عرض الرئيس اللبناني ميشال سيلمان مع زواره في القصر الجمهوري في بعبدا، عدداً من الملفات السياسية والحكومية والأمنية. وبحث مع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الأوضاع السائدة راهناً على الساحة الداخلية وعمل الحكومة في هذه المرحلة. وتناول سليمان مع الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة تمام سلام حصيلة الاتصالات والمشاورات المتعلقة بالتشكيلة الحكومية العتيدة وأهمية تضافر الجهود وتقديم التضحيات والتنازلات من أجل حسم موضوع تشكيل حكومة تنال أكبر تأييد شعبي وسياسي، وفق المكتب الاعلامي في بعبدا. وكان ميقاتي التقى في السراي الكبيرة رئيس «حزب التوحيد» الوزير السابق وئام وهاب الذي رأى ان «فترة تصريف الأعمال ستطول جداً، ولا أرى في الأفق اي مشروع لتشكيل حكومة بالروحية التي يتم التعاطي بها في هذا الموضوع، وقد يستمر تصريف الأعمال لسنوات وليس لأشهر، لذلك يجب ان يتم العمل على الصعيدين الحكومي والوزاري وكأن لا توجد استقالة». وفي المواقف، رأى وزير الدولة في حكومة تصريف الأعمال علي قانصو أنه «بعد الطائف لا شيء اسمه حكومة محايدة، أو حكومة تكنوقراط، إلى ما هنالك من تسميات، لا شيء يستطيع أن يشكل إدارة حقيقية للبلد وسط كل هذه الصعوبات التي يمر فيها إلا تأليف حكومة سياسية تشارك فيها جميع القوى، والذي يعرقل قيام هذه الحكومة يثقل على الرئيس المكلف بشروط تعجيزية، منها أنه من غير اللازم ان يدخل هذا الفريق أو هذه الشخصية أو تلك الحكومة، هذه شروط تعجيزية مرفوضة جملة وتفصيلاً»، متمنياً على الرئيس المكلف أن «يتجاوز هذه الشروط التعجيزية في اتجاه فتح حوار أو المبادرة إلى حوار مع كل القوى السياسية لتأليف حكومة جامعة للكل، وبالتالي نستطيع أن نحصن البلد بإدارة سليمة وقادرة». لحكومة لا تشمل حزبيين واعتبر عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت أن «هناك مشاكل عديدة يواجهها المواطن اللبناني ما يحتم قيام حكومة المصلحة الوطنية التي لا تشمل حزبيين اليوم قبل الغد، على أن يتبعها انعقاد طاولة حوار وطني تعالج النقاط الخلافية وعلى رأسها الاستراتيجية الدفاعية». وأكد في حديث الى «صوت لبنان» أن «المطلوب من الطرف الآخر تنازل سياسي لتشكيل الحكومة للخروج من المأزق». وشدد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله على أن «ليس مقبولاً أن يشلوا ويعطلوا البلد لرهانهم على الأزمة السورية التي ربما تطول لسنوات، فيما نجد أن أصحاب القرار الخارجي يمارسون اليوم وصايتهم على بعض الأفرقاء في الداخل لتعطيل المؤسسات فيه، ويمنعون تشكيل الحكومة لاعتقادهم أن الموازين الحالية لا تسمح لهم بتشكيل حكومة أحادية تمكنهم من الإستئثار بالسلطة، فيما أدواتهم يطرحون بعض الشعارات التي لا قيمة لها بهدف التعطيل الذي يكشف كل المماطلين في لبنان، ويضر بكل البلد لا بفريق أو جهة محددة، بل بكل مصالح اللبنانيين»، مشيراً الى ان «القرار الخارجي لا صلة له بالمصلحة الوطنية اللبنانية، كما أن الوعود بالتريث لن تجني لأدواتهم في هذا البلد سوى طول الإنتظار على قارعة الزمن، بحيث لن يكون بمقدورهم الحصول على ما ينتظرونه من أحلام وأوهام خاسرة». الكتائب:الحكومة معبر الزامي ولفت «حزب الكتائب» في بيان بعد اجتماعه برئاسة الرئيس أمين الجميل الى «تفاقم المسارات المتشابكة للأزمة السياسية ببعديها النيابي والحكومي، في ضوء استمرار المرواحة في تأليف الحكومة وفقدان النصاب في الجلسات التشريعية للمرة الثالثة على التوالي»، داعياً الى «إيلاء الاولوية القصوى لمعالجة الأعراض السياسية التي تعوق التأليف، تمهيداً لتفعيل هذا الملف المركون على رف الانتظار، والخروج بصيغة حكومية تملي القدرة والثقة في آن واحد». ورأى في تشكيل الحكومة القوية «المعبر الالزامي لمعالجة المشكلات المتراكمة، وقد بدأت رقعة الازمة تتسع وتستفحل». وأشاد بالخطاب الذي ألقاه رئيس الجمهورية في عيد الجيش، ورأى فيه «خريطة طريق لخلاص لبنان»، داعياً الى أن يكون مع «اعلان بعبدا» مرتكزاً للبيان الوزاري لأي حكومة مقبلة مهما كان شكلها أو حجمها. ورفض «أن يكون الرد على المواقف الوطنية بتوجيه رسائل صاروخية تعبّر عن إفلاس وطني وعقم سياسي تزيد اللبنانيين اصراراً على بناء دولتهم القوية».