اتهمت وزارة النفط العراقية التي تسعى إلى رفع معدلات إنتاجها، شركة «شل» البريطانية - الهولندية بتكبيدها خسائر قيمتها 4.6 بليون دولار إثر بطء في الإنتاج، وفقاً لرسالة حصلت عليها وكالة «فرانس برس». وتنتقد الرسالة المؤرخة في 21 تموز (يوليو) بشدة الشركة بسبب التباطؤ في استخراج النفط من حقل مجنون في جنوب العراق، والذي تزامن مع انخفاض صادرات العراق النفطية إلى أدنى مستوياتها منذ 16 شهراً، على رغم تعزيز بغداد دورها كمنتج رئيس للطاقة. وكانت الرسالة موجهة إلى نائب رئيس شركة «شل» في العراق، هانز نيجكامب، وموقعة من دائرة العقود والتراخيص في وزارة النفط العراقية. وجاء فيها ان «الإنتاج من حقل مجنون توقف بشكل غير مقبول لفترة طويلة» وأن «مجمل خسائر الإنتاج مجتمعة من الحقل بلغ 44 مليون برميل (...) ونتيجة لذلك فإن العراق تكبد خسائر كبيرة بقيمة 4.6 بليون دولار (...) بالطبع فإن العراق لا يزال يتكبد خسائر كل يوم نتيجة لفشل شل في أداء التزاماتها التعاقدية». وتشير الرسالة كذلك إلى ان «الحقل أغلق وتوقف الإنتاج فيه منذ الأول من حزيران (يوليو) 2012 بطلب من شل لغرض تنفيذ أعمال إعادة تأهيل المنشآت السطحية». ولفتت الوزارة إلى ان الشركة «لم تتخذ أي إجراءات جادة لمعالجة الغاز المصاحب المستخرج من الحقل». وأشارت في هذا الصدد إلى ان «حرق هذا الغاز كان له أثر سلبي على العراق سواء من الناحية الاقتصادية أو على صعيد البيئة فضلاً عن انه انتهاك للقوانيين العراقية». لكن الناطق باسم «شل» أصدر بياناً جاء فيه «نؤكد أننا بدأنا فتح مرافق الحقل للتحقق والاصلاح نهاية العام الماضي، وكان تقويمنا الفني يشير إلى أن الحقل بحاجة إلى اعمال صيانة إضافية كبيرة». واعتبر أن «سلامة عمالنا واصولنا تبقى على رأس أولوياتنا في العراق، لذلك كنا نعمل من أجل العودة بالمرافق إلى مستوى مقبول يضمن عمليات آمنة وموثوق بها». من ناحية أخرى أعلنت مصادر تجارية تقليص العراق صادرات خام كركوك النفطي بأكثر من النصف في أيلول (سبتمبر)، مقارنة بصادرات آب (أغسطس) بسبب تأخر تحميل شحنات لنحو شهر. ويرجع ذلك في معظمه إلى مشاكل تسرب خام وهجمات على خط الأنابيب المخصص للتصدير. وقررت مؤسسة تسويق النفط العراقية (سومو) خفض حجم الصادرات إلى نحو 110 آلاف برميل يومياً، وهو أدنى مستوى في سنوات، من نحو 244 ألفاً في آب، كما قررت عدم تخصيص الشحنات التي طلبتها المصافي وذلك بحسب ما أظهره المخطط. وأفاد مصدر تجاري في مصفاة تريد الحصول على شحنات «هناك عشر شحنات على الأقل تنتظر التحميل من جدول آب، لكن سومو لم تحدد لمن ستذهب». ويشير قرار «سومو» الى مدى تعطل صادرات كركوك التي تتجه إلى البحر المتوسط عبر خط أنابيب ينقل الخام من كركوك إلى ميناء جيهان التركي. ويظهر المخطط أن شركة تكرير النفط الوحيدة في تركيا «توبراش»، ستحصل على كل شحنات الخام في أيلول باستثناء واحدة حجمها 600 ألف برميل ستذهب إلى «إكسون». وأكد مصدر ملاحي إن فترات تأخير التحميل وصلت إلى نحو شهر. وبحسب مصدر آخر «بعدما جرى تحميل شحنات تموز في آب وشحنات آب في أيلول قرروا وقف شحنات أيلول للتعويض». ويتوقع تجار أن تغطي «سومو» أي غرامات تأخير تدفع لأصحاب السفن نتيجة تأخر تحميلها وترتفع الفاتورة مع انتظار الناقلات لفترات أطول، لأن سومو «تفضل اللحاق بالشحنات المتخلفة بدلاً من استمرار التأخيرات التي تكبدها تعويضات كبيرة». ليبيا والكويت إلى ذلك، أظهرت بيانات «ايه اي اس لايف» لتتبع السفن أن أول ناقلة حُمّلت بالنفط الخام بنجاح في ميناء مرسى البريقة الليبي في مطلع الأسبوع، بعد استئناف العمل فيه الأسبوع الماضي إثر إضراب عمالي. وأظهرت البيانات أن الناقلة فاليسينا وحمولتها 110 آلاف طن، حمّلت يومي السبت والأحد وهي في طريقها الآن إلى جنوة. ولفتت مصادر إلى أن العمل في الميناء استؤنف الثلثاء الماضي. وفي الكويت، أعلن ناطق باسم «شركة البترول الوطنية الكويتية» أن الإصلاحات في وحدة لتقطير الخام في مصفاة ميناء عبدالله وطاقتها 80 ألف برميل يومياً، يتوقع أن تستغرق نحو ثلاثة أسابيع إضافية. الأسعار في الأسواق، عزز مزيج «برنت» ارتفاعه فوق 111 دولاراً للبرميل ليقترب من أعلى مستوياته في خمسة أشهر، بعدما أدى تزايد التوترات بسبب هجوم يشتبه بأنه بأسلحة كيماوية في سورية، إلى زيادة المخاوف من احتمال ان يؤدي تفاقم عدم الاستقرار في الشرق الأوسط إلى تعطيل الامدادت. وارتفع سعر «برنت» لتعاقدات تشرين الأول (أكتوبر) إلى 111.68 دولار وهو اعلى مستوياته منذ الثاني من نيسان (أبريل) وبلغ 111.29 دولار بزيادة 25 سنتاً. وارتفع الخام الاميركي للتسليم في تشرين الأول، 60 سنتاً إلى 107.02 دولار بعد ارتفاعه 0.6 في المئة الأسبوع الماضي وهبوطه واحداً في المئة الأسبوع الماضي.