سعت الحكومة الهندية إلى تجنب تقويض محاولاتها لاحياء مباحثات السلام مع باكستان بعد هجوم على قواتها في كشمير، في حين اتهمتها المعارضة الغاضبة بالتساهل مع اسلام اباد. وادى الكمين الذي نصب الاثنين الى مقتل خمسة جنود هنود في هجوم قال المحللون انه يعقد الجهود لتنظيم لقاء بين رئيس الوزراء الهندي منموهان سينغ ونظيره الباكستاني الجديد نواز شريف. ويؤكد وزير الخارجية الهندي سلمان خورشيد ان الحكومة "سعت الى التهدئة" بعد هذا الحادث. وقال في تصريح لوكالة انباء برس ترست الهندية "لا نريد ان نخلق وضعا يلحق الضرر بامن الهند واستقرارها". لكن رد فعل الحكومة اثار استياء في صفوف المعارضة اذ قال عضو بارز في حزب المعارضة الرئيسي الهندي بهاراتيا جاناتا ال كاي ادفاني للنواب الاربعاء ان "الوقت الان ليس لاجراء مباحثات". وقال سوشما سواراج المسؤول الاخر في هذا الحزب خلال جلسة صاخبة للبرلمان ان وزير الدفاع "برأ" باكستان لانه لم يحمل مباشرة الجيش الباكستاني مسؤولية الهجوم. ومنطقة كشمير مقسمة بين الهند وباكستان بخط المراقبة الذي يعتبر بمثابة الحدود الفاصلة بين البلدين. وفي حين قالت مصادر عسكرية هندية الثلاثاء ان القوات الباكستانية وراء الهجوم، اعلن وزير الدفاع اي كاي انتوني في اليوم نفسه في بيان انه نفذ من قبل رجال يرتدون لباس الجيش الباكستاني. ونفت باكستان مسؤوليتها عن الحادث لكن الهند رفعت شكوى رسمية لاسلام اباد في ما يعتبر الحادث الذي سقط فيه اكبر عدد من الضحايا في صفوف الجيش الهندي منذ 2003. وصرح مصدر عسكري باكستاني لفرانس برس ان القادة الهنود والباكستانيين تطرقوا الاربعاء الى الحادث خلال اتصال هاتفي. وقال وزير الخارجية الباكستانية ان اسلام اباد ارادت تعزيز القنوات الموجودة لوقف "التقارير (الاعلامية) التي لا اساس لها" في المستقبل. وكان نبأ الهجوم تصدر الصفحات الاولى للصحف الهندية وكتبت صحيفة تايمز اوف انديا ان الهجوم "يختبر مرة جديدة صبر الهند". في حين سخرت صحيفة مايل توداي من "نهج شريف الفاقد للسيطرة". وكتبت الصحف المحلية ان رئيس الوزراء سينغ دعا الى اجتماع مساء الاربعاء سعيا لكسب تأييد المعارضة قبل اللقاء مع شريف الشهر المقبل على هامش اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك. لكن المحللين قالوا ان نيودلهي لن تؤجل مثل هذا الاجتماع حتى يتم احراز تقدم اكبر لتحسين الامن على طول الحدود في كشمير. وقال وزير الخارجية الهندي السابق لاليت مانسينغ ان "حوارا على مستوى رفيع بين رئيسي الوزراء الان يستبعد ان يحقق اي تقدم". وصرح مانسينغ "سيساهم ذلك فقط في تخييب آمال الناس لانه يبدو ان شريف غير قادر الان على تجاهل المؤسسة العسكرية". وقال براهما شيلاني محلل السياسة الخارجية ومقره نيودلهي ان الهجوم "فاقم معضلة الهند الامنية". وصرح لفرانس برس ان "الهند ترغب في حكومة مدنية اقوى في باكستان لكن حكومة شريف لم تتخذ تدابير للسيطرة على مجالات مهمة في السياسة الخارجية". وتابع "تحتاج الحكومة الهندية لاستراتيجية جديدة لمعالجة هذه الهجمات الباكستانية. وحاليا يبدو ان سياسة الهند تقوم على الامل وليس على الواقع الميداني". وقال مانسينغ "لدينا قادة يتطلعون الى التعامل مع الحكومة الباكستانية لكن اجهزتنا الامنية تبقى حذرة بسبب الواقع على الارض". وخاضت الهند وباكستان القوتان النوويتان ثلاث حروب منذ استقلالهما المتزامن في 1947 عن الامبراطورية البريطانية، اثنتان منها بسبب كشمير المنطقة المقسمة الى شطرين والتي يطالب بها كل من البلدين. وشهدت المنطقة مؤخرا اشتباكات عسكرية بين الهند وباكستان. وتراجعت حدة حركة التمرد الانفصالية خلال السنوات الماضية في منطقة كشمير الهندية غير انها عادت واشتدت مؤخرا اثر تنفيذ حكم الاعدام بحق انفصالي من المنطقة لادانته في الهجوم الدامي على البرلمان الهندي في نيودلهي في 2001. وتهاجم نحو عشر مجموعات انفصالية القوات المسلحة الهندية في هذه المنطقة مطالبة باستقلالها او بالحاقها بباكستان المسلمة. وتوقفت محادثات السلام بين نيودلهي واسلام اباد بعد ان قتل مسلحون 166 شخصا في بومباي في 2008.