أكد استطلاع جديد للرأي في إسرائيل أن الشارع الإسرائيلي ينحى إلى مزيد من التشدد في مواقفه تجاه الفلسطينيين في موازاة تأكيد دعمه لتعزيز المشروع الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967. كما أشار إلى «قناعة» غالبية الإسرائيليين بأن المفاوضات مع الفلسطينيين لن تفضي إلى أي اتفاق. وتزامنت هذه الأرقام مع تصريحات لزعيم حزب المستوطنين «البيت اليهودي» نفتالي بينيت، اعتبر فيها «وقف البناء في المستوطنات مع عودة المفاوضات «ضرباً من السخرية»، مضيفاً أن الحكومة «تستعد لطرح عدد من العطاءات في الأيام المقبلة» لبناء وحدات استيطانية خاصةً في الأحياء الاستيطانية في القدسالشرقيةالمحتلة. وجاء في «مقياس السلام» الشهري الذي أجراه «المعهد الديموقراطي الإسرائيلي» (ليبرالي) بعد الإعلان عن استئناف المفاوضات، أن غالبية اليهود في إسرائيل (80 في المئة) متشائمة لجهة تحقيق هذه المفاوضات نجاحاً، واصفة الاحتمال لذلك بأنه «ضئيل» أو «ضئيل جداً»، بينما بلغت نسبة المتشائمين في أوساط المواطنين العرب 41 في المئة. وعزا 56 في المئة من المتشائمين اليهود توقعهم هذا إلى أن «القيادة الفلسطينية ليست راغبة حقاً في المفاوضات»، بينما رأى 63 في المئة أن الحكومة الإسرائيلية جدية في نياتها التفاوض. كما أشار الاستطلاع إلى أن غالبية الإسرائيليين تؤيد استثناء المواطنين العرب من المشاركة في «الاستفتاء العام» حول اتفاق يتم التوصل إليه مع الفلسطينيين بداعي أن مثل هذا الاتفاق يتطلب غالبية يهودية. وقال 58 في المئة إنهم سيعارضون الاتفاق في حال طرحه على الرأي العام بمشاركة المواطنين العرب. كذلك أعلنت غالبية يهودية رفضها تقديم إسرائيل تنازلات في القضايا الجوهرية للصراع (الانسحاب إلى حدود العام 1967، إخلاء مستوطنات، الانسحاب من القدسالشرقية، والاعتراف بحق عودة اللاجئين). فقد أبدى 55.5 في المئة معارضتهم لقبول العودة لخطوط عام 1967 حتى مع مبادلة للأراضي تسمح باحتفاظ إسرائيل ببعض المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية. وبلغت نسبة المعارضة لمثل هذا الاتفاق بين السكان اليهود في إسرائيل 63 في المئة بينما بلغت النسبة بين العرب في إسرائيل 15 في المئة فقط. وقال نحو 67 في المئة من الإسرائيليين إنهم سيعارضون أيضاً المطالب الفلسطينية بحق العودة حتى لو كان لعدد صغير من اللاجئين الذين فروا أو طردوا من ديارهم لدى قيام إسرائيل عام 1948. كما عارضوا تعويض اللاجئين أو أبنائهم وأحفادهم مالياً. وفي ما يتعلق بواحدة من القضايا الأخرى التي تواجه المفاوضين وهي قضية ضم الأحياء العربية في القدس إلى الدولة الفلسطينية قال نحو 50 في المئة من الإسرائيليين اليهود إنهم يعارضون الفكرة، فيما أيدها 55 في المئة فقط من العرب في إسرائيل. على صلة، أفادت الإذاعة العسكرية أمس أن عدد المستوطنين في المستوطنات اليهودية في الضفة الغربيةالمحتلة ارتفع في النصف الأول من هذا العام بنسبة 2.1 في المئة، فيما بلغ معدل الزيادة داخل إسرائيل 2 في المئة. وطبقاً لأرقام وزارة الداخلية فإن عدد المستوطنين في مستوطنات الضفة بلغ 367 ألف مستوطن، يضاف إليهم أكثر من 300 ألف مستوطن في الأحياء الاستيطانية في القدسالمحتلة. وعزا الأمين العام لحركة «السلام الآن» المناهضة للاحتلال والاستيطان يريف اوبنهايمر هذه الزيادة إلى المحفزات الحكومية للإسرائيليين للانتقال للسكن في مستوطنات الضفة الغربية مثل توفير أراضٍ مجانية أو منح هذه المستوطنات امتيازات حكومية كبيرة وإعطاء غالبيتها أولوية في التطوير، «ولهذا، فإنه ليس مستغرباً استقرار الإسرائيليين في المستوطنات». وكان الوزير بينيت أكد قبل يومين معارضة حزبه «بشكل قاطع» وقف البناء في المستوطنات مقابل العودة إلى طاولة المفاوضات مع الفلسطينيين، فيما نقلت «هآرتس»عن مصادر قريبة من الرجل الثاني في الحزب وزير الإسكان أوري أرئيل تأكيدها أن الوزارة جاهزة لطرح عطاءات ل 2500 وحدة سكنية «في أي فرصة مواتية».