من المتوقع أن تفرج السلطات الإسرائيلية عند منتصف ليل الثلثاء – الأربعاء، وقبل ساعات قليلة من استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية غداً في القدسالمحتلة، عن 26 أسيراً فلسطينياً يقبعون منذ سنوات كثيرة في سجونها بعد أن أقرت اللجنة الوزارية الخاصة برئاسة وزير الدفاع موشيه يعالون الأسماء في ساعة متقدمة من مساء الأحد. واعتبرت إسرائيل الإفراج عن الدفعة الأولى من مجموع 104 أسرى اتفق على الإفراج عنهم خلال أشهر المفاوضات التسعة، «لفتة طيبة» تجاه السلطة الفلسطينية «لتعزيز مكانة رئيسها محمود عباس (أبو مازن)»، ورفضت في الآن ذاته الاحتجاجات الفلسطينية على إرفاق هذه الخطوة بإقرار بناء 1200 وحدة سكنية جديدة في مستوطنات القدس والضفة الغربية المحتلتين. ورأى الناطق بلسان رئيس الحكومة مارك ريغيف أن مخططات البناء التي أقرتها الحكومة أول من أمس ستنفذ في المستوطنات التي ستبقى تحت السيادة الإسرائيلية في أي اتفاق سلام في المستقبل، و»عليه لا يمكن الحديث عن أي تغيير على الخريطة النهائية». وطبقاً للقانون الإسرائيلي، تم نشر أسماء الأسرى الذين تقرر الإفراج عنهم على موقع «مصلحة السجون» على شبكة الانترنت ليتاح لأي إسرائيلي الطعن ضد الإفراج عن هذا الأسير أو ذاك أمام المحكمة العليا، وهو ما فعلته منظمة «الماغور» التي تمثل العائلات الإسرائيلية «ضحية الإرهاب» حين ادعت أمام المحكمة أنه يجب عدم الإفراج عن الأسرى «لأن أياديهم ملطخة بدماء إسرائيلية». ورفض محامي المنظمة ادعاء ممثلة النيابة العامة بأنه لا يحق للمحكمة التدخل في قرار سياسي، وقال إن الحديث لا يدور عن صفقة تبادل أسرى إنما ك «لفتة طيبة» من الحكومة تجاه الفلسطينيين، ما يستدعي برأيه تدخل المحكمة. إلا أن توقعات المراقبين صبّت كلها في اتجاه أن تعلن المحكمة عدم التدخل، كما فعلت في الماضي. وكما في مرات سابقة، أفردت الصحف الإسرائيلية عناوينها الرئيسة لاحتجاجات العائلات الإسرائيلية التي قتل أبناؤها في عمليات نفذها بعض المقرر الإفراج عنهم. واختارت «يديعوت أحرونوت» عنوان «القائمة السوداء» لتضيف أنها تشمل «عناصر من حركة حماس ومخربين أياديهم ملطخة بالدم»، بينما دمجت «معاريف» خبر الإفراج مع خبر البناء الجديد في المستوطنات. وكانت اللجنة الوزارية الخاصة اختارت نشر أسماء الأسرى المفرج عنها في ساعات متقدمة من مساء أول من أمس على أمل ألا تتمكن صحف أمس من تخصيص صفحاتها الأولى لتغطية موسعة من خلال التوجه الى عائلات إسرائيلية لتروي قصة قتلاها. لكن مع ذلك، نجح معظم الصحف في نشر بعض الأسماء وتعقيبات العائلات الإسرائيلية. وذكرت صحيفة «هآرتس» ان اللجنة الوزارية تعمدت إنهاء اجتماعها في الليل لسبب إضافي هو إطلاق الأسرى بعد 48 ساعة، أي في ساعات الليل المتأخرة أملاً منها في مراكمة صعوبات أمام الأسرى وذويهم في تنظيم احتفالات استقبال «تستفز الإسرائيليين». إلى ذلك، أضافت الصحيفة أن ثمة مخاوف من نسف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة قبل أن تبدأ أو بعد فترة قصيرة من بدايتها، وذلك في أعقاب الحديث عن نية إسرائيل اشتراط الإفراج عن سائر الأسرى بنفي بعضهم إلى قطاع غزة أو إلى الخارج. وأضافت أن هذا الشرط الجديد، كما قرار البناء الجديد في المستوطنات، يهددان بعرقلة الجهود الأميركية لإنجاح المفاوضات. وأشارت الصحيفة إلى تصريحات وزير البناء والإسكان أوري اريئل مساء أول من أمس عند تدشين الحي الاستيطاني الجديد في قلب «جبل المكبر» في القدسالمحتلة، والتي أعلن فيها أن ثمة مخططات جاهزة لتسويق آلاف الشقق الأخرى في القدس وعشرات الآلاف مثلها في الضفة، وأن الحكومة ستقوم فعلاً بتسويقها، مضيفاً أن جميع الوزراء، بمن فيهم وزراء الحزب الوسطي «يش عتيد»، يؤيد قطعاً البناء في أنحاء القدس.