قتل العشرات في عمليات ثأرية وأعمال عنف في سورية أمس، غالبيتهم في دمشق ومناطق حلب. وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن مقاتلين معارضين «من جبهة النصرة ولواء التوحيد وكتيبة المهاجرين وغيرهم «سيطروا في شكل شبه كامل على مقر اللواء 80 المكلف حماية مطار حلب الدولي ومطار النيرب العسكري الملاصق له» في حين استمرت في الوقت نفسه المعارك في محيط مطار منغ في ريف حلب. في دمشق، قتل 12 رجلاً وطفلاً في قصف تعرض له حي جوبر في شرق العاصمة من القوات النظامية السورية «التي تحاول إعادة فرض سيطرتها على كامل الحي» وتوجد جيوب لمجموعات مقاتلة معارضة في حي جوبر وبعض الأحياء الجنوبية للعاصمة المتاخمة لريف دمشق. كما قتل عشرة أشخاص بينهم امرأة في قصف تعرضت له بلدة كفرنبل في محافظة إدلب (شمال غرب). في الوقت نفسه، كانت الاشتباكات مستمرة في محيط حاجز الحامدية قرب مدينة معرة النعمان في إدلب، وقتل فيها الأربعاء ثمانية مقاتلين معارضين. كما أفاد المرصد عن خسائر لم يعرف حجمها بعد في صفوف القوات النظامية. وفي محافظة الحسكة، أفاد المرصد عن «اشتباكات عنيفة بين مقاتلين من جبهة النصرة وقوات نظامية في مدينة الشدادي التي سيطر مقاتلو النصرة خلال الساعات ال48 الماضية على أجزاء كبيرة منها». وأوضح المرصد أن الاشتباكات المستمرة منذ يومين، التي تخللها تفجير سيارات مفخخة أمام مراكز أمنية، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن عشرين عنصراً من القوات النظامية و16 من جبهة النصرة بينهم ثلاثة من جنسيات عربية. وأشار إلى استقدام كل من الجبهة والقوات النظامية تعزيزات الأربعاء. وتحدثت تنسيقيات الثورة عن تواصل الاشتباكات العنيفة في محيط مطارات ومراكز عسكرية في محافظة حلب بعد الهجوم الواسع الذي بدأته أمس المجموعات المقاتلة المعارضة وتمكنت خلاله من الاستيلاء على مطار عسكري والتقدم في نقاط عدة أخرى. وذكرت الهيئة العامة للثورة السورية في بريد إلكتروني أن القصف بالطيران طاول أحياء كرم الطراب وكرم القصر ومناطق قريبة من طريق مطار حلب الدولي، «ما أدى إلى تهدم واحتراق عدد من المنازل». وأفاد مركز حلب الإعلامي عن «استمرار انقطاع المياه والكهرباء عن مدينة حلب لليوم الرابع على التوالي»، محذراً من «كارثة إنسانية في المدينة التي يقطنها أكثر من أربعة ملايين شخص». وفي محافظة إدلب (شمال غرب) المجاورة لحلب، أفادت التنسيقيات عن غارة من طائرة حربية على مناطق قرب بلدة كفرومة القريبة وعن غارات تنفذها قوات النظام على مناطق في ريف دمشق. وقالت الهيئة العامة للثورة إن «ما يقارب عشر غارات جوية بالطيران الحربي» على بلدة دير العصافير تسببت بسقوط عدد كبير من الجرحى وتهدم منازل. وتترافق عمليات القصف مع اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية ومقاتلين معارضين «في القسم الغربي من مدينة داريا التي تحاول القوات النظامية السيطرة عليها منذ أشهر»، وفق المرصد.