استنفرت أجهزة الأمن والاستخبارات في سيناء خصوصاً عند منطقة الحدود الشرقية مع إسرائيل وغزة، فيما أعلنت القاهرة أن الانفجار الذي وقع في رفح قرب الحدود مع إسرائيل أول من أمس وأوقع 4 قتلى نعتهم إحدى الجماعات الجهادية، نفذته القوات الجوية المصرية. وكثفت أجهزة الأمن من إجراءاتها ودفعت بدوريات إضافية من الشرطة والجيش لتمشيط منطقة الحدود على مدار الساعة خشية إطلاق مسلحين صواريخ باتجاه الأراضي الإسرائيلية، ما قد تكون له تداعيات إقليمية ودولية ضاغطة على النظام الجديد في مصر. وكثفت سلطات الأمن من مكامنها عند مداخل ومخارج سيناء وسط تحليق مكثف للمروحيات العسكرية في سماء سيناء. ونفى المتحدث باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي تقارير تحدثت عن أن طائرة من دون طيار إسرائيلية هاجمت داخل الأراضي المصرية جهاديين كانوا يعتزمون إطلاق صواريخ ناحية إسرائيل، لكنه لم يكشف أي تفاصيل عن مصدر الانفجار. وتأكد أن الانفجار نتج من استهداف سيارة كانت تحمل منصة لإطلاق الصواريخ. وقال المتحدث العسكري إنه «لا صحة شكلاً وموضوعاً لوجود أي هجمات من الجانب الإسرائيلي داخل الأراضي المصرية». وأضاف أن الادعاء بوجود تنسيق بين الجانبين المصري والإسرائيلي بهذا الشأن هو أمر عارٍ تماماً عن الصحة، ويخالف العقل والمنطق. وطلب من الإعلام تحري الدقة عند تناول مثل هذه الأنباء. وأوضح مساء أول من أمس أن عناصر القوات المسلحة تقوم بتمشيط المنطقة المحيطة بموقع الانفجار ترافقها عناصر فنية وتخصصية لجمع الأدلة للوقوف على أبعاد وملابسات الحادث، مشدداً على أن الحدود المصرية «خط أحمر لم ولن يسمح بالمساس به». ونقلت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية عن مصدر أمني لم تسمه القول إن التفجيرات التي وقعت في منطقة العجرة كانت نتيجة «استهداف طائرة أباتشي مصرية ترافقها طائرة أخرى من طراز جازيل مجموعة جهادية مكوّنة من أربعة أفراد كانت تحاول نصب منصة إطلاق صواريخ بالموقع». وأشار إلى أن «شهود عيان أكدوا مشاهدتهم للطائرتين المصريتين». وأضاف المصدر الذي قالت الوكالة إنه رفيع المستوى أن «الطائرة الأباتشي تعاملت مع الهدف وقتلت أربعة جهاديين كان بحوزتهم دراجة نارية، وبعد تمشيط المنطقة بمعرفة الجهات الفنية للقوات المسلحة تم ضبط منصة صواريخ بها ثلاثة صواريخ كان يجري إعدادها للإطلاق تجاه الأراضي المصرية». وظهر أن المصدر سعى إلى تبرير تصريح المتحدث العسكري بأنه يجري الوقوف على ملابسات الحادث بقوله إن العملية «تم إحاطتها بسرية تامة حفاظاً على سريتها وتحرك القوات المشاركة فيها». ونفى ما تردد عن اختراق إحدى الطائرات الإسرائيلية المجال الجوي المصري، أو وجود أي تنسيق بين مصر وإسرائيل في هذا الشأن، مشدداً على أن المجال الجوي المصري مؤمن تماماً ضد أي خروق من أي وسائل كانت. لكن جماعة جهادية تطلق على نفسها أسم «أنصار بيت المقدس» وتنشط في سيناء قالت إن أربعة من أعضائها قتلوا في هجوم نفذته طائرة من دون طيار إسرائيلية في رفح. ونعت الجماعة في بيان إبراهيم المنيعي ومحمد المنيعي ويسري السواركة وحسين التيهي. وقالت «ارتقى أبطالنا لمرتبة الشهداء (نحسبهم والله حسيبهم) أثناء تأديتهم لواجبهم الجهادي ضد اليهود بعملية إطلاق صواريخ على المغتصبات اليهودية القريبة من حدود الأراضي المحتلة». وأضافت في البيان «لاحظ الأخوة والقريبون من المنطقة الطيران المصري وهو يحوم حول منطقة الإطلاق ثم ينسحب فتظهر الطائرة الصهيونية من دون طيار فتقصف المجاهدين بصواريخها ثم تصرح وسائل الإعلام الصهيونية بقيام اليهود بقصف المجاهدين بالتنسيق والتعاون مع السلطات المصرية». وشيع المئات قتلى الهجوم الأربعة وسط هتافات ضد إسرائيل وتوعدها بالانتقام. ورفع مشيعون أعلام تنظيم «القاعدة». في غضون ذلك، شن مسلحون هجوماً بالأسلحة النارية على قسم شرطة ثان في العريش فجر أمس. وبادلتهم قوات التأمين إطلاق النيران، من دون وقوع إصابات. الحوادث الرئيسية في سيناء منذ سقوط مبارك القاهرة - أ ف ب في ما يلي تذكير بأهم الحوادث التي وقعت في شبه جزيرة سيناء المصرية التي تعيش حالة اضطراب متنام منذ سقوط نظام الرئيس حسني مبارك في شباط (فبراير) 2011. وتشهد سيناء، ومعظم سكانها من البدو الذين يشوب التوتر علاقتهم مع السلطة المركزية، تصعيداً لنشاط الجماعات الجهادية والمتطرفة. 2011 - 18 آب (أغسطس): مجموعة قادمة من سيناء تقتل ثمانية إسرائيليين في ثلاث هجمات شمال إيلات، وعلى الأثر قتلت القوات الإسرائيلية، التي طاردتهم، سبعة من عناصر المجموعة إضافة إلى خمسة من قوات الأمن المصرية في تبادل لإطلاق النار على الحدود. أثار هذا الحادث أزمة ديبلوماسية بين البلدين. 2012 - 16 آذار (مارس): أنهت مجموعة من البدو حصاراً استمر ثمانية أيام لمعسكر تابع لقوة السلام المتعددة الجنسيات في سيناء. - 18 حزيران (يونيو): مسلحون قادمون من سيناء يهاجمون عمالاً إسرائيليين يعملون في بناء السياج الأمني الذي تقيمه إسرائيل على طول الحدود. قتل في الهجوم عامل واثنان من المهاجمين. - 13 إلى 16 تموز (يوليو): احتجزت مجموعة من بدو سيناء سائحين أميركيين ومرشدهما المصري لمدة ثلاثة أيام في إطار تزايد حوادث خطف السائحين في سيناء. - 19 تموز: مقتل جنديين مصريين على يد عناصر إسلامية متطرفة في شمال سيناء. - 5 آب: مقتل 16 من حرس الحدود وقت الإفطار في شهر رمضان بعد أسابيع من انتخاب محمد مرسي عندما هاجمتهم مجموعة مسلحة دخلت إلى إسرائيل حيث تم القضاء على أفرادها. يعد هذا الحادث الأخطر من نوعه في شبه جزيرة سيناء منذ أن استعادتها مصر من إسرائيل بعد اتفاقيات السلام المصرية الإسرائيلية في 1979. - 7 آب: الجيش المصري يطلق حملة عسكرية قتل خلالها عشرات من «الإرهابيين» أو من «العناصر الإجرامية». - 21 أيلول (سبتمبر): مقتل ثلاثة مسلحين تسللوا إلى إسرائيل من سيناء وجندي إسرائيلي في تبادل إطلاق نار. 2013 - 22 أيار (مايو): إطلاق سراح ثلاثة من رجال الشرطة وأربعة جنود مصريين بعد اختطافهم لمدة ستة أيام. في الوقت نفسه تستمر حوادث خطف السائحين. - 16 تموز: إسرائيل توافق على نشر تعزيزات عسكرية مصرية في سيناء. - 19 تموز: إسرائيل تنشر بطارية مضادة للصواريخ «القبة الحديدية» في مدينة إيلات السياحية الإسرائيلية على البحر الأحمر. - 7 آب: الجيش المصري يعلن قتل «60 إرهابياً» في سيناء حيث كثفت العناصر الإسلامية المتطرفة الهجمات منذ عزل الرئيس محمد مرسي في 3 تموز. - 8 آب: إسرائيل تغلق لساعات مطار إيلات الدولي «لدواع أمنية». - 9 آب: مقتل عدة مسلحين كانوا يستعدون لإطلاق صاروخ على إسرائيل في ضربة جوية لم يحدد مصدرها بعد.