اتهمت لجان التنسيق في الانبار «جهات سياسية» بمنع اجراء حوار بين المتظاهرين والحكومة، ولفتت الى ان الشعارات «الاستفزازية» التي تطلق من على منابر الاعتصامات خلال صلوات الجمعة، ادت تراجع الحكومة عن عزمها إجراء حوارات جادة مع المعتصمين. الى ذلك، تواصلت التظاهرات المناهضة للحكومة في محافظات الأنبار والموصل وديالى وصلاح الدين وكركوك في جمعة اطلق عليها اسم «طفح الكيل كفوا ميليشياتكم». وقال عضو مجلس عشائر الفلوجة، شرق الأنبار، الشيخ محمد البجاري الداعم للتظاهرات ل «الحياة»، إن «الخطب التي تلقى على المعتصمين كل يوم جمعة تقف وراءها جهات سياسية معروفة تحاول الصعود على أكتاف الناس». وأضاف أن «رجال الدين الذين يلقون خطباً تحمل طابعاً استفزازياً وتتضمن مطالب مثيرة للجدل، يأتون إلى ساحات الاعتصام فقط يوم الجمعة، أما في باقي الأيام فلا نراهم». وأشار إلى أن «أهالي المدينة ممتعضون من رجال الدين الذين سبق لهم وطرحوا مشاريع مشبوهة، مثل مشروع الأقاليم، وتمت مجابهتهم، ولفت إلى أن «هذه الشعارات قطعت الطريق أمام إجراء حوار جاد بين المعتصمين والحكومة». وايد عضو لجنة التنسيق في مدينة الرمادي الشيخ عبد الحميد العاني البجاري، وقال ل «الحياة» إن «بعض الكيانات السياسية في المحافظة استطاعت السيطرة على ساحات الاعتصام من خلال لجان خاصة». وأشار إلى أن «الشعارات التي ترفع أيام الجمع لا تمثل جميع المعتصمين ولدى شيوخ العشائر والوجهاء المستقلين تحفظات عنها، فنحن لا نتبع أحداً غير رجل الدين البارز عبد الملك السعدي». ويُعتبر «الحزب الإسلامي» المنضوي تحت لواء كتلة «متحدون» نفسه، أحد الجهات الراعية للتظاهرات المناهضة للحكومة منذ انطلاقها نهاية كانون الأول (ديسمبر) الماضي على خلفية صدور مذكرة إلقاء قبض على وزير المال رافع العيساوي. إلى ذلك، دعا إمام وخطيب الجمعة في الرمادي الشيخ أحمد سعيد، في جمعة أطلق عليها «طفح الكيل كفوا ميليشياتكم»، الحكومة إلى «الكف عن قتل وتهجير أهل السنة والجماعة»، وقال إن «أهل السنة والجماعة يتعرضون بشكل واضح للقتل والتهجير في شهر رمضان من قبل الحكومة وميلشياتها لأسباب طائفية من دون محاسبة أو رادع من أجهزة الأمن المخترقة». وأضاف أن «المعتصمين في المحافظات الثائرة أصبحوا على علم ودراية بأن المفاوضات فشلت مع الحكومة، التي تعمل على إقصاء وتهميش وقتل وتهجير أهل السنة، فكيف تنفذ مطالبهم الدستورية؟! لكننا لن نترك ساحات الاعتصام بعد أن دخلنا في اليوم 209». وزاد أن «الجيش والشرطة تتحكم بهما الميليشيات. وللأسف باتت هي القوة التي تمتلك السلطة والنفوذ في تنفيذ العمليات الإرهابية والقتل والتهجير من دون محاسبة من أحد». وفي الفلوجة قال إمام وخطيب الجمعة عبد الحميد جدوع، إن «مليشيات القتل والتهجير والدمار أفقدت الشعب العراقي أبناءه من الأبرياء، ممن قتلوا على الهوية وهجروا من ديارهم من دون ذنب سوى أنهم من أهل السنة والجماعة، ولكونهم ليسوا من أتباع الأحزاب والكتل سياسية». وفي ديالى، طالب إمام وخطيب الجمعة أحمد سعيد، بتشكيل قوة لحماية أهل السنة والجماعة، وقال إن «عظمة الرجال تتمثل حين يوقفون نزيف الدم بحكمتهم، وليس حينما يفتحون نزيف الدماء بتهورهم وطيشهم». واعتبر أن «الدولة لا تستطيع وقف عمل المليشيات، لأن تلك الميليشيات أقوى من الحكومة ومن الجيش والشرطة». وطالب خطيب سامراء فؤاد السامرائي، الحكومة المركزية ب «لجم الميليشيات»، وقال: «يجب أن تقف الحكومة بحزم أمام المليشيات وما تفعله في محافظة ديالى من تهجير طائفي». وحذر إمام الجمعة في كركوك منير العبيدي، من تهجير العائلات من ديالى، وأوضح أن العراق «سيكون في كارثة إذا لم يوقف هذه المهزلة». ودعا الحكومة والبرلمان إلى أن «يهبوا بصوت واحد لمواجهة الميليشيات»، منتقداً السياسيين في «المدن المنتفضة الذين يبيعون دينهم ويسرقون المال».