تواصل السجال السياسي بين الأفرقاء في لبنان على خلفية التأخير في تشكيل الحكومة، وسط دعوات الى الاسراع في تأليفها. وأكد رئيس «حزب الكتائب» امين الجميل في عشاء للجالية اللبنانية في البرازيل «ضرورة اعادة تضافر جهود كل اللبنانيين في الاغتراب، لا سيما المسيحيين والموارنة ليدركوا أهمية دورهم ورسالتهم في هذه المرحلة المصيرية التي يمر بها لبنان والمنطقة». وشرح الجميل لرئيس مجلس النواب البرازيلي ميشال تامر اللبناني الأصل خلال لقائه، أسباب تأخر تأليف الحكومة اللبنانية، معتبراً ان العرقلة «وسيلة اضافية من وسائل الضغط التي تمارس على المؤسسات اللبنانية امعاناً في تعطيلها ومنع قيامها». وبحث الرئيس السابق للحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارته شيخ عقل الموحدين الدروز نعيم حسن موضوع تشكيل الحكومة، مشيراً الى انه كان لحسن «رؤية واضحة عن ضرورة وحدة الصف اللبناني بشكل عام»، وقال ان «على اللبنانيين ان ينبذوا كل الخلافات، وان نسرع بتأليف الحكومة، وازالة كل العراقيل امام الرئيس المكلف سعد الحريري لاننا في أشد الحاجة الى حكومة شراكة وطنية في هذه المرحلة، لمواجهة التحديات التي تنتظر لبنان على كل الاصعدة وبخاصة على الصعيد السياسي الوطني والمواضيع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية». وعلّق عضو «كتلة المستقبل» النائب عمار حوري على اللقاء الذي جمع الحريري ووزير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جبران باسيل (ممثل «التيار الوطني الحر») في حديث الى «صوت لبنان» أنه عكس «استمرار التمسك بشروط تعجيزية متعلقة بالنقاط الثلاث، كما أعلن الفريق الآخر سواء في مواضيع الحقيبة السيادية أم مضمون الحقائب أم توزير الراسبين»، معتبراً أن «استمرار الفريق الآخر بمحاولة فرض وجهة نظره لم ولن ينجح، فالمنطق يجب ان يفرض نفسه من خلال الديموقراطية والدستور». ولفت الى أن «الحوار لم يقطع وسيستمر، وعلى الفريق الآخر أن يقتنع بأنه في النهاية ستشكل حكومة ائتلافية في لبنان والرئيس سعد الحريري لن يبقى الى أبد الآبدين صامتاً من دون استعمال كامل حقوقه الدستورية مع الرئيس في أمر تشكيل الحكومة»، مؤكداً أن «احتمال تجزئة الوزارات غير قائم فعلياً». «كتلة القرار الحر» وأسفت «كتلة القرار الحر» في دائرة بيروت الأولى بعد اجتماعها الدوري في مكتب النائب ميشال فرعون ل «التأخير الحاصل في تشكيل الحكومة الذي يعطي الانطباع بأنه عند كل استحقاق دستوري يعجز اللبنانيون عن منع التدخلات الخارجية». ودعت الى التجاوب مع دعوة الرئيس ميشال سليمان «بغية التعاون في حل الاشكالات التي تعيق التأليف وفي إطلاق يد الرئيس المكلف، ورئيس الجمهورية لإيجاد الصيغة المتوازنة لحكومة الوحدة الوطنية»، معربة عن خشيتها من «محاولات القفز فوق روحية الدستور»، وذكرت بأن «اعتبار الحكومة مستقيلة عند بدء ولاية جديدة للمجلس النيابي يؤكد ضرورة ان تعكس الحكومة الجديدة نتائج الانتخابات النيابية»، مشددة على «احترام القضاء اللبناني وتحصين استقلاليته وعدم زجه في السجالات السياسية». وحيا عضو «كتلة القوات اللبنانية» النيابية انطوان زهرا، ما وصفه ب «صبر الرئيس المكلف سعد الحريري، وتعاطيه بروية وحكمة مع الوضع القائم اليوم». وأكد في مداخلة عبر «تلفزيون المستقبل» ان «إعلان نية الرئيس المكلف فور إنتهاء الإنتخابات أنه سيعتمد سياسة اليد الممدودة والإنفتاح والسعي الى حكومة شراكة ووحدة وطنية، فسر من قبل الفريق الآخر كأنه تنازل عن العملية الديموقراطية ونتائجها، ما دفعهم الى البدء بفرض الشروط ومحاولة تغيير نتائج الإنتخابات» . ولفت الى «أننا صرنا في المرحلة المنتظرة التي هي البدء بالمناقشة الفعلية للحقائب وكيفية توزيعها على الكتل النيابية، وإنتظار ردات الفعل السريعة، مع التفاهم مع فخامة الرئيس على تقديم صيغة ما لمناقشة تركيبتها النهائية». واستقبل رئيس الهيئة التنفيذية ل «القوات» سمير جعجع عضو «كتلة الكتائب» النيابية فادي الهبر الذي أكد أن ««الكتائب من الاركان الاساسية لقوى 14 آذار»، مستبعداً «ولادة الحكومة في وقت قريب بسبب صعوبات اقليمية ومحلية كبيرة»، ومعتبراً أنه «يجب اتخاذ القرار على مستوى الاكثرية وتحديداً من قبل رئيس الجمهورية والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة من اكثرية وأقلية متواضعة من دون ان تضع هذه الاخيرة شروطاً معطلة لمسار التأليف». وعن ملاحظات «الكتائب» على عمل الامانة العامة ل14 آذار، رأى الهبر أن «هذا الامر يجب ادارته من قبل قيادات 14 آذار كالرئيس امين الجميل والدكتور سمير جعجع والرئيس المكلف سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط». وعن انتقاد جنبلاط دعوة الجميل الى اجراء مفاوضات غير مباشرة مع اسرائيل، سأل الهبر: «كيف يحق لحزب الله ان يقوم بمحادثات غير مباشرة مع اسرائيل في شأن الاسرى؟»، مذكراً بأن «سورية أيضا تقوم بمحادثات مباشرة وغير مباشرة مع اسرائيل». «التجدد» : مصارحة اللبنانيين حول المطالب وأعربت «حركة التجدد الديموقراطي» في بيان بعد جلستها الاسبوعية برئاسة الوزير نسيب لحود أمس، عن «ارتياحها للعودة الى النبرة الهادئة نسبياً في النقاش الدائر حول تشكيل الحكومة، نتيجة الايجابية والمرونة الفائقة اللتين يظهرهما الرئيس المكلف واصراره على تذليل كل المصاعب الشكلية والفعلية»، داعية الى «كسر الحلقة المفرغة الناجمة عن دوامة المطالب التعجيزية ومصارحة المواطنين حول المخاطر المحدقة والتقدم بالتشكيلة الوزارية التي يعتقد الرئيس المكلف انها تلبي معايير الوحدة الوطنية والفاعلية والانتاج واحترام الدستور. وليتحمل كل طرف مسؤوليته في هذا المجال». وتوقفت الحركة «بقلق شديد امام قضية إفلاس أحد كبار رجال الاعمال في جنوب لبنان»، سائلة عن «الأطر المؤسساتية التي كان رجل الاعمال هذا يتلقى ودائع المواطنين من خلالها، ومدى انسجام عملها مع الأنظمة اللبنانية المرعية الاجراء التي تشترط الحصول على ترخيص قانوني من السلطات المختصة». تقدم نوعي في العلاقة والحوار في المقابل، رأى عضو «كتلة التنمية والتحرير» النيابية علي بزي خلال افطار في الضاحية الجنوبية أن «هناك فرصة ثمينة وتاريخية وذهبية من اجل لم الشمل وجمع الطاقات والارادات لالغاء الاصطفافات والانقسامات ومن اجل ولادة حكومة وحدة وطنية يشعر فيها الجميع بأنهم شركاء في صناعة القرار على المستويات كافة». وأضاف: «المطلوب منا جميعاً ومن كل الاطراف السياسيين ان يكونوا على الاقل خمسين في المئة لبنانيين وخمسين في المئة غير لبنانيين، واذا كانوا 50 في المئة لبنانيين فأستطيع أن أجزم بان حكومة الشراكة الفعلية ستبصر النور خلال ساعات قليلة مقبلة». وعلّق عضو «تكتل التغيير والإصلاح» (برئاسة العماد ميشال عون) النيابي سيمون ابي رميا على لقاء الحريري- باسيل أول من أمس. وقال في حديث ل «صوت لبنان» إن باسيل «عاد ليؤكد طروحات ومطالب التكتل وعاد وذكّر بالتنازلات الاساسية التي اعطتها المعارضة للأكثرية»، مشيراً الى أنه بالعودة الى «حجم التمثيل لكل قوة سياسية في لبنان داخل التشكيلة الوزارية، يتوجب ان تحصل الاقلية النيابية او المعارضة على 13 وزيراً، لكن منعاً للتعطيل وللعرقلة ومن اجل الاعتراف بنتائج الانتخابات، تنازلت المعارضة الى عشرة وزراء، وحتى بهذا التنازل ليس لدينا الثلث الضامن الذي كنا نطالب به»، معتبراً أنه «بمجرد الحوار الدائم بين القوى السياسية في لبنان وبالتحديد بيننا وبين الرئيس سعد الحريري، اعتقد ان الامور ستتقدم وهناك تقدم نوعي في العلاقة والحوار وأكيد اننا لم نصل حتى الآن الى صيغة نهائية. وأشار الى أن «الكرة اصبحت في ملعب الحريري من أجل طرح شيء جديّ ليس فقط للتكتل، بل لكل القوى السياسية في لبنان من اجل ان يعرف كل طرف حصته ونوعية الحقائب التي سيحصل عليها». الى ذلك، أصدرت قيادتا «حزب الله» و«حركة أمل» في الجنوب بياناً اعتبرتا فيه أن «السلامة تكمن في العجلة بإستيلاد الحكومة العتيدة». ودعتا الى «الرأفة بأحوال الشعب اللبناني الذي يرى مسؤولين ولا يجد مسؤولية، ويرى شخصيات كبيرة تفتقد تشخيصاً وحلولاً لأزماته المتنوعة المتراكمة التي تثقله». وأكد البيان حرص القيادتين على «تسهيل عملية التشكيل الحكومي»، معتبراً أن «الوفاق الوطني بين مختلف مكونات البلد هو عصمة لبنان وعروته الوثقى، ولا يمكن ان يتجاوزه احد مهما علا شأنه، وكل كلام يخرج عن صيغة الوفاق بين اللبنانيين هو كلام ليس في زمانه ومكانه»، ومستغرباً «أن بلداً مستهدفاً بتحديات ومخاطر اسرائيلية وجودية ومصيرية كبرى يشرع واقعه امام الانقسامات، ويترك ساحته عرضة للمتربصين به وهو ما يرفع منسوب هذه المخاطر».