جدد رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النيابي وليد جنبلاط «تمسك الحزب بثوابت سياسية في طليعتها التنوع والتعددية، الحريات والديموقراطية، وضرورة تجاوز النظام الطائفي والمذهبي لتأكيد المساواة التامة بين المواطنين، والسعي لترجمتها برفضه الانجرار إلى الفتنة، أو ضرب الاستقرار والسلم الأهلي». واذ لفت الى أنه «لن يتوقف عند مقالات أو رسائل تبعث في بعض الصحف المأجورة لأن تمسكه بالاستقرار فوق كل اعتبار»، دعا إلى «قيام حكومة مصلحة وطنية، بمشاركة جامعة، لأن الاستمرار في حال الفراغ يعطل شؤون الناس ويعيق إمكانات التقدم ومعالجة الملفات الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية»، مستغرباً «ذاك الفارق اللافت بين شهداء الجيش العربي السوري الذين سقطوا في مواجهة إسرائيل في بيروت وعين زحلتا والسلطان يعقوب، وما يقوم به الجيش النظامي اليوم في دك المدن السورية وتحويل بندقيته من مواجهة إسرائيل إلى مواجهة الشعب السوري». جنبلاط وفي كلمة تلاها أمين السر السابق للحزب المقدم شريف فياض خلال مؤتمر صحافي عقده الحزب في مركزه في عاليه، بعد إلغاء المهرجان المركزي التكريمي لشهداء الحزب الذي كان مقرراً إقامته أمس، في ساحة كمال جنبلاط في المدينة بسبب الأوضاع الأمنية، وحضور النائب أكرم شهيب ومفوض الإعلام في الحزب رامي الريس ومسؤولين حزبيين وفاعليات، حيا «الجيش اللبناني الذي بذل ويبذل تضحيات جسيمة في لحظة سياسية شديدة التوتر وفي ظل انقسامات غير مسبوقة بين اللبنانيين، ومن واجبنا جميعاً أن ندعم المؤسسة العسكرية فعلاً وليس قولاً»، حذر من «محاولات مذهبة وتطييف الأجهزة الأمنية والعسكرية وتحويلها إلى جزر لحماية هذه الطائفة أو تلك»، معتبراً أنها «بمثابة ضربة قاسية للحصون الأخيرة التي لا تزال تحمي لبنان، وتحول دون انجراره إلى أتون النيران الإقليمية». وذكر أن «شهداء الحزب التقدمي رووا بدمائهم أرض لبنان دفاعاً عن وحدته وعروبته في مواجهة إسرائيل ومشاريعها، وتصدوا ببسالة للدخول السوري إلى لبنان، وفتحت شهادتهم طريق المقاومين إلى الجنوب والإقليم وبيروت، وأسقطت اتفاق 17 أيار، ومهدت للتسوية السياسية الكبرى التي أقرت في الطائف من خلال قافلة من الرجال الأشداء الشجعان فوق تلال هذه الجبال وسواحلها وتخوم بلداتها». «حبذا لو تذكر بعضهم» وحيا «شهداء الحركة الوطنية والمقاومة الفلسطينية في الجنوب، وشهداء حركة أمل، وشهداء الجيش العربي السوري وشهداء كل القوى السياسية التي تواجهنا معها في الخنادق». وقال: «فوق التعارض السياسي حيال توريط بندقية المقاومة في النزاع السوري إلى جانب النظام، فإن ذلك لا يلغي توجيه التحية إلى الشهداء المقاومين من أهل الجنوب والعسكريين والمواطنين الأبرياء الذين سقطوا في عدوان 2006، وحبذا لو تذكر بعضهم وقفة أهالي الجبل واللبنانيين في احتضان الجنوبيين، وهذا واجبهم، خلال تلك الحرب القاسية والمدمرة، أتذكرون التساؤل الشهير الذي أعلناه لمن سيهدى الانتصار؟ هو السؤال ذاته يعيد تكرار نفسه حتى يومنا هذا». وسأل: «ألم يكن مؤسس الحزب الشهيد كمال جنبلاط هو من منح التراخيص للعديد من الأحزاب السياسية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا؟». وقال: «قدر الحزب أن يعاند الرياح العاتية منذ مقصلة 1977 التي استهدفت كمال جنبلاط وعشرات الساسة ورجال الإعلام والفكر وفي مقدمهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وها هي تتداعى وتحارب في سبيل بقائها حتى آخر قطرة دم، وآخر حجرة في عمارة، وآخر شارع في قرية. وتكشف عن وجهها البشع، تلاحق آخر مواطن في آخر بلدة لأنه كسر حاجز الخوف مطالباً بالحرية والكرامة والديموقراطية ورافضاً للإذلال والظلم. من أجل كل ذلك، نحن إلى جانب الثورة السورية». وسأل: «ألم تكن كل تلك الأسلحة والصواريخ الفتاكة كفيلة بتحرير الجولان المحتل مرات ومرات؟». وحيا «الشعب السوري وتضحياته في مواجهة آلة الطغيان»، مجدداً دعوة «المعارضة إلى توحيد بندقيتها تحت سقف برنامج وطني ديموقراطي». ورأى أن «الشعب السوري ليس بحاجة للمزيد من الجهاديين أو القتلة المأجورين، وهو الأعلم بكيفية مواجهة النظام ورسم مستقبل جديد لسورية يحافظ على وحدتها ويحترم التنوع والمشاركة الديموقراطية في مؤسساتها».