قال رئيس «الاتحاد الديموقراطي الكردي» صالح مسلم ل «الحياة» أمس، عشية محادثاته مع مسؤولين أتراك في إسطنبول، انطلاق مشاورات لتشكيل «ادارة انتقالية» كردية في شمال شرقي سورية وشمالها، بهدف تشكيل مجلس من نحو مئة شخص يتولى «الإدارة المدنية» في «غرب كردستان» ووضع قانون انتخاب لإجراء انتخابات برلمانية في هذه المنطقة. ووصل مسلم امس إلى إسطنبول لإجراء محادثات مع مسؤولين أتراك تتناول مدى التعاون الذي تحقق بين الجانبين منذ زيارته الأولى في 25 الشهر المنصرم، وسط تكتم إعلامي بناء على طلب أنقرة. وتجنب مسلم في اتصال هاتفي أجرته «الحياة» معه امس، الإفصاح عن مضمون المحادثات، مكتفياً بالإشارة إلى أنها تأتي استكمالاً للجولة السابقة، علماً أنه قال قبل يومين إنه سيثير مع الجانب التركي «الدعم الذي يقدمه للسلفيين» في ضوء اتفاق الطرفين على التعاون، مشيراً إلى وجود «بعض الإشارات» إلى تراجع دعم تركيا في مقابل تسهيل مرور الإغاثة إلى شمال سورية «لكنه ليس كافياً». وكان الجانب التركي وعد مسلم بتشجيع «الائتلاف الوطني السوري» المعارض على الحوار مع الأكراد، في وقت أجرت لجنة الشؤون الخارجية في «المجلس الوطني الكردي» محادثات مع رئيس «الائتلاف» أحمد الجربا. إلى ذلك، أوضح زعيم «الاتحاد الديموقراطي» أن مسؤولين في الحزب بدأوا مشاورات لتشكيل «إدارة انتقالية» وليس «حكومة انتقالية» كما تردد قبل أيام، ذلك أن المشاورات بدأت مع تكتلات كردية بحيث يُمثَّل كل طرف بنحو خمسة أشخاص لتشكيل مجلس يضم بين 100 و120 شخصاً. وأوضح أن المجلس سيقوم بمهمتين: الأولى إدارة شؤون الناس في منطقة «غرب كردستان» التي تضم شمال سورية وشمالها الشرقي، والثانية وضع قواعد انتخابية أو قانون انتخاب لإجراء انتخابات برلمانية خلال فترة محددة. وقال: «سيُحل هذا المجلس الموقت بمجرد انتخاب البرلمان الذي ينبثق منه جسم إداري يهتم بشؤون الناس إلى حين حصول حل في سورية». وأشار إلى أن الاتفاق الذي جرى توقيعه بين «الهيئة الكردية العليا» وممثلي «الجيش الحر» في عين العرب قبل أيام، كان «محلياً لوقف الاشتباكات» التي كانت دائرة في المنطقة بين مقاتلين أكراد وعرب بعد مواجهات بين «قوات حماية الشعب» التابعة ل «مجلس غرب كردستان» وبين مقاتلي «الدولة الإسلامية في العراق والشام» و «جبهة النصرة». وتضمن الاتفاق 12 بنداً، بينها عدم تكرار «كل ما جرى خارج نطاق أهداف الثورة، لأنه لا يصب إلا في مصلحة النظام»، والتأكيد على «وحدة التراب السوري ووحدة الشعب السوري»، اضافة إلى اعتبار الأكراد «أحد مكونات الشعب السوري وأن أي طرح تقسيمي هو خط أحمر مرفوض من الجميع»، والمطالبة ب «انسحاب جميع القوات من مواقعها الحالية وعودتها إلى أماكن تمركزها قبل اندلاع الأزمة وإطلاق سراح جميع المعتقلين العسكريين والمدنيين من الطرفين». وأوضح مسلم أن «النصرة» انسحبت من الاتفاق ولم توافق على بنوده، ما أدى إلى تراجعها على الأرض وانسحاب مقاتليها من القرى التي كانوا يحاربون فيها. وقال: «نسعى إلى الفصل بين «الجيش الحر» و «النصرة» وعزل الأخيرة» عن باقي الفصائل المقاتلة والبيئة الاجتماعية. إلى ذلك، أشار مسلم إلى استمرار الإعداد ل «المؤتمر القومي الكردي» المقرر في أربيل بناء على دعوة من زعيم إقليم كردستان مسعود بارزاني الذي اجتمع باللجنة التحضيرية قبل يومين لبحث الموضوع وتشكيل لجنة للتحقيق بالمجازر التي ارتكبت بحق أكراد في سورية من قبل متشددين إسلاميين. وأضاف أن نحو 600 شخصية كردية من العراق وسورية وايران وتركيا ستشارك في المؤتمر، اضافة الى 400 ضيف من العرب والأتراك والأوروبيين. واوضح أن الموعد الاولي للمؤتمر هو 24 الشهر الجاري.