أصدر الدكتور علي القاسمي كتاباً جديداً عنوانه «معجم الاستشهادات الوجيز للطلاب»، عن مكتبة لبنان ناشرون في بيروت، ويقع في 272 صفحة من الحجم الكبير. ويعدّ ُ القاسمي رائداً في تصنيف معاجم الاستشهادات باللغة العربية، إذ أصدر كتابه «معجم الاستشهادات» سنة 1991 في 780 صفحة، وأتبعه بكتابه «معجم الاستشهادات الموسّع» سنة 1998 في 1031 صفحة. ويختلف معجمه الوجيز عن المعجميْن السابقين في أغراضه، وجمهوره المستهدف، ومنهجيته العلمية، وترتيبه، وموضوعاته، وحجمه. ومعجم الاستشهادات كتابٌ تُجمع فيه الأقوال التي يقتبسها المتكلِّم أو الكاتب لتعزيز رأيه، من الكتب المقدَّسة، والأمثال السائرة، والحِكم المأثورة، والأشعار المشهورة، والقواعد المتَّبعة. وتمتاز هذه الأقوال عادةً، بحسب المؤلف، بقصرها، وبلاغتها، وفخامة معناها، «وتُرتَّب في المعجم طبقاً لترتيب معيَّن بحسب موضوعها، أو قائلها، أو حروفها، أو مرجعها، أو تاريخها». ويمرُّ تأليف معجم الاستشهادات، كما يقول القاسمي، بمراحل متعددة هي: «جمع الاستشهادات من مختلف عصور تاريخ اللغة، ومتباين مناطقها الجغرافية، ومتنوع موضوعاتها؛ وتدقيق هذه الاستشهادات وضبطها بالنظر في مراجعها، وتصنيفها بحسب التصنيف المطلوب، واختيار الأكثر شيوعاً ودواماً، وإضافة الفهارس الضرورية، ثم طباعتها، وتصحيح التجارب الطباعية. ويجسِّد معجمُ الاستشهادات خلاصةَ فكر الأُمَّة، ومُثُلها، وقِيمها؛ ويستفيد منه الطالب، والكاتب، والمحامي، والخطيب، والقارئ المثقَّف». ويضمُّ « معجم الاستشهادات الوجيز للطلاب» ما يقرب من خمسة آلاف شاهد موزَّعةً على حوالي 700 موضوع، ومرتَّبةً ألفبائياً مثل: الحبّ، الحرب، الحرّية، الحسد، إلخ. ورُتِّبت الموضوعات في هذا المعجم حسب حقولها الدلالية. فموضوعات (الخل، الخليل، الرفيق، الزميل، الصاحب، الصديق، النديم)، مثلاً، رُتِّبت تحت موضوع (الصداقة)، ورُتِّبت الشواهد واستشهاداتها في هذا الموضوع ألفبائياً. ولكن تلك المفردات أُدرجت في الفهرس حسب حرفها الأوّل مع إحالة على صفحة موضوع الصداقة. ومن الأمثلة على موضوعات المعجم، موضوع (الحُرِّية) الذي اشتمل على 33 شاهداً، مثل: أتمنى على الزمان مُحالاً أن ترى مقلتاي طلعةَ حُرِّ لعلي بن محمد البديهي، و «الأحرار وحدهم يكتبون عن الحرية» لجبران خليل جبران، و: أحرامٌ على بلابله الدوح حلالٌ للطيرِ من كلِّ جنسِ لأحمد شوقي. و«استطاع الإنسان دائماً أن يجد الحرية داخل كلَّ قيدٍ على الحرية» ليوسف إدريس. و: أطعتُ مطامعي فاستعبدتني ولو أني قنعتُ لكنتُ حُرّا للحلّاج.