك، يواصل موظفو الوكالات الدولية التابعة للامم المتحدة عملهم في سورية، رغم مخاطر تدخل عسكري اجنبي ضد هذا البلد. وقال ناطق باسم «يونيسف» خلال مؤتمر صحافي للامم المتحدة: «لم يطلب منا اي كان مغادرة البلاد». من جهته، قال الناطق باسم المفوضية العليا للاجئين: «لم نتخذ تدابير خاصة، لدينا باستمرار خطط لمواجهة تدفق اضافي من اللاجئين». وقالت الناطقة باسم برنامج الاغذية العالمي ان «العمل يستمر في الوقت الحاضر». ويعمل حوالى الف موظف محلي او اجنبي في الاممالمتحدة حاليا في سورية.