تُذهلك حاملة الطائرات «يو إس إس جورج هربرت بوش» بضخامتها واستعراضها للقوة الأميركية، في تدريبات خاصة حضرتها «الحياة» للبحرية الأميركية، شملت مقاتلات من طراز «إف - 22»، لتأمين جاهزية كاملة ل «أي مهمة» خلال 4 أشهر، كما يقول قائد الحاملة الأميرال جون أكويلنو، مشيداً بالتعاون الإقليمي والمهني والتدريبات المشتركة مع المملكة العربية السعودية. الرحلة إلى السفينة التي تبحر في وسط المحيط الأطلسي، بدأت من قاعدة «نورفولك» الجوية، وهي أضخم قاعدة في العالم للبحرية الأميركية. وبعد إيجاز صحافي من مسؤولي العلاقات العامة في «نورفورلك»، كان هناك إيجاز أمني، استعداداً لعملية هبوط وإقلاع استثنائية، مشابهة لاستعراضات مدينة ملاهٍ، عبر هبوط السرعة من 150 إلى صفر ميل، خلال 3 ثوانٍ، وعكس ذلك في عملية إقلاع، نظراً إلى صغر المدرج على السفينة وسرعة المقاتلات العسكرية. وبعد الهبوط، يستقبلك الجسم المعدني الضخم للحاملة التي تزن مئة ألف طن وتُلقّب ب «مدينة في البحر»، ولكلّ فرد من عناصرها الخمسة آلاف، دور محوري لأداء الإيقاع المنتظم الذي تسير عليه الحاملة، وتكمل إبحارها مع إقلاع وهبوط 60 مقاتلة عليها. وفي قاعة الاستقبال ساعة ذهبية قدّمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بن سعود للرئيس الأميركي السابق جورج بوش الأب، وهو بحار سابق في القوات الأميركية وسُمِّيت الحاملة على اسمه لتكريمه عام 2009، وتتزيّن بصوره. كما تضم الحاملة مكتبة وقاعة للصلاة يستخدمها يومياً البحارة الثمانية المسلمون خلال شهر رمضان. وعلى المستوى السياسي والعسكري، يقول الأميرال أكويلنو ل «الحياة» إن التدريبات اليومية على الحاملة ستستمر أربعة أشهر على الأقل، لتأمين «جاهزية كاملة لأي مهمة نُكلّف بها». ويبدي ثقة كبيرة بالقوة العسكرية الأميركية، على رغم ضغوط يمارسها الكونغرس لخفض الموازنة، إذ يشير إلى أن ذلك لا يؤثر في القوة القتالية، بل في الموازنة الدفاعية عموماً. ويلفت أكويلنو إلى استعداد البحرية الأميركية لاستضافة طائرات بلا طيار وإطلاقها في مهمات استخباراتية أو إنسانية، على 11 حاملة طائرات تنتشر في المياه الدولية حول العالم. وتكمن أهمية الطائرات بلا طيار في تكنولوجيتها وتخفيفها العبء البشري، إضافة إلى وزنها الأقل من الطائرات العادية، ما يمنح الاستخبارات الأميركية مرونة لإطلاقها من أي موقع للحاملة. وتتركّز التدريبات على مقاتلات «إف - 22»، والاستعدادات لتنفيذ عمليات بحرية ترتبط بمكافحة القرصنة والطيران ليلاً. وسُئل أكويلنو عن جاهزية القوات الأميركية لفرض حظر جوي في سورية، إذا طلبت القيادة ذلك، فأجاب أن قواته «جاهزة لأي مهمة» تطلبها واشنطن. وأشاد بالتدريبات المشتركة مع السعودية و «الدرجة العالية من المهنية» لدى قوات البحرية في المملكة. ولفت إلى أن أعضاء القوات البحرية الأميركية، تتراوح أعمار معظمهم بين 18 و21 سنة، انتسبوا للبحرية إما ل «المغامرة» أو لتسديد «أقساط جامعية» أو بحثاً عن عمل. وهم الآن مسؤولون، في شكل أو آخر، عن قيادة أضخم قوة بحرية في العالم، وتمكينها من الحفاظ على تفوّقها دولياً ومواجهة تهديدات، من باكستان إلى اليمن إلى أفريقيا، وأماكن لم يخطر في بالهم يوماً التحليق فوقها.