أكد متحدث رسمي يمني ان السلطات اليمنية احبطت مخططا كبيراً اعده تنظيم القاعدة للسيطرة على مدينتين في الجنوب وعلى منشآت نفطية ولاستهداف غربيين يعملون فيها، وذلك في ظل استمرار الاستنفار الامني في هذا البلد تحسبا لوقوع هجمات. وذكر المتحدث راجح بادي ان "الهدف الرئيسي للمخطط كان السيطرة على مدينتي المكلا وغيل باوزير" في الجنوب مشيراً الى ان المخطط كان يشمل ايضا منشآت نفطية حيوية بالقرب من المكلا، وهي عاصمة محافظة حضرموت. وبحسب المتحدث، فان السلطات اليمنية تمكنت من احباط هذا المخطط الكبير "قبل يومين من ساعة الصفر" التي حددها التنظيم المتطرف في 27 رمضان، اي يوم الاثنين. وكان يفترض ان ينفذ الهجمات على المنشآت النفطية "مسلحون يتنكرون بلباس الجيش اليمني ويقومون بالتظاهر مدعين بانهم حراس يطالبون بإكرامية رمضان"، على حد قول بادي. وذكر المتحدث ان المخطط كان ينص على ان يقوم المسلحون اولا باقتحام ميناء ضبة لتصدير النفط بالقرب من المكلا، واقتحام ميناء آخر للمشتقات النفطية في منطقة قريبة. واضاف "لو فشل المسلحون بالسيطرة على المنشآت كانت الخطة تنص على ان يتم اخذ الخبراء الاجانب العاملين فيها رهائن". وتدير شركة كندية قسما من المنشآت النفطية المستهدفة. وفي جانب آخر من المخطط، كان مسلحو القاعدة ينوون شن هجوم على الانبوب الاستراتيجي الذي ينقل الغاز الطبيعي الى مصنع وميناء بلحاف للغاز المسال على ساحل محافظة شبوة المجاورة. وتشارك شركة توتال الفرنسية في ملكية وادارة مشروع النفط المسال في اليمن. كما شمل المخطط بحسب المتحدث مهاجمة مصارف في وسط اليمن، الا ان هذا الجانب من الخطة لم يكن محددا بدقة. ويأتي الاعلان عن احباط هذا المخطط الكبير فيما يشهد اليمن استنفارا امنيا كبيرا بعد ان قررت عدة دول ابرزها الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا، اغلاق سفاراتها في اليمن بسبب مخاوف جدية من هجمات وشيكة محتملة. واجلت واشنطنولندن موظفيها من اليمن الثلاثاء. وبسبب هذه التهديدات التي كشفت عنها السلطات الاميركية يوم الخميس الماضي، تم اغلاق 25 بعثة دبلوماسية أميركية في الشرق والاوسط وشمال افريقيا وآسيا. وفي وقت سابق، اعلن مسؤولون قبليون مقتل سبعة اشخاص يعتقد انهم اعضاء في تنظيم القاعدة فجر الاربعاء في غارة شنتها طائرة بدون طيار على جنوب اليمن. وقال احد هذه المصادر ان "غارة جوية نفذتها طائرة بدون طيار اميركية واستهدفت سيارتين تتبعان القاعدة أثناء مرورهما في بلدة نصاب في محافظة شبوة الجنوبية، مما أدى إلى تدمير السيارتين ومقتل سبعة من عناصر التنظيم". وهو خامس هجوم من هذا النوع منذ الثامن والعشرين من تموز/يوليو. واسفرت هذه الهجمات عن سقوط 24 قتيلا. وجاءت هذه الضربة الجديدة بينما سعى الرئيس باراك اوباما الى طمأنة الاميركيين بعد التحذيرات من اعتداءات على مصالح للولايات المتحدة التي اجلت امس موظفيها في السفارة في صنعاء في خطوة رأى اليمن انها "تخدم مصالح المتطرفين". وفي مقابلة تلفزيونية ليل الثلاثاء الاربعاء، اكد الرئيس اوباما ان ادارته "تتخذ كل الاحتياطات اللازمة"، داعيا الاميركيين الى عدم الشعور بالهلع. وقال اوباما "اذا عمل الاميركيون بحذر وتشاوروا مع وزارة الخارجية والسفارة واطلعوا على الموقع قبل ان يسافروا وبحثوا عن الاحتياطات التي يجب عليهم اتخاذها، فاعتقد انه يمكنهم الذهاب في عطلهم". واضاف ان "كل ما عليهم القيام به هو التأكد من انهم يتصرفون بحذر". وكانت الولاياتالمتحدة اعلنت امس انها قامت باجلاء عشرات الموظفين في سفارتها من اليمن ودعت رعاياها الى مغادرة البلاد فورا محذرة من "هجوم وشيك" بعد اعتراض مراسلات لتنظيم القاعدة. واكد مسؤول اميركي لوكالة فرانس برس طالبا عدم كشف هويته اجلاء 75 من موظفي السفارة صباح الثلاثاء على متن طائرة عسكرية اميركية اقلتهم بمواكبة طائرة اخرى الى قاعدة رامشتاين بالمانيا. وردت الحكومة اليمنية بشدة على اجلاء الموظفين، موضحة انها لا تنكر وجود مخاوف امنية لكن مثل هذا الاجراء "يخدم مصالح المتطرفين". وقال بيان يمني رسمي ان خطوة كهذه "تقوض التعاون الاستثنائي بين اليمن والتحالف الدولي ضد الارهاب"، مؤكدة ان السلطات المحلية "اتخذت كل الاجراءات لضمان امن وسلامة البعثات الاجنبية". واتخذت واشنطن هذا القرار بعد اغلاقها نحو 20 سفارة وقنصلية اميركية في الشرق الأوسط وافريقيا حتى السبت بسبب "تهديدات موثوقة". من جهتها، قالت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) ان لديها "طاقما على الارض" "لمساندة وزارة الخارجية ومراقبة الوضع على الصعيد الامني". وحذت لندن حذو واشنطن باجلاء جميع العاملين في سفارتها في صنعاء موقتا ووضعت البحرية التجارية في حالة تأهب قصوى، مؤكدة ان السفارة "ستبقى مغلقة الى ان يتمكن الموظفون من العودة اليها". واغلقت فرنسا والمانيا سفارتيهما في اليمن. كما نصحت هولندا وبلجيكا رعاياهما بالمغادرة "في اسرع وقت ممكن". وحذرت ايطاليا من وجود تهديد بتعرض الايطاليين للخطف، كما اعلنت المفوضية العليا للاجئين تعزيز امن مقارها. وقد قررت فرنسا تمديد اغلاق سفارتها حتى 11 آب/اغسطس والحد من وجود دبلوماسييها. واصدرت بريطانيا ايضا تحذيرا الى السفن العاملة في مكافحة القرصنة في خليج عدن. وكانت وسائل اعلام اميركية ذكرت ان رسائل تم اعتراضها بين زعيم القاعدة ايمن الظواهري وزعيم فرع التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي هي التي حملت واشنطن على اتخاذ قرار غلاق البعثات. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز الاثنين عن مسؤولين اميركيين ان ادارة اوباما اتخذت القرار اثر اعتراض اتصالات الكترونية الاسبوع الماضي بين الظواهري والوحيشي زعيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب التي تتمركز في اليمن.