قتل أمس لبنانيان ومصري في اشتباك بالاسلحة بين أنصار أحد مسؤولي المجموعات السلفية إمام مسجد بلال بن رباح في صيدا الشيخ أحمد الأسير وآخرين من «حزب الله» حصل في حي التعمير الواقع على أطراف مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين، على خلفية تعليق لافتات الحزب استعداداً للاحتفال بمراسم ذكرى عاشوراء في الأول من محرم الذي يصادف الخميس المقبل. وسقط من الطرفين جرحى، وكذلك من المارة الذين صودف وجودهم في الحي أثناء اندلاع الاشتباك الذي تخلله تبادل كثيف لإطلاق النار وظهور مسلح في عدد من الأحياء، ونجحت وحدات من الجيش وقوى الأمن الداخلي في إعادة السيطرة تدريجياً على الوضع وعلمت «الحياة» ان القتيلين اللبنانيين هما من أنصار الشيخ الأسير ويدعيان لبنان العزّي وعلي سمهون الذي توفي في المستشفى متأثراً بالجروح البليغة التي أصابته، فيما يدعى القتيل المصري علي الشربيني. وعرف من الجرحى مسؤول «حزب الله» في صيدا زيد ضاهر ومرافقه وعدنان البابا ومحمد مشعل، إضافة الى الشيخ يوسف حنينة ومحمد شمعون اللذين أصيبا برصاص طائش ونقلا الى المستشفى لتلقي العلاج. وقالت مصادر أمنية رسمية في صيدا ل «الحياة» ان التوتر بين أنصار الأسير وعناصر «حزب الله» بدأ قبل أيام عدة في حي التعمير الذي يقطنه خليط من الفلسطينيين واللبنانيين من سنّة وشيعة، على خلفية دعوة الأول أنصاره الى منع رفع الشعارات وتعليق اللافتات من قبل الحزب بمناسبة ذكرى عاشوراء. وأكدت أن أنصار الأسير حاولوا عصر أمس إنزال اللافتات والشعارات فتصدى لهم عناصر من الحزب وسرعان ما تطور الصدام الى اشتباك تبودلت فيه النيران من رشاشات وأسلحة فردية. وسرعان ما أدى الاشتباك الى ظهور مسلح كثيف لأنصار الطرفين عند مستديرة العربي في حي التعمير وأوتوستراد الرئيس نبيه بري الذي يربط بعض مناطق الجنوب بمدينة صيدا عبر بلدة حارة صيدا. وترافق ذلك، بحسب المصادر نفسها، مع قيام سيارات في عدد من أحياء صيدا بإطلاق النار في الهواء وبخاصة في شارع القدس من دون وقوع إصابات. وسارعت وحدات من الجيش وقوة من قوى الأمن الداخلي الى تكثيف حواجزها وتواجدها العسكري، خصوصاً على طول الخط البحري الذي يربط صيدا بقرى وبلدات الجنوب وعمدت الى إخلاء المسلحين منه. وفتحت الأوتوستراد العربي المؤدي الى حي التعمير بعد ان قام أنصار الأسير بإقفاله لدقائق احتجاجاً على مقتل العزي وقبل أن يفارق سمهون الحياة متأثراً بجروحه. ولاحظت المصادر الأمنية أنه لم يسجل أي تحرك عسكري للفلسطينيين في مخيم عين الحلوة الواقع على تماس مباشر مع حي التعمير، وقالت ان القوى الأمنية اللبنانية نجحت فور اندلاع الاشتباك في الحفاظ على كل الطرق المؤدية من صيدا الى الجنوب وبالعكس سالكة لقطع الطريق على احتمال تمدد الاشتباك في اتجاه مناطق أخرى، خصوصاً بعدما أفادت التقارير عن وجود انتشار مسلح في أكثر من حي صيداوي. ولفتت المصادر الى أن قوى الأمن سارعت الى تطويق الإشكال الذي حصل بين دورية تابعة لها وبين أحد أولاد الشيخ الأسير أثناء توقيفه في داخل سيارة لا يحمل أوراقها الثبوتية. وفي موازاة تعزيز الانتشار العسكري لقوى الأمن والجيش الذي استقدم سريتين من المغاوير نشرهما في المناطق الساخنة منعاً لأي احتكاك يمكن أن يتجدد ليلاً بين أنصار من الطرفين، تسارعت الاتصالات بين فاعليات المدينة وكان محورها مسؤول استخبارات الجيش في صيدا والجنوب العميد علي شحرور وشارك فيها النائب بهية الحريري ورئيس «التنظيم الشعبي الناصري» النائب السابق أسامة سعد، إضافة الى إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود ومسؤولين آخرين. وأبدت المصادر ارتياحها للدور الذي لعبته النائب الحريري في دعوتها الى التهدئة وعدم الانجرار الى الفتنة وضرورة التعاون لوأدها وأيضاً لدور رئيس المجلس النيابي نبيه بري الذي كلف أحد مسؤولي حركة «أمل» أحمد بعلبكي بمتابعة الموقف على الأرض. كما أبدت المصادر ارتياحها لتحييد مخيم عين الحلوة، وقالت انها تراهن على عودة الهدوء «ولا سيما أن لدى عناصر الجيش المنتشرة على الأرض تعليمات مشددة بوضع حد لأي ظهور مسلح ولو باستخدام القوة».