لا شك أن النجم الويلزي غاريث بيل ارتقى مستوى أعلى من الجميع خلال الموسم الحالي في الدوري الإنكليزي، فهو صعد إلى خانة نجوم «السوبر ستار» التي تشمل لاعبين مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي وأندريه آنييستا. توتنهام يخوض موسماً رائعاً بقيادة البرتغالي أندريه فيلاش بواش، على رغم الخسارة الأخيرة أمام ليفربول في الدوري، إلا أن مركزه يجعله من بين المتأهلين إلى دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، فقلة من أنصار النادي اللندني تفاءلت باحتلال المركز الثالث قبل النهاية بتسع مباريات، خصوصاً بعد البداية الكارثية بخسارة وتعادلين في المباريات الثلاث الأولى، والتي دفعت شريحة كبيرة من أنصار النادي إلى التشكيك بالمدرب الذي طرده تشلسي قبل أشهر، لكن ما تحقق إلى الآن لم يكن سيحدث لولا تألق بيل غير العادي، والذي لعب بواش فيه دوراً كبيراً، إذ تغيرت خطة توتنهام تدريجياً من 4-4-2 أو 4-4-1-1 التي لعب بها طيلة الموسمين الماضيين ومطلع هذا الموسم، إلى 4-2-3-1، إذ منح بيل حرية الحركة من دون تقييده على الجناح الأيسر، فلعب خلف المهاجم وعلى الجناح الأيمن والأيسر، وحتى في بعض الأحيان كمهاجم صريح ووحيد، والنتيجة تسجيله حتى الآن 21 هدفاً في كل المسابقات، والمدهش أسلوب الأهداف التي يسجلها، والتي يشبهها البعض بأهداف نجم ريال مدريد كريستيانو رونالدو، خصوصاً الركلات الحرة المباشرة، والتي يقضي بيل ساعات طويلة يومياً للتدرب عليها. والمتابع للنجم الويلزي يدرك أنه من كبار مشجعي ومحبي النجم البرتغالي، حتى أنه يتغزل بأهدافه على موقعه الاجتماعي تويتر كلما سجل كريستيانو للريال، وأيضاً بدأت بنيته الجسدية تأخذ شكلاً مشابهاً لرونالدو، حتى أسلوب لعبه وأهدافه، وكأن بيل يشاهد مئات الساعات مما يفعله رونالدو مع الريال ويطبقها، ليس فقط في التدريبات بل في المباريات أيضاً، ولهذا السبب يتمنى بيل أن ينتقل إلى الريال، لكن العقبة هي رئيس توتنهام دانيل ليفي الذي لن يفرط بالنجم الصاعد، الذي قد يصبح أيقونة عالمية في القريب العاجل، وهو يدرك أن ضمان تأهل توتنهام إلى مسابقة دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل، كفيل بإبقاء بيل مع الفريق. ومع دخول باريس سان جرمان بقوة على خط المهتمين بضم بيل، وتصريح المقربين من النادي الفرنسي، بأنه سيفعل كل ما في وسعه لضم النجم الويلزي، وأيضاً مع إبداء برشلونة اهتماماً بتصريح مدافعه جيرارد بيكيه الذي تمنى رؤية بيل زميلاً له في النادي الكاتالوني، فإن الصحافة الإنكليزية شنّت حملة وطنية لإبقاء بيل في الدوري الإنكليزي، إذ اعتبرت الديلي ميل أن «من الصعب جداً الاستمرار بالافتخار بأننا الدوري الأقوى والأفضل في العالم، ويرحل أبرز نجومنا إلى البطولات الأخرى... من الواضح جداً أن بيل هو نجم المستقبل، وسيزاحم رونالدو وميسي على الجوائز العالمية، فمن الضروري جداً أن يظل في البريميرليغ، حتى لو رحل من توتنهام فإن انتقاله يكون إلى نادٍ إنكليزي آخر». واستدرك توتنهام الأمر، وأدرك أن الإغراءات المادية ستكون صعبة الرفض، خصوصاً مع إعلان بيل عشقه للريال، والقدرة المالية الرهيبة التي يملكها باريس سان جرمان، فعرض ليفي على بيل عقداً جديداً بقيمة 40 مليون جنيه مدة خمس سنوات، علماً أن بيل كان على وشك الرحيل قبل أربعة أعوام، عندما احتار المدرب حينها هاري ريدناب بأمره، فتوتنهام استثمر 5 ملايين جنيه بشرائه من ساوثهامبتون وهو في ال18 من عمره، على أن يكون المدافع الأيسر المستقبلي، لكنه أخفق في هذا المركز مرات عدة، كونه ببساطة لا يجيد الدفاع، فعرض عليه بيرمنغهام الذي كان يلعب في الدرجة الأولى حينها إعارته، إذ اتصل مدرب الأخير حينها أليكس مكليش بريدناب، لكن الأخير قال: «لا مانع لدي، لكن هناك إصابات كثيرة في الفريق، وفور حلول الأزمة سنتخلص منه»، لكن ريدناب اضطر إلى إشراكه على الجناح الأيسر بسبب الإصابات، ومنذ ذلك الوقت لم ينظر بيل خلفه.