اقتحم مقاتلو المعارضة السورية معسكر الحامدية جنوب معرة النعمان في شمال غربي البلاد بعد تفجير عربات مفخخة، ما أدى إلى تفجير مستودعات ذخيرة والاستيلاء على معدات ثقيلة، في ما اُعتبر استنساخاً لتجربة سيطرتهم على مطار «منغ» العسكري في حلب شمالاً، في وقت سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية في العراق والشام» على مقر «كتائب أحفاد الرسول» في شرق البلاد، حيث تجددت المواجهات بين مقاتلين أكراد وإسلاميين متشددين. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلي كتائب مقاتلة و «الدولة الإسلامية في العراق والشام» سيطروا على مركز تجمع الحامدية الرئيسي بعدما فجر رجل نفسه بآلية مفخخة فجر أمس داخل المعسكر، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة مع القوات النظامية أسفرت عن سيطرة المعارضة على ثلاث ناقلات جند وثلاث دبابات وعدد من عربات «الشيلكا» ومستودعي ذخيرة وإعطاب 5 دبابات للقوات النظامية ومقتل تسعة جنود وأسر آخرين. وسُمعت عبر أجهزة الاتصال اللاسلكية طلبات استغاثة من تجمع الحامدية، وكان الرد يشير إلى صعوبة المؤازرة، وفق «المرصد» الذي أوضح أن الاشتباكات العنيفة امتدت إلى حاجزي الطراف والدهمان المتبقيين على أطراف تجمع الحامدية وفي محيط معسكر وادي الضيف. وردت قوات النظام بشن الطيران الحربي غارات جوية على محيط معسكر الحامدية وعلى مناطق في مدينة معرة النعمان وبلدات دير الشرقي ودير الغربي ومعرشمشة القريبة من معسكر الحامدية. ونفد الطيران الحربي غارة على منطقة الإذاعة إلى الشرق من مدينة معرة النعمان، فيما قُتل ثلاثة أطفال نتيجة غارة استهدفت قرية الجانودية التابعة لمدينة جسر الشغور غرب معرة النعمان. ويعتبر مركز الحامدية أحد أهم مراكز قوات النظام في ريف إدلب، حيث عُزز في الفترة الأخيرة بأسلحة وإجراءات لمنع تقدم قوات المعارضة بعدما نجح الجيش النظامي في فك الحصار عن معسكري وادي الضيف والحامدية في ربيع العام الحالي. وقالت مصادر المعارضة إن «الحامدية» تحول أخيراً إلى مقر لقادة قوات النظام وضم راجمات صواريخ، مشيرة إلى أن مقاتلي المعارضة استلهموا تجربة السيطرة على مطار «منغ» العسكري في ريف حلب عبر تفجير مدرعة أمام مقر القيادة ثم شن هجوم على المركز. وقالت إن العملية الأخيرة أسفرت العملية عن مقتل «أبو يوسف الألماني» و «أبو حازم المدني» و «أبو حمزة المصري». وفي غرب البلاد، سقط صاروخ على منطقة سلمى في ريف اللاذقية أدى إلى انفجار ضخم، في وقت تعرضت القرى التي تسيطر عليها الكتائب المقاتلة في ريف اللاذقية الشمالي لقصف القوات النظامية ما أدى إلى اشتعال النيران في الأحراش المحيطة بقرية عين القنطرة. وكان «الجيش الحر» أعلن «معركة تحرير الساحل» وسيطر على عدد من قرى اللاذقية في الساحل. وفي حلب شمالاً، سقط مقاتل من المعارضة في اشتباكات مع القوات النظامية في محيط قلعة حلب، فيما قُتل مدنيون نتيجة قصف للقوات النظامية على حي قاضي عسكر. كما استهدف مقاتلو الكتائب المقاتلة قناصاً تابعاً للقوات النظامية والمتمركز فوق بناء البابلي بحي ميسلون، في حين سقط عدد من القتلى والجرحى نتيجة إصابتهم في قصف على حي القاطرجي، وفي الريف، نفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة الباب أدت إلى مقتل ثلاثة مواطنين وسقوط عدد من الجرحى، وأبلغ نشطاء «المرصد السوري» عن إقدام مقاتلي «جبهة النصرة» مساء الثلثاء على محاصرة قرية كفر صغير في الريف الشرقي لمدينة حلب التي تقطنها غالبية من المواطنين الكرد، واقتحموها فجر أمس حيث اندلعت على إثرها اشتباكات في محيط القرية بين أهالي القرية ومقاتلي «النصرة» التي هاجم مقاتلوها قريتي تل مضيق وسد الشهباء في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة أعزاز، حيث استولوا على عدد من المنازل واقتحموا مقراً ل «جبهة لواء الأكراد» في كلتا القريتين. وفي شمال شرقي البلاد، قصفت القوات النظامية بقذائف مدفعية حي الجبيلة، فيما نفذ الطيران الحربي غارة أخرى على حي الحويقة مع استمرار الاشتباكات في مدينة دير الزور، فيما أصيب مواطنون لدى استهدافهم من قناص تابع للقوات النظامية متمركز فوق مستشفى القلب، وشنت طائرة حربية غارتين على مناطق في حي الحويقة وسط قصف من القوات النظامية على الحي وعلى أحياء المطار القديم والموظفين والكنامات. وسقطت قذائف على مساكن الشهداء. وكان مقاتلو المعارضة سيطروا على مراكز لقوات النظام في دير الزور بينها مركز حزب «البعث» ومنزل المحافظ، حيث اندلعت اشتباكات بين قوات النظام ومقاتلي المعارضة تحت غطاء من القصف الجوي. وفي الرقة المجاورة التي تخضع للمعارضة منذ آذار (مارس) الماضي، سيطر مقاتلو «الدولة الإسلامية» على مقار ألوية وكتائب «أحفاد الرسول» بعد هجوم عنيف، حيث بدأت العملية مساء أول من أمس بتفجير سيارة مفخخة أُدخلت إلى مقر ل «أحفاد الرسول» في حي محطة القطار شرق مدينة الرقة. وقال «المرصد»: «بعد تفجير السيارة، شن مقاتلو الدولة الإسلامية هجوماً عنيفاً على مقار أحفاد الرسول وسيطروا عليها في شكل كامل، بعد قتل وجرح وأسر العشرات من المقاتلين». وحصلت يوم الأربعاء الماضي اشتباكات بين الطرفين أسفرت عن مقتل عناصر منهما. وفي الحسكة قرب حدود العراق شرقاً، قصف مقاتلو «الدولة الإسلامية» و «النصرة» بعدد من قذائف الهاون مناطق في مدينة رأس العين في الحسكة، في وقت دارت اشتباكات متقطعة بين «وحدات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» من جهة ومقاتلي «الدولة الإسلامية» و «النصرة» في محيط قرى كرهوك وصفا واليوسفية وفي محيط مدينة كركي لكي (معبدة) من جهة ثانية. واستهدف مقاتلو «حماية الشعب» عدداً من سيارات مقاتلي الطرف الآخر على طريق كرهوك ما أدى إلى مقتل عناصر من الإسلاميين المتشددين. وأشار «المرصد» إلى اندلاع اشتباكات في محيط قريتي مظلومة وتايا التابعتين لمدينة تربة سبية (القحطانية) أسفرت عن مقتل اثنين من المقاتلين الأكراد. وفي دمشق، دارت اشتباكات عنيفة بين الكتائب المقاتلة والقوات النظامية في حي برزة في محاولة للأخيرة السيطرة على الحي في شمال العاصمة، حيث امتدت المواجهات إلى مستشفى تشرين قرب حيي القابون وبرزة البلد، في وقت سقطت قذيفتان على المزارع المجاورة لخان دنون وتعرض حاجز النور ومبنى «تاميكو» في المليحة في الغوطة الشرقية لاستهداف مقاتلي الكتائب المقاتلة بالتزامن مع اشتباكات في محيط المبنى والحاجز. ونفذ الطيران الحربي غارة على مناطق في مدينة زملكا شرق دمشق وغارتين على مناطق في بلدتي حجيرة البلد والسيدة زينب جنوب العاصمة. وبين دمشق وحدود الأردن، تعرض الحي الغربي من مدينة نوى لقصف من القوات النظامية، في حين نفذ الطيران الحربي غارة على مخيم درعا بعدما سيطر مقاتلو المعارضة على مخافر لقوات النظام قرب الحدود مع الأردن. ودارت مواجهات في مدينة درعا في كل من محيط مؤسسة السكر وحيي المنشية والجمارك في درعا البلد.