تُراهن جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر على قدرتها على تأمين حشد كبير في تظاهرات اليوم يُمكنها من مواجهة الضغوط التي تتعرض لها من سلطات الحكم الموقت وأيضاً من حلفائها الذين اقتنع قطاع مهم منهم بأهمية «التسوية» السياسية للأزمة وفقاً لخريطة الطريق التي صاغها الجيش بالاتفاق مع القوى السياسية والثورية. وفيما كشف القيادي في «الجماعة الإسلامية» عبود الزمر عن اتصالات تتم مع قيادات في الجيش من أجل الوصول إلى حل سياسي، كثفت جماعة «الإخوان» من دعوتها إلى الحشد وسط ضربات أمنية متلاحقة أسفرت عن توقيف القياديين في الجماعة محمد البلتاجي ووزير القوى العاملة السابق خالد الأزهري وجمال العشري في قرية ترسا في محافظة الجيزة. وستكون تظاهرات اليوم حاسمة في تحديد مصير الجماعة، خصوصاً أنها تأتي بعد أسبوع من الحشد الضعيف في الشارع. وكشف الزمر عن «مبادرة» تتضمن 4 مراحل آخرها إنفاذ «خريطة الطريق» لكن «عبر حل دستوري»، ولفت إلى أن «الإخوان يرون أن الشرعية الدستورية هي المخرج من المأزق الحالي»، موضحاً أن «التمسك بالشرعية لا يعني بالضرورة عودة (الرئيس المعزول محمد) مرسي». من جانبه، قال مصدر عسكري ل «الحياة»، إن «القوات المسلحة لا تسعى على الإطلاق إلى إقصاء أي من أبناء الشعب. ليس لدى المؤسسة العسكرية أو أي من مؤسسات الدولة أي نية في منع أي فئة في المجتمع من الانخراط في الحياة السياسية الحالية وخارطة الطريق من أجل تسيير عجلة البناء والتنمية». لكن المصدر تحدث عن «معلومات رصدتها الأجهزة الأمنية تفيد بسعي أنصار «الإخوان المسلمين» إلى استفزاز عناصر الجيش والشرطة خلال تظاهرات» اليوم. وأوضح أن «تعليمات مشددة صدرت بعدم الاستجابة لهذه الاستفزازات، لكن عناصر التأمين ستواجه أي محاولات للخروج عن القانون بكل حسم وقوة وعدم السماح بما يؤدي إلى الإخلال بالأمن وتكدير السلم العام». من جهة أخرى، قال المصدر إن «قوات الجيش والشرطة تمكنت خلال حملة أمنية في منطقة مزارع جنوبالعريش في شمال سيناء من ضبط 14 عنصراً إرهابياً مسلحاً، فيما قتل مسلحان خلال تبادل إطلاق النار مع قوات الأمن، وتم تدمير 3 سيارات تستخدمها تلك الجماعات في هجماتها».