علمت «الحياة» أن السلطات في دول عدة، بينها السعودية، شدّدت تدابيرها الأمنية وزادت عدد نقاط التفتيش في أعقاب التهديدات الأمنية، التي صدرت عن الولاياتالمتحدة في شأن هجوم كبير مرتقب لتنظيم «القاعدة في جزيرة العرب» الذي يتخذ اليمن مقراً. وفيما ذكرت صحيفة «نيويورك تايمز» أن الولاياتالمتحدة أغلقت سفاراتها في أكثر من 20 دولة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إثر تنصت الاستخبارات على محادثة بين زعيم «القاعدة» أيمن الظواهري وزعيم فرع التنظيم في اليمن ناصر الوحيشي الذي قرر الظواهري تعيينه مديراً عاماً ل«القاعدة» ورد فيها تهديد بشن هجوم كبير، عرضت السلطات اليمنية جائزة مالية قدرها خمسة ملايين ريال يمني (23 ألف دولار) لمن يرشد إلى 25 من عناصر «القاعدة»، بينهم ثلاثة قياديين سعوديين، أبرزهم «مفتي» التنظيم إبراهيم الربيش، وصانع قنابل «القاعدة» إبراهيم العسيري. في حين أعلنت صنعاء أمس أنها حصلت على معلومات عن تخطيط «القاعدة» لمهاجمة منشآت عامة في نهاية رمضان وأيام عيد الفطر. وأشار مراقبون في العاصمة السعودية وعواصم خليجية مجاورة إلى تشديد التدابير الأمنية، وزيادة عدد نقاط التفتيش، خصوصاً في الأماكن القريبة من السفارات الأميركية والمجمعات السكنية التي يقيم فيها غربيون. وحمل التهديد الأمني الولاياتالمتحدة على إغلاق سفاراتها في موريتانيا على الساحل الغربي لأفريقيا، مروراً بالشرق الأوسط، حتى بنغلاديش، وجنوباً حتى مدغشقر. وطبقاً لمصادر استخبارية أميركية، فإن المؤامرة التي تدبِّرها «القاعدة» تتمحور هذه المرة حول زعيمها في اليمن الوحيشي. وأشارت مجموعة صحف «مكلاتشي» الأميركية إلى أن الظواهري اتصل بالمدير العام ل«القاعدة» الوحيشي، وأبلغه بضرورة شن هجوم كبير. وزادت مخاوف الغرب من التهديد الحالي، بعدما كشف الظواهري أنه عين الوحيشي مديراً عاماً للتنظيم، ما يعني أن الزعيم الإرهابي اليمني غدا مسؤولاً عن تنسيق هجمات «القاعدة» في جميع أنحاء العالم. ولم توقف التدابير الأمنية في صنعاء وسفارات أميركا في أكثر من 20 بلداً الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار أميركية على قادة وناشطي «القاعدة» في اليمن، إذ قال زعماء قبليون أمس (الثلثاء) إن أربعة من عناصر «القاعدة» قتلوا في غارة في وادي عبيدة بمحافظة مأرب. وذكر موقع «لونغ وار جورنال» الأميركي المختص بمكافحة الإرهاب أن أبرز القتلى الأربعة القيادي اليمني صالح الوائلي الذي ورد اسمه في قائمة ال25 التي نشرتها السلطات اليمنية أمس، فيما قالت مصادر يمنية ل«الحياة» إن من بين القتلى قيادياً محلياً في «القاعدة» يدعى «الجوطي». وهذه هي الغارة الأميركية الرابعة في أقل من أسبوعين، شملت استهداف مواقع في أبين وشبون وحضرموت، وأسفرت عن سقوط 14 من عناصر التنظيم. وتزامن ذلك مع استنفار أمني في العالم لمواجهة هجمات محتملة ل«القاعدة»، خصوصاً لفرعها في اليمن، إذ نفذت الولاياتالمتحدة، بعد أيام على إغلاقها 25 من سفاراتها وقنصلياتها في الشرق الأوسط وأفريقيا، عملية لإجلاء حوالى 75 من موظفي سفارتها في صنعاء عبر طائرتي نقل عسكريتين. كما نقلت بريطانيا جميع موظفي سفارتها المغلقة منذ الأحد في اليمن «بسبب مخاوف أمنية متزايدة». لكن السفارة اليمنية في واشنطن أصدرت بياناً اعتبرت فيه أن إقفال السفارات الأجنبية في صنعاء وإجلاء موظفين يضر بالعلاقة مع اليمن، ولا يخدم المواجهة المشتركة ضد الإرهاب. وكان لافتاً عدم ضم قائمة المطلوبين اليمنية اسم زعيم التنظيم الوحيشي المكنى «أبو بصير»، واسم القائد العسكري للتنظيم قاسم الريمي المكنى «أبو هريرة الصنعاني». وتزامنت هذه المستجدات مع تشديد السلطات اليمنية في شكل غير مسبوق إجراءات الأمن في صنعاء ومدن أخرى، خصوصاً في محيط السفارات الأجنبية والقنصليات والمنشآت الحيوية. وأعلنت وزارة الداخلية أنها ستنفذ خطة أمنية خلال أيام عيد الفطر، تحسباً لهجوم إرهابي محتمل. وعلى صعيد آخر، دمرّ مسلحون قبليون مروحية عسكرية في مأرب، ما ادى إلى مقتل طاقمها وقائد اللواء 107 مشاة، المسؤول عن حماية حقول النفط في مدينة صافر. وأبلغ مصدر عسكري يمني «الحياة» أن المروحية رافقت فريقاً هندسياً لإصلاح أنبوب رئيس لتصدير النفط، فجره مسلحون قبل أيام في منطقة وادي عبيدة.