بدأ قطاع الفنادق والشقق المفروشة في مختلف أنحاء السعودية هذه الأيام في استقبال المعلمين والمعلمات الجدد أو المنقولين، وذلك بعد انتهاء موسم الصيف والإجازات المدرسية واختتام الموسم السياحي في كثير من المناطق. ويعتبر المستثمرون في القطاع أن المعلمين والمعلمات الجدد يمثلون الموسم المكمل لموسم السياحة الصيفي مع بداية العام الدراسي الجديد، إذ يلجأون إلى الاستعانة بالفنادق والشقق المفروشة كسكن موقت إلى حين تحديد مدارسهم لاختيار المكان المناسب والمجاور لمقار عملهم، بخاصة أن معظم المعلمين والمعلمات الجدد يباشرون أعمالهم في مناطق يزورونها للمرة الأولى، ما يمنحهم الإحساس بأنهم غرباء على المكان، فيلجأون إلى الفنادق والشقق المفروشة التي تطول إقامتهم فيها، أملاً في النقل من تلك المنطقة إلى مكان إقامة عائلاتهم. ويشير المعلم محمد رجب وهو من المنقولين حديثاً إلى مدينة جدة، إلى أنه ما زال ينتظر تحديد المدرسة من إدارة التعليم، والتي لا تظهر نتيجتها عادة إلا في الأسبوع الأول من الدراسة، مضيفاً «لذا نضطر للجوء إلى الشقق المفروشة للإقامة فيها شهراً على الأقل لنتمكن من البحث عن شقة تكون مقراً لإقامتنا الدائمة»، مشيراً إلى أن أصحاب الشقق يستغلون أوضاع المعلمين والمعلمات في هذا الموسم ويرفعون الأسعار حتى تصل في بعضها إلى خمسة آلاف ريال للشهر. ويزيد غياب العارف في المنطقة الجديدة المنقول إليها المعلم أو المعلمة من المعاناة، وفي هذا الصدد يقول المعلم عوض طيب الذي تم تعيينه في مدينة الليث «عند وصولي إلى المنطقة التي تعينت فيها سألت عن الشقق المفروشة القريبة من إدارة التعليم للإقامة فيها، إذ لا معارف ولا أصدقاء لي في هذه المنطقة، ولكي أتمكن من مراجعة إدارة التعليم هناك، ومعرفة مكان المدرسة التي سأباشرها». وتشير المعلمة بسمة التي قالت إنها ظلت تبحث عن النقل منذ ما يقارب من خمسة أعوام من مدينة القنفذة التي تعمل بها حالياً إلى مدينة جدة مقر إقامة عائلتها إلا أنها ومع بداية كل عام دراسي تأتي إلى مدينة القنفذة ويكون مقرها الأول هو الشقق المفروشة مع زوجها الذي يعمل بمدينة جدة إلى حين التعرف على زميلاتها اللاتي ظروفهن كظروفها لاختيار شقة مفروشة كسكن جماعي مع وجود امرأة كبيرة في السن معها، وفي الإجازات الأسبوعية أو الرسمية يسافرن إلى مكان وجود عائلاتهن. من جهته، أوضح المسؤول في إحدى الشقق المفروشة علي أحمد أن المعلمين دائماً ما يتوافدون مع بداية الدراسة لحجز أماكن في الشقق المفروشة، وأضاف «نحن نؤجر لهم بالعام الدراسي، ولكن غالباً ما يقطنون لدينا شهراً أو شهرين ثم يتجهون لإيجار الشقق العادية، فجدة تعتبر مقراً رئيساً لكثير منهم، وبذلك يكون مكوثهم لدينا مجرد وقت قصير حتى معرفة أماكن مدارسهم، إضافة إلى كثرة وجود الشقق المفروشة في جدة»، مشيراً إلى أن الإيجار الشهري يكون مختلفاً عن اليومي وبخاصة في غير المواسم. بدوره، أوضح المستثمر جابر مطلق وهو صاحب شقق مفروشة بمدينة الليث أن غالبية المستأجرين لديهم من المعلمات اللاتي يأتين من خارج المنطقة، فيفضلن البقاء في الشقق المفروشة عن الشقق العادية، إذ تشكل لهن محطة عبور، حتى يتسنى لهن النقل لأماكن وجود عائلاتهن، كما أن بعضهن يتعينّ في مناطق نائية تبعد مسافات كبيرة عن الليث، ولا يوجد بها سكن فيفضلن البقاء في الشقق.