واصلت ساحات الاعتصام انتقادها الحكومة العراقية، وحمّلتها مسؤولية تردي الأمن في بغداد بسبب «سكوتها عن نشاطات الميليشيات»، مجددة العودة إلى التظاهرات حتى تحقيق المطالب في جمعة اطلق عليها اسم «مسار حراكنا يقهر ميليشياتكم». وشهدت محافظات الأنبار وصلاح الدين وكركوك تظاهرات حاشدة، فيما ندد خطباء الجوامع في محافظات الموصل وديالى وبغداد بسياسات الحكومة واستنكروا التفجيرات المتواصلة التي تضرب بغداد منذ أسابيع. وقال خطيب الجمعة في الرمادي امس، إن «الحكومة بعد عجزها عن كسر صبركم وثنيكم عن حراككم، ها هي اليوم تخرج بملف جديد ألا وهو الميليشيات». وأضاف أن «رسالتنا إلى أهل بغداد وأهل ديالى وأهل جميع الميادين أن القضية واحدة، ونحن كالجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد»، وخاطب الحكومة بالقول: «نحن غير عاجزين عن الدفاع عن أنفسنا، واعلموا أن جباه المعتصمين لا تسجد لغير الله، ونحن أصحاب قضية ولن نتخلى عنها وسندفع في سبيلها الغالي والثمين». وأكد إعاقة نقاط التفتيش في الأنبار وصول المصلين إلى ساحة «العزة والكرامة» في الرمادي، وشدد على أن «أهل السنة في العراق يختلفون في فترة ما بعد الحراك عما قبله». وفي سامراء، قال خطيب الجمعة في ساحة الاعتصام منير العبيدي، إن «الجيش الحكومي عاجز عن مواجهة الميليشيات المزودة هويات خاصة صادرة عن جهات عليا»، وأضاف أن «هذه الميليشيات تعمل بعلم الحكومة، والجيش لا يستطيع منعها»، واعتبر «الحراك الشعبي والاعتصامات عاقلة ولكن الحكومة فقدت عقلها وبدأت تتبع شتى الوسائل لردعنا»، ودعا «جميع العقلاء، من مرجعيات وسياسيين وشيوخ عشائر، إلى موقف مسؤول». وتلي بيان في ساحة الاعتصام في سامراء، جاء فيه أن «الأهالي بجميع طوائفهم يعلنون تضامنهم مع بغداد في الوقوف في وجه الهجمة الشرسة التي تستهدفهم من خلال عمليات التفجير بالسيارات المفخخة والعبوات والأسلحة الكاتمة». وحذر من «استمرار تردي الوضع الأمني وانفلات الأمور وعدم السيطرة عليها، ما يؤدي إلى نتائج لا تحمد عقباها». وفي الفلوجة، حدثت مشادات وتشابك بالأيدي بين المعتصمين في الساحة الرئيسية للتظاهر على خلفية رفع بعضهم لافتات تطالب بتشكيل الأقاليم، وآخرين اعترضوا على ذلك وطالبوهم بإنزالها، وللمرة الثانية تحصل المشادات. وقال عضو مجلس عشائر الأنبار الشيخ محمد البجاري في اتصال مع «الحياة»، إن «جهة سياسية معروفة تحاول فرض أجنداتها على المعتصمين في المدينة، وبينها المطالبة بتشكيل الأقاليم»، وأضاف أن «اهالي المدينة والمعتصمين يرفضون ذلك». وأوضح أن «عدداً من اللافتات الداعية إلى تشكيل الأقاليم واجهت رفضاً من معتصمين وحصل تشابك بالأيدي وعلى أثرها تم إنزال اللافتات»، وأوضح أن «خطيب الجمعة تناول تزايد نشاط الميليشيات في بغداد واستهدافها الأهالي العزل في عدد من المناطق السنية». وعن الأنباء التي أفادت بوجود وفد عشائري يمثل المعتصمين سيجري لقاءات مع الحكومة لمناقشة مطالب المحتجين، نفى البجاري أن يكون هؤلاء ممثلين حقيقيين للمتظاهرين، وأشار إلى أن «هناك عدداً من السياسيين وشيوخ العشائر للأسف يسعون إلى استغلال التظاهرات لتحقيق مصالح شخصية». وفي بغداد شهدت الجوامع في مناطق الأعظيمة والدورة والسيدية والعامرية خطب جمعة منتقدة للحكومة ولتصاعد أعمال العنف في العاصمة، وركزت الخطب على تزايد نشاط الميليشيات واستهداف الأهالي على أساس طائفي، وحملوا الحكومة مسؤولية حصول ذلك.