لم يتمكن عشرات من أنصار إمام مسجد بلال بن رباح في عبرا الشيخ أحمد الأسير، المتواري عن الأنظار والمطلوب توقيفه في جريمة الاعتداء على الجيش اللبناني، من الخروج من مسجد بهاء الدين الحريري في صيدا الواقع في دوار مكسر العبد بعد أدائهم صلاة الجمعة والتجمع في «ساحة الكرامة» التي استحدثها الأسير ودفن فيها اثنين من أنصاره هما المهندسان لبنان العزي وعلي سمهون اللذان قتلا في اشتباك حصل سابقاً بين أنصاره و «حزب الله» في حي التعمير. وقامت وحدات من الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي بقطع الطرق المؤدية إلى المدخل الرئيس لجامع الحريري الذي خصص لدخول المصلين لأداء الصلاة، وحصرت الخروج منه بالمدخل الغربي للجامع في مقابل قصر العدل، فيما أقامت قوى الأمن حواجز أمام جميع المداخل المؤدية إليه عززتها بعدد كبير من المجندات لمنع المنقبات من مؤيدي الأسير من الوصول إلى ساحة الكرامة، المكان المحدد للاعتصام، استناداً إلى ما ورد في رسالة الأسير الصوتية الثانية لمناصريه ودعوتهم فيها إلى التحرك كل يوم جمعة بعد الصلاة. وتلاقت فاعليات صيدا ممثلة باللقاء التشاوري الذي دعت إليه نائب صيدا بهية الحريري على دعم التدابير المشددة التي اتخذتها القوى الأمنية لمنع الاعتصام والتصدي للذين يحاولون الإخلال بالأمن. وأكدت الحريري إثر الاجتماع بأن المدينة ترفض رفضاً كاملاً كل ما يصدر عن أحمد الأسير وكذلك ترفض التحركات المرتبطة به. وأكد شهود عيان في صيدا ل «الحياة» أن وحدات الجيش لم تقطع الطرقات في داخل المدينة إنما عمدت إلى التشدد خصوصاً لدى خروج المصلين من الجامع وحددت المدخل الغربي لهذا الغرض وقالوا إن عدد أنصار الأسير في داخل الجامع أثناء تأدية الصلاة لم يتعد العشرات وأن جلهم من الفتيان بقيادة الشيخ عثمان حنينة الذي كانت أوقفته مخابرات الجيش في الجنوب للتحقيق معه في مشاركته في الاعتداء الذي استهدف الجيش اللبناني في عبرا، وتقرر الإفراج عنه لاحقاً مع زميله الشيخ علاء صالح وهو فلسطيني، فيما أبقي على الشيخ عاصم محمد العارفي موقوفاً ونقل إلى مديرية المخابرات في اليرزة بتهمة إشهار السلاح في وجه الجيش، والاشتراك في القتال إلى جانب أنصار الأسير. واضطر الشيخ حنينة إلى مغادرة جامع الحريري من المدخل الغربي، وحصل في هذه الأثناء تدافع بالأيدي بين أنصار الأسير وعناصر من الجيش وقوى الأمن المرابطين أمام المدخل، وانضم إليهم في هذه الأثناء العشرات من بينهم عدد من المنقبات ورفعوا صوراً للأسير وأخرى للشيخ العارفي. وردد أنصار الأسير هتافات ضد «حزب الله» وحركة «أمل» وفاعليات صيدا ومن بينها نائبا المدينة من دون الإشارة إليهما بالاسم، فيما ألقى حنينة كلمة مختصرة قال فيها إن فاعليات المدينة شاركت في منعنا من الاعتصام الذي كنا نريده أن يبقى سلمياً.ودعا حنينة أنصار الأسير للقاء مساء أمس في مسجد بلال بن رباح، وقال: «لا ندعوكم للاعتصام إنما للمشاركة في تلقي الدروس الدينية هذا إذا سمحوا لنا بأن نلتقي في المسجد». اللقاء التشاوري وفي السياق، اكد «اللقاء التشاوري الصيداوي» تصميم جميع الصيداويين على ابقاء مدينتهم هادئة وعدم جرها الى اي صراع، ورفض اي سلاح في المدينة الا سلاح الجيش والقوى الأمنية الشرعية، ورفض التطرف بكل اشكاله في صيدا ونبذ كل انواع التهور وكل التجاوزات التي تسجل تحت عنوان ما يسمى «سرايا المقاومة». وكان «اللقاء الصيداوي» انعقد في مجدليون بدعوة من النائب بهية الحريري ومشاركة الرئيس فؤاد السنيورة وتوقف عند الوضع في منطقة التعمير - مخيم عين الحلوة فأكد «الرفض الكامل لأي وجود مسلح فيها إلا مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية، وضرورة عدم الانجرار الى الإشاعات التي تثار حول هذه المنطقة»، مؤكداً «دور القوى والفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية في عدم السماح لجر المخيم الى اي اقتتال داخلي او مع الجوار اللبناني». واعتبرت الحريري بعد الاجتماع «ان صيدا ترفض رفضاً كاملاً كل ما يصدر عن الشيخ (الفار) احمد الأسير وترفض التحركات المرتبطة به»، معتبرة ان «ليس بهذه الطريقة تستعيد المدينة وظيفتها ودورها وتستعيد انفتاحها وتلملم التداعيات التي حصلت فيها». ووضعت الأمر «برسم القوى الأمنية لمنع عرقلة مسيرة المدينة». وشددت على ان «الأوضاع التي نعيشها تستدعي تسريع تشكيل الحكومة، لكن التعنت الموجود يعرقل هذا الأمر». ووضعت حادثة اطلاق الصواريخ في الجنوب في اطار الفوضى المتنقلة بين منطقة وأخرى، وهذا سببه الأساسي عدم وجود حكومة وغياب الدولة»، واصفة الوضع ب «المقلق». وقالت انه «يوجد تصميم كامل من كل الصيداويين برفض التطرف ورفض كل انواع التهور وعدم جر المدينة الى اي صراع، وبنفس الوقت منع كامل للتجاوزات تحت عنوان سرايا المقاومة تحديداً». وعن تصاعد المخاوف من تدهور الوضع في تعمير عين الحلوة وما اذا كانت تملك معطيات بهذا الخصوص قالت: «لا توجد معطيات، بل هناك اشاعات وأهل المخيم والفاعليات الذين نلتقيهم يؤكدون العمل الدؤوب الدائم لمنع اي تجاوزات لكن الإشاعات كثيرة».