أحيا عشرات الأسرى المحررين والمتضامنين مع الأسرى الفلسطينيين ليلة القدر بدعوة من مؤسسة «مهجة القدس للأسرى والشهداء» التابعة لحركة «الجهاد الإسلامي» أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة غزة. وابتهل المشاركون ودعوا الله أن يفك أسر نحو 4500 أسير يقبعون في سجون الاحتلال الإسرائيلي، أمضى بعضهم أكثر من 30 عاماً عانى خلالها من بطش قوات الاحتلال ورطوبة الزنازين وعتمتها. وقال الأسير المحرر فؤاد الرازم في عملية تبادل الأسرى الأخيرة (صفقة شاليت) إن مؤسسة مهجة القدس تحيي، للسنة الثانية على التوالي، ليلة القدر أمام مقر الصليب الأحمر لإيصال رسالة للمؤسسات الدولية بضرورة القيام بدورها للعمل على الإفراج عن كل الأسرى، والتأكيد على قضيتهم والاهتمام بها. ودعا المسلمين في أماكن وجودهم كافة إلى الدعاء للأسرى الذين يعيشون أوضاعاً صعبة في سجون الاحتلال. من جهته، دعا نادي الأسير الفلسطيني الصليب الأحمر إلى أخذ دوره الحقيقي المستند إلى الاتفاقات والمواثيق الدولية، خصوصاً اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، للإشراف الطبي المباشر على وضع الأسرى، خصوصاً المرضى. وقال أمين سر النادي راغب أبو دياك في بيان أمس إن «حياة الأسرى أصبحت مهددة بخطر حقيقي، ولم تعد حكومة الاحتلال وما ينبثق منها من أجهزة تشريعية وقضائية وتنفيذية، بما في ذلك مصلحة السجون، مؤهلة لإبقاء هؤلاء الأسرى تحت سيطرتها ومسؤوليتها، وآن الأوان في ظل انعدام الثقة مع تلك الحكومة إلى أدنى مستوياتها، للإشراف الطبي والمسؤولية المطلقة عن هؤلاء الأسرى من جهة دولية محايدة». وناشدت عائلة الأسير طيب حوشية (19 سنة) الصليب الأحمر الضغط على الحكومة الإسرائيلية من أجل توفير العلاج اللازم له ضد مرض الحساسية في الصدر والجسم بأكمله. وقال والده عمار حوشية إنه على رغم الطلب من الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام الإسرائيلي (شاباك) بحاجة نجله الماسة إلى العلاج اللازم له، إلا أنه تم رفض الطلب من دون أي مبرر. حوشية إلى الطريقة الهمجية التي تم بها اعتقال نجله وتفتيش المنزل والعبث بمحتوياته بصورة غير حضارية، ومصادرة الأجهزة الخلوية. إلى ذلك، حذر مدير مركز الأسرى للدراسات الأسير المحرر رأفت حمدونة من «حال الترهل غير المسبوقة تجاه الأسرى المضربين منذ نحو 100 يوم». واتهم سلطات الاحتلال، خصوصاً المؤسسة الأمنية، بأنها «معنية باستشهاد الأسير عبد الله البرغوثي الذي يواصل إضرابه لليوم ال 94 على التوالي من دون تحمل للمسؤولية الكاملة عن هذه النتيجة في ظل الصمت الدولي وغياب الفعل الكافي المساند على الأرض من الكل الفلسطيني والعربي والدولي تجاهه». واعتبر أن «الاحتلال معني بنتيجة مؤذية للأسير البرغوثي ويبيت له نية سلبية قد تصل إلى الموت، مستغلاً الظروف المحيطة وحال التراجع في مساندة قضية الأسرى، ولما يحمل البرغوثي من بطولة، كعقاب على تاريخه النضالي المميز في تنفيذ عمليات نوعية آذت الاحتلال ودبت الرعب في قلبه». وتنسب إسرائيل للبرغوثي قتل نحو 66 إسرائيلياً وجرح 500 آخرين في سلسلة عمليات استهدفت مطاعم ومقاه وغيرها قبل أكثر من عشر سنوات. وحكمت عليه محكمة إسرائيلية بالسجن المؤبد 67 مرة. وقال حمدونة إن تقارير حقوقية وصحية تُنذر «بخطر جدب» على حياة البرغوثي الموجود حالياً في مستشفى في مدينة العفولة، ويواصل إضرابه المفتوح عن الطعام، ويعاني من أوجاع وآلام على مدار الساعة نتيجة انسداد الشرايين ومشاكل في الكبد وأوجاع في الرأس وصعوبة في تحريك يده اليسرى وإرهاق، معتبراً أن الأيام المقبلة ستكون حاسمة في حياته. وشحب لون وجه البرغوثي نتيجة الإضراب الطويل، وبات يستخدم أداة تساعده على المشي، كما يقضى نحو 20 ساعة يومياً نائماً. وطالب حمدونة أحرار العالم والمؤسسات الحقوقية المحلية والدولية والقوى الوطنية والإسلامية الفلسطينية والحكومة والمؤسسات الأردنية، بتكثيف الفعاليات المساندة لإضرابه وزملائه الأربعة للوصول إلى حل مع مصلحة السجون يحفظ كرامته ويحقق مطالبه.