أحبطت السلطات اليمنية مخططاً كبيراً أعده تنظيم «القاعدة» للسيطرة على مدينة المكلا ومنشآت نفطية حيوية في الشرق، واستهداف موظفين غربيين يعملون هناك. أتى ذلك في ظل الاستنفار الأميركي تحسباً لهجوم إرهابي واسع ضد مصالح الغرب أو مواطنيه، ما أدى إلى إغلاق الولاياتالمتحدة ودول أخرى عدداً من بعثاتها الديبلوماسية في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. ولليوم الثاني على التوالي، شنّت طائرة بلا طيّار يُرجح أنها أميركية، غارةً فجر امس في محافظة شبوة، أدت إلى مقتل سبعة يُشتبه في انتمائهم إلى «تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وروى شهود في شبوة (جنوب شرق) ل «الحياة»، أن طائرة من دون طيار قصفت سيارتين في منطقة مرخة غرب مدينة عتق، مركز المحافظة، ما أدى إلى تدميرهما ومقتل سبعة أشخاص كانوا على متنهما. ولم تُعرف هويتهم بسبب تفحم الجثث، لكن مصدراً محلياً أكد أن بينهم قيادياً محلياً في «القاعدة» يدعى سرحان الذملقي. وجابت طائرات استطلاع سماء صنعاء طيلة نهار أمس لليوم الثاني على التوالي، رصداً لأي تحركات مشبوهة لمسلحي التنظيم. وفي وقت سعى الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى طمأنة مواطنيه بعد التحذيرات من هجمات، كشفت تقارير أن الأجهزة الأمنية الأميركية تتحقق من معلومات عن مخطط ل «القاعدة» لإسقاط طائرات مدنية، باستخدام سائل متفجر طوّره مهندسو القنابل في التنظيم يصعب على أجهزة الرقابة الأمنية رصده، وهو سائل تُنقع به ثياب الانتحاريين على أن يتفجّر لدى جفافها. ويُعتقد بأن هذه التقنية يقف وراءها أبرز مهندسي القنابل في التنظيم إبراهيم حسن العسيري، كما أبلغ مصدر أمني شبكة «إي بي سي» التلفزيونية الأميركية. وغداة التسريبات الأمنية حول طبيعة الاتصالات التي اعتُرِضت بين زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري ونائبه في اليمن ناصر الوحيشي، أعلنت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أن لديها «طاقماً على الأرض» «لمساندة وزارة الخارجية ومراقبة الوضع على الصعيد الأمني». إلى ذلك، أعلن راجح بادي المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء اليمني محمد سالم باسندوة، أن الأجهزة الأمنية في بلاده أحبطت مؤامرة تضمنت اقتحام عشرات من أعضاء «القاعدة» المتخفين في زي قوات الجيش ليل 27 رمضان، منشآت للنفط والغاز في مرفأ الدباح لتصدير النفط في حضرموت ومنشأة بلحاف لتصدير الغاز، اضافة الى السيطرة على مدينة المكلا عاصمة المحافظة (شرق). وأوضح المسؤول اليمني أن المؤامرة أُحبطت بنشر تعزيزات حول المنشآت المستهدفة ومنع أي شخص من الدخول. في الوقت ذاته، ابلغ مصدر أمني «الحياة» أن أربعة جنود ينتمون إلى اللواء 135 مدرع قُتلوا مساء الثلثاء في مكن نصبه مسلحون يُرجح أنهم من «القاعدة» في منطقة الملاح التابعة لمحافظة لحج (جنوب). كما شنت وحدات من الجيش اليمني في مأرب (شرق صنعاء) هجوماً عنيفاً أمس على معاقل مسلحين قبليين، متهمين بتفجير أنبوب تصدير النفط وإسقاط مروحية عسكرية أول من أمس، ما أدى إلى مقتل 10 عسكريين بينهم قائد اللواء 107 مشاة المكلف حماية حقول النفط في صافر. وقال مصدر عسكري ل «الحياة» إن الجيش يضغط لتسليم العناصر المتهمة بإسقاط المروحية. وقال أوباما في برنامج بثته شبكة «أن بي سي» الأميركية ليل الثلثاء - الاربعاء، إن تهديدات «القاعدة»، «تذكّر بأنه على رغم كل التقدم الذي أحرزناه بالوصول إلى (زعيم التنظيم أسامة) بن لادن وإلحاق صدمة بالقاعدة في أفغانستان وباكستان، فإن هذه الراديكالية وهذا التطرّف العنيف لا يزالان ماثلين، وعلينا البقاء متفوقين عليهما». وسُئل هل ينصح الأميركيين بتأجيل مخططات سفرهم فنفى، داعياً إياهم إلى ممارسة «بعض التفكير السليم وبعض الحذر»، والتواصل مع وزارة الخارجية والسفارات قبل القيام بأي رحلة لأي منطقة فيها مخاطر محتملة.