تستعد إيران في عهد الرئيس حسن روحاني، لإضفاء «وجهٍ جميل» على سياستها الخارجية، يمحو ما اعتبره بعضهم «سلوكاً استفزازياً» ميّز حقبة الرئيس السابق محمود أحمدي نجاد. ويعكس هذا الأمر قراراً اتخذه روحاني باعتماد نهج منفتح داخلياً، ومرن خارجياً، وإن أصرّ على أن بلاده لن تتراجع عن «حقوقها»، خصوصاً في الملف النووي. وفي سابقة منذ الثورة عام 1979 وتأسيس الجمهورية الإسلامية، أعلن الناطق باسم الخارجية الإيرانية عباس عراقجي أن الوزير محمد جواد ظريف «يرغب في اضطلاع الكادر النسوي في الخارجية، بمهمتين جديدتين للمرة الأولى، هما الناطق باسم الخارجية وسفير» للبلاد. وأشار إلى أن تعيين أول ناطقة باسم الخارجية وأول سفيرة للبلاد في الخارج، سيُعلن خلال أيام، لافتاً إلى أن المرأتين «ستبدآن عملهما قريباً». واعتبر ذلك «نجاحاً للسياسة الخارجية لإيران». وأفادت وكالة «فارس» بأن مرضية أفخم، مديرة قسم شؤون الديبلوماسية العامة في الخارجية، مرشحة لمنصب الناطق باسم الوزارة، فيما رجّحت مصادر تعيين امرأة مندوبة لإيران لدى الأممالمتحدة. وأعلنت الدكتورة معصومة ابتكار التي كانت نائباً للرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي، أنها رفضت تولي منصب ناطق باسم الخارجية أو سفير. وتُعتبر ابتكار من الشخصيات النسائية السياسية البارزة، إذ رأست منظمة البيئة، كما انتُخِبت سابقاً عضواً في المجلس البلدي لطهران، علماً أنها تُعدّ شخصية قيادية في الحركة الإصلاحية، وكانت الناطقة باسم منظمة «الطلاب السائرون على نهج الإمام الخميني» التي احتلت السفارة الأميركية في طهران عام 1979. وعلى رغم تولي نساء منصب نائب رئيس ووزيرة ودخولها مجلس الشورى (البرلمان) في إيران، إلا أن تسلّم امرأة منصباً ديبلوماسياً بارزاً يُعتبر سابقة، تعكس رغبة الحكومة الإيرانية في تغيير الصورة الديبلوماسية التي شاعت خلال عهد نجاد. وكان الرئيس السابق عيّن الدكتورة مرضية وحيد دستجردي وزيرة للصحة، في سابقة حكومية، لكنها أُجبرت على الاستقالة بعد مشكلات مع نجاد، فيما رجّحت مصادر أن ترأس دستجردي جمعية الهلال الأحمر الإيرانية. وعيّن روحاني إلهام أمين زاده نائباً له مكلفة الشؤون القانونية والعلاقات مع البرلمان، لكن حكومته خلت من أي وزيرة، على رغم نيله دعماً ضخماً من النساء في انتخابات الرئاسة. ويبدو أن الرئيس الإيراني يرغب في صدّ انتقادات وجّهتها له جمعيات نسائية، من خلال تعيين نساء في مناصب مهمة.