أعلنت حركة «الجهاد الإسلامي» أن كل الخيارات مفتوح لإطلاق الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي، خصوصاً الأسيرين محمود السرسك وأكرم الريخاوي، فيما حذر القيادي في حركة «حماس» الأسير عبد الله البرغوثي من استمرار مصلحة السجون في المماطلة والتلاعب في تنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعته مع القيادة العليا للجنة الإضراب الأخير. وقال عماد شقيق الأسير السرسك إن شقيقه واصل أمس إضرابه المفتوح عن الطعام لليوم ال80 على التوالي، في وقت تدهورت حالته الصحية. وأضاف أن محامي نادي الأسير أبلغ عائلته أنه «قد يستشهد في أي لحظة». في الوقت نفسه، قال القيادي في «الجهاد» أحمد المدلل خلال مؤتمر صحافي نظمته مؤسسة «مهجة القدس للشهداء والأسرى» التابعة للحركة في خيمة تضامن جديدة مع السرسك والريخاوي أمام مقر الصليب الأحمر في غزة أمس: «بعد انتصار إرادة الأبطال في السجون، كنا على يقين أن العدو لا يعرف للإنسانية معنى ولا يفهم لغة الاتفاقات والمواثيق، وأنه سينقض عهوده وسيضيّق على الأسرى بعد انتصارهم، ما دفع بالسرسك والريخاوي إلى أن يستمرا في إضرابهما حتى تحقيق مطالبهما». وأضاف أن الحركة «ستسمر في جهادها مع الأسرى لتؤكد أنّ معركتهم هي معركتها أيضاً». وحمّل سلطات الاحتلال المسؤولية كاملة عن حياة الأسرى، مطالباً الأمتين العربية والإسلامية ب «الوقوف أمام مسؤولياتهما في ما يتعرض له الأسرى، وأن تستخدما كل أوراقهما ومقدراتهما ومقوماتهما من أجل ردع الاحتلال الإسرائيلي عن جرائمه في حقهم». واستنكر الناطق باسم المؤسسة ياسر صالح صمت المجتمع الدولي والمؤسسات الحقوقية والإنسانية الدولية عن الجرائم التي يرتكبها الاحتلال في حق الأسرى. وطالب ب «إنهاء سياسة المقاتل غير الشرعي والاعتقال الإداري». ووصف حال السريك والريخاوي الصحية بأنها «متردية وتدهور لديهما مستوى السمع والبصر وأداء عضلة القلب، إضافة إلى نقص السكر في الدم وزيادة في الكوليسترول». يذكر أن قوات الاحتلال اعتقلت السرسك (25 سنة)، وهو من مخيم الشابورة للاجئين في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، في 22 تموز (يوليو) عام 2009 على حاجز بيت حانون (ايرز) أثناء توجهه للالتحاق بنادي شباب بلاطة الرياضي شمال الضفة الغربية بعدما وقع معه عقداً للاحتراف. ويلعب السرسك أساساً لصالح نادي خدمات رفح الرياضي، وهو أحد لاعبي المنتخب الوطني الفلسطيني. بدوره، حذر عبدالله البرغوثي من استمرار مصلحة السجون في «المماطلة والتلاعب في تنفيذ بنود الاتفاق الذي وقعته مع القيادة العليا للجنة الإضراب». وقال خلال زيارة محاميه له في سجن «جلبوع» إن «تنصل سلطات الاحتلال وإدارات السجون من بعض التفاصيل، خصوصاً البند المتعلق بالأسرى الإداريين، لن يمر مرور الكرام، فنحن قادرون على التصدي لمصلحة السجون من خلال معركة الأمعاء الخاوية أو من خلال العصيان المدني». وأشار البرغوثي، الذي يحمل الجنسية الأردنية، إلى أن إدارة السجن تحتجز معه في القسم نفسه الأسيرين الأردنيين علي نزال ومنير قاسم، كاشفاً أنه «يمكن أن يشرع هو والأسرى الأردنيون في إضراب مفتوح عن الطعام من أجل السماح لهم بتلقي زيارات من عائلاتهم». ووصف البرغوثي الذي قبع في العزل الفردي منذ اعتقاله عام 2003، خروجه من العزل عقب انتهاء الإضراب بالقول: «عندما خرجت من قبر العزل الفردي شعرت كأني خرجت من قبر معتم إلى جنة، على رغم أنها مليئة بالأسرى والسجناء». إلى ذلك، شيع مئات الفلسطينيين أمس الشهيد أحمد أبو نصر (20 سنة) إلى مثواه الأخير في مقبرة العائلة شرق مدينة خان يونس جنوب القطاع. وكان أبو نصر استشهد فجر أول من أمس في اشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي شرق بلدة عبسان الكبيرة شمال شرقي مدينة خان يونس جنوب القطاع أسفر عن مقتل جندي إسرائيلي أيضاً. كما شيع مئات الفلسطينيين في البلدة بلدة نفسها الشهيد أحمد أبو طير (21 سنة) إلى مثواه الأخير في مقبرة العائلة. وكان أبو طير استشهد متأثراً بجروحه في أعقاب الاشتباك عندما قصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي المنطقة، بعد مقتل الجندي الإسرائيلي.