ندد المتظاهرون في الأنبار وكركوك وصلاح الدين بالعملية العسكرية التي تنفذها قوات الجيش في محيط بغداد الشمالي والغربي، ووصفوها «بحملة تطهير أهل السنة»، فيما جدد معتصمو سامراء المطالبة بتشكيل إقليم سني. وأطلقت قوات الجيش منذ بداية الشهر الجاري عملية عسكرية واسعة النطاق باسم «الثار للشهداء» شملت المناطق الواقعة شمال بغداد وغربها، وتقطنها غالبية سنية، وأعلنت اعتقال 800 شخص. واتهم خطيب ساحة الاعتصام في الفلوجة شرق محافظة الأنبار الشيخ علي البصري، قوات الجيش بتحويل مناطق حزام بغداد إلى «مسرح للتصفية الطائفية». وأضاف أمام آلاف المعتصمين: «لقد تحول ولاء الجيش للطائفة والحزب بدلاً من الولاء للوطن»، وأشار إلى أن «قوات الجيش حولت مناطق حزام بغداد إلى مسرح للاضطهاد الطائفي ضد أهل السنّة». وأضاف أن «الحكومة العراقية منذ احتلال العراق إلى الآن تتهمنا بالطائفية لتشويه صورتنا وقلب الحقائق (...) بينما قتلتمونا بطائفيتكم يا حكومة الكذب والدجل، والمعتقلون السنة يعذبون في سجونكم الظالمة فمن هو الطائفي؟». وتابع: «كان الأجدر بكم أن تفتخروا بهذه الجموع التي خرجت للمطالبة بحقوقها من دون أن يسفكوا دماً أو يخربوا ممتلكات عامة، لكن الحكومة عملت منذ انطلاق الحراك الشعبي على تشويه صورة هذه الجموع وتحسين صورتها وصورة ميليشياتها الطائفية». وفي مدينة الرمادي، مركز محافظة الأنبار، دعا إمام وخطيب الجمعة الشيخ عمر حسين الحكومة الاتحادية إلى وقف الاعتقالات العشوائية التي تستهدف مناطق حزام بغداد، واصفاً إياها بأنها «طائفية بامتياز». وقال إن «ساحات الاعتصام في الأنبار ما زالت سلمية يتحلى معتصموها بالانضباط وبالصبر على رغم المضايقات الحكومية التي تحصل بين الحين والآخر»، ودعا المنظمات الإنسانية الى التدخل «لإنقاذ أهالي حزام بغداد من بطش القوات الحكومية التي تمارس حملاتها ضد المدنيين الأبرياء بشكل تعسفي وطائفي». وأضاف أن «المراجع الدينية في النجف مطالبة بتوضيح موقفها إزاء ما يتعرض له مكون معين من تهجير وإقصاء وقتل على الهوية تنفذه مليشيات متنفذة في الحكومة الاتحادية». وطالب «الجميع بفضح هذه الممارسات التي قد تجر البلد لحرب طائفية يكون الخاسر الوحيد فيها هو الشعب العراقي». وفي محافظة كركوك، أكد خطيب الجمعة الشيخ هادي العزاوي أن العملية الأمنية التي تنفذها القوات الحكومية في منطقة حزام بغداد هدفها «إفراغ تلك المناطق من المكون السني». وقال العزاوي إن «تسميات منابر صلوات الجمعة في المدن المنتفضة أصبحت حالة موحدة، وهي تعكس وحدة الشعب في مجابهة الأخطار والتحديات وقول كلمة الحق». وأوضح أن «الصلوات الموحدة خطوة لوحدة الصف والكلمة لتحقيق المطالب التي لم يتم تنفيذها رغم المطالبات التي رفعت منذ أكثر من ثمانية أشهر، في ظل صمت الحكومة والبرلمان وعدم النظر للشعب العراقي ومعاناته الأمنية والخدمية». وناشد العزاوي الحكومة والبرلمان إلى «تنفيذ مطالب المتظاهرين وحماية النسيج الاجتماعي»، واعتبر أن «العراق يمر بخطر كبير نتيجة الأزمات والإقصاء والظلم الذي يقع على أبنائه، خاصة في المدن المنتفضة». ودعا معتصمو قضاء سامراء جنوب محافظة صلاح الدين، أبناء السنة إلى «تشكيل قيادة قوية وموحدة للخروج من الذل والمهانة»، وأكدوا أن «الإقليم خيار وحدوي وسند للوحدة الوطنية». وقال إمام وخطيب المعتصمين الشيخ أحمد سعيد: «يا أهل السنة انتم تريدون الخروج من الأزمة فعليكم أن تتفقوا على قيادة موحدة لكم، أي تشكيل جبهة سياسية واقتصادية ومالية، ويجب أن تكون لنا قيادة سنية قوية تدافع عنا». وأضاف: «إذا لم ينتفض أهل العراق لن يتمكنوا من تغيير الواقع وربما يعيشون في ذل ومهانة»، وتابع أن «من ينتقد رئيس مجلس الوزراء نوري المالكي ولا يتحرك من اجل التغيير هو أسوأ من المالكي». وأشار إلى أن «إسقاط الحكومة لم يحصل بسبب التحالف الشيعي وتخاذل بعض السياسيين الذين نتبرأ منهم»، وزاد: «نريد أن نمضي معاً في الإقليم برغم أن البعض يرى فيه مشروع تقسيم ونحن نعتقد بأنه يؤسس للتعايش السلمي». ولفت إلى أن «الإقليم سيقوي أهل السنة بوجه العقلية الطائفية التي تديرها الحكومة»، مبدياً رفضه ل «تشكيل أي قوة قد تهدد أو تستهدف الشيعة».