يشتاط مشجعو نادي توتنهام غضباً بعد كل نتيجة لفريقهم اللندني في الدوري الإنكليزي، إذ باتت تساورهم شكوك أن رئيس ناديهم دانيل ليفي عين المدرب الخاطئ مجدداً، بعد محاولات عدة فاشلة. وبدأت مجموعات كبيرة من جماهير توتنهام، التي نفد صبرها، تطالب بإقالة المدرب الأرجنتيني ماوريسيو بوشيتينو بعد أقل من خمسة شهور على تعيينه، إذ أصبح المدرب ال11 الذي يعينه رئيس النادي ليفي في 13 عاماً من إدارته. وجاءت لحظة الغضب الكبرى بعد الخسارة المهينة على أرضه «وايت هارت لين» الأحد الماضي أمام المكافح نيوكاسل (1-2)، ليبعد الفريق 12 نقطة عن المتصدر تشلسي بعد مرور تسع جولات فقط، وبفارق 8 نقاط عن فريق بوشيتينو السابق، ساوثهامبتون، الذي يحتل المركز الثاني على رغم ما عاناه من رحيل كوكبة من أبرز نجومه خلال الانتقالات الصيفية، وهي المقارنة التي تؤلم أيضاً المدرب الأرجنتيني أكثر من مشجعي فريقه الحالي. وباتت مواقع التواصل الاجتماعي «تويتر» و«فيسبوك»، أبرز المؤشرات عما يشعر به مشجعو الأندية، حيث لجأ مشجعو توتنهام إليها للتعبير عن غضبهم، إذ اعتبر أحدهم بتغريدته على «تويتر» أنه «بات صعباً أسبوعاً بعد أسبوع أن أشجع توتنهام، لأنه بات يتضح لي أن بوشيتينو ليس المدرب المنتظر الذي سيحل كل أزمات الفريق ويحقق الأحلام بالتأهل إلى دوري الأبطال ومقارعة الكبار على اللقب». وقال آخر: «سقط القناع أخيراً عن وجه بوشيتينو الحقيقي، واكتشفت موهبته الحقيقية بتدريبه فريقاً كبيراً، فهو أقيل من تدريب إسبانيول في الدوري الإسباني عندما جعله في قاع الترتيب، واليوم نرى ساوثهامبتون يحقق نتائج أفضل بكثير من دونه، على رغم فقدانه لعدد من نجومه»، في حين تساءلت تغريدة: «هل يمكن اعتبار وظيفة بوشيتينو في أمان؟ فهو حقق أسوأ بداية للفريق منذ أعوام، ولا نبتعد سوى نقطة واحدة عن نيوكاسل الذي تعمه المشاكل.. ما يفعله كومان مع ساوثهامبتون يجعلنا نفكر أكثر في الأمر». في الواقع فان مركز توتنهام الحالي، بعد مرور تسع جولات، أصبح أقرب إلى مراكز الهبوط منه إلى مراكز التأهل إلى دوري أبطال أوروبا، الذي كان هو الهدف الرئيس في بداية الموسم عندما عين بوشيتينو مدرباً، حتى إن بدايته للموسم هي الأسوأ بين آخر ثلاثة مدربين لتوتنهام، هاري ريدناب وأندري فيلاش بواش وتيم شيروود، الذين أقالهم ليفي جميعهم من مناصبهم، حتى إن رئيس النادي اضطر إلى دفع مليوني جنيه إسترليني لساوثهامبتون لإخلاء سبيل المدرب الأرجنتيني كتعويض لخسارة خدماته. ويعتبر البعض أن محاولات بوشيتينو (42 عاماً) تعلم الإنكليزية، وهو الشرط الذي وضعه ليفي لتعيينه، لم يحسن نتائج الفريق ولا أسلوب لعبه، بل خسارة الجولة السابقة أمام نيوكاسل كانت المباراة السادسة التي يفشل فيها توتنهام في الفوز من أصل تسع مباريات في الدوري، ومع ذلك ظل المدرب الأرجنتيني هادئاً، وقال بعد الهزيمة: «أنا لست قلقاً لأنني أدرك أن لدي الكثير من الوقت.. نحو طورنا من قدراتنا الجسدية، وطورنا من قدراتنا التكتيكية، والآن يتبقى علينا تطوير عقليتنا وزرع ذهنية الفوز في عقولنا في كل مباراة نلعبها»، مشدداً على أن المشكلة التي يعانيها لاعبوه هي ذهنية، وقال: «أصعب الأمور التي نحاول تطويرها هي عقليات اللاعبين، وهي عملية طويلة وشاقة ومضنية، ففي بداية الموسم بدأنا العمل في كل العوامل الجسدية والتكتيكية والذهنية، وقطعنا خطوات كبيرة وحققنا الكثير، لكن علينا تغيير العادات التي كان يمارسها اللاعبون، وعليهم أن يبدأوا بالتعود على أمور كثيرة جديدة، وهذا يتطلب وقتاً طويلاً». يذكر أن توتنهام احتل المركز الرابع مرتين في الأعوام الخمسة الأخيرة، تحت إدارة هاري ريدناب، حيث وصل إلى دور الثمانية في 2010، وفي المرة الثانية لم يتأهل إلى دور المجموعات على رغم حلوله في المركز الرابع، بسبب فوز تشلسي بدوري الأبطال وإخفاقه في الحلول في أحد المراكز الأربعة الأولى، ما جعله يأخذ مكان توتنهام في المسابقة في الموسم التالي.