بعد يومين فقط على إعلان وزير الاقتصاد الإسرائيلي، زعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت أنه سيتم الإعلان قريباً، وتزامناً مع استئناف المفاوضات بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية، عن عطاءات لبناء وحدات سكنية جديدة في مستوطنات الضفة والقدس المحتلتين، كشفت صحيفة «هآرتس» أمس أن أول هذه المخططات هو بناء حي استيطاني من 63 وحدة سكنية جديدة في قلب حي «جبل المكبر» جنوبالقدس، ليكون ثاني حي من نوعه في الحي الفلسطيني، إذ سبق أن أقيم حي سميَ «نوف تسيون» ويضم مباني كبيرة محاط كلها بسور شاهق لفصله عن مباني الحي العربي. وذكرت الصحيفة أن وزير الإسكان والبناء، الرجل الثاني في «البيت اليهودي» أوري آريئيل ورئيس البلدية الإسرائيلية للقدس نير بركات سيشاركان في حفلة وضع حجر الأساس للحي الجديد الأحد المقبل. ونقلت الصحيفة عن شركة «بإيموناه» التي تشرف على المخطط الاستيطاني الجديد قولها إنها تلقت تصاريح بناء للحي بعد تأخير دام ثلاث سنوات «لأسباب سياسية». وتابعت أن الشركة سوّقت قبل خمس سنوات الوحدات السكنية المزمع بناؤها، وانتهت من بناء موقف للسيارات تحت الأرض لخدمة المستوطنين الجدد. وكان وزير الداخلية السابق ايلي يشاي أبلغ الشركة قبل أقل من عام أن «ضغوطاً سياسية» تحول دون إقرار المخطط. وبحسب الصحيفة، فإن الحي الاستيطاني الجديد على الأراضي الفلسطينية «لا يقام لأسباب أيديولوجية كتلك التي تقيمها جمعيات يمينية ناشطة لتهويد القدس العربية»، إنما «لتوفير وحدات سكنية للمتدينين من التيار الصهيوني القومي». وأشارت إلى حماسة رئيس البلدية لوضع حجر الأساس قبل شهرين من الانتخابات المحلية، آملاً في أن يظفر بأصوات «التيار الديني الصهيوني» التي قد تحسم المعركة الانتخابية. زيادة المستوطنين على صلة، كشفت وثيقة أعدتها «دائرة البحث» في الكنيست وقُدمت للجنة الاقتصاد البرلمانية الأسبوع الجاري أن عدد المستوطنين في الضفة والقدس ارتفع في العقد الأول من هذا القرن بنسبة 11 في المئة، وذلك ليس بفعل الزيادة الطبيعية إنما مع هجرة عشرات آلاف الإسرائيليين من بلدات الشمال والجنوب (الأضعف اقتصادياً) للسكن في المستوطنات حيث يحظون بمساعدات حكومية كبيرة في مجالات الإسكان والبناء والاستثمار والتعليم والضرائب بحجة أن هذه المستوطنات تقع قرب «خط المواجهة» ومعرضة لتهديدات أمنية، لذا تعتبر بلدات «ذات أفضلية قومية». وخلال هذه الفترة، غادر الجنوب والشمال أكثر من 55 ألفاً، فيما شهدت مستوطنات الضفة والقدس هجرة إيجابية تمثلت ب 39 ألفاً يشكلون زيادة بنسبة 11 في المئة في عدد المستوطنين. ويرى نواب أن الحكومة لا تحرك ساكناً في مسألة «الهجرة السلبية» من جنوب إسرائيل وشمالها إلى المستوطنات. ولفت البعض إلى أن هذه «الهجرة السلبية» تضعف «الاستيطان» في الشمال والجنوب لمصلحة العرب حيث تقطن غالبيتهم.