دعا الاتحاد الأوروبي الفلسطينيين وإسرائيل الخميس إلى «التهدئة» في وقت منع فيه المصلون من دخول الحرم القدس، وحض الأردن دول العالم على الضغط على إسرائيل لفك «الحصار الإرهابي» عن الأقصى، فيما باركت حركتا «الجهاد الإسلامي» و»حماس» محاولة اغتيال الحاخام اليهودي اليميني المتطرف يهود غليك، على يد الشاب معتز حجازي. وقالت المتحدثة باسم الديبلوماسية الأوروبية مايا كوسيانسيتش إن الاتحاد الأوروبي «قلق للغاية مما يحدث على الأرض حالياً ويدين كل أعمال العنف (...) ويواصل تشجيع جميع الأطراف على القيام بكل ما يلزم لتخفيف التوتر». وأضافت إن «التهدئة ضرورية للعودة إلى المفاوضات»، الوسيلة الوحيدة بحسب الاتحاد الأوروبي «لحل جميع المشاكل العالقة» من أجل التوصل إلى «حل قائم على أساس الدولتين». وأعلنت الشرطة الإسرائيلية إغلاق المسجد الأقصى ومنع المسلمين من الدخول إليه لكن الرئاسة الفلسطينية اعتبرت القرار «بمثابة إعلان حرب» على الشعب الفلسطيني. واستنكر وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية هايل داود قيام إسرائيل ب»إغلاق أبواب المسجد الأقصى المبارك ومنع المصلين من الدخول إليه»، وحض «دول العالم المحبة للسلام (...) على مساعدة الأردن للضغط على سلطات الاحتلال لفك الحصار الإرهابي المفروض على المسجد الأقصى المبارك». واعتبر أن «هذا الإجراء يعتبر تصعيداً خطيراً من قبل سلطات الاحتلال وإرهاب دولة لا يمكن قبوله أو السكوت عليه». إلى ذلك، باركت حركتا «الجهاد الإسلامي» و»حماس» و»كتائب القسام» الذراع العسكرية للحركة محاولة اغتيال المستوطن اليهودي اليميني المتطرف يهود غليك، على يد الشاب معتز حجازي. ونعت «الجهاد» شهيدها حجازي، الذي اتهمته إسرائيل بالمسؤولية عن محاولة قتل الحاخام المتطرف. وقالت الحركة في بيان إن استشهاد الأسير المحرر حجازي «جاء بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية»، وإن محاولته قتل غليك «أتت استجابة وأداء للواجب المقدس في الدفاع عن المسجد الأقصى والذود عنه». وأضافت: «إن كل سياسات القمع والإرهاب التي تمارسها سلطات الاحتلال ضد أهلنا وشعبنا لن تثنينا عن مواصلة طريق المقاومة والجهاد وملاحقة كل مجرمي الحرب الصهاينة والمتطرفين الحاقدين الذين يخططون لهدم الأقصى وبناء الهيكل المزعوم». ووصف الناطق باسم «حماس» فوزي برهوم في تصريح صحافي محاولة قتل غليك بالعملية «البطولية والشجاعة، ورد فعل طبيعي نتيجة الجرائم والانتهاكات والاقتحامات الإسرائيلية المتواصلة للأقصى والمقدسات الفلسطينية والاعتداء على المصلين وتهجير المقدسيين». وطالب برهوم أهالي القدس وكل الفلسطينيين «بمزيد من هذه المحاولات والتصدي لجنود الاحتلال والمستوطنين دفاعاً عن الأقصى وحقوق شعبنا مهما بلغت التضحيات». ووصفت الحركة اغتيال حجازي ب»الجريمة النكراء تهدف إلى تصفية عناوين ورموز المقاومة الفلسطينية والحركة الأسيرة». كما باركت كتائب القسام محاولة اغتيال غليك. وقال الناطق باسم كتائب القسام «أبو عبيدة» في تغريدة على «تويتر» إن «القدس كانت شرارة العصف المأكول وستكون شرارة معركة التحرير، وستبقى عنوان القتال وقبلة المقاومة حتى تحريرها من دنس آخر صهيوني مغتصب». الى ذلك، طالبت منظمة التعاون الإسلامي مجلس الأمن بالتحرّك فوراً، لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة. ودان الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي إياد بن أمين مدني، إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي المسجد الأقصى، معتبراً هذه الخطوة سابقةً خطيرة واستفزازاً مباشراً لمشاعر الأمة الإسلامية، وتجسيداً للاعتداءات المتكررة على حقوقها الدينية في المسجد الأقصى، وخرقاً للمواثيق الدولية واتفاقات جنيف ومبادئ القانون الدولي. وحمّل مدني سلطات الاحتلال، المسؤولية الكاملة عن تداعيات مثل هذه الإجراءات المرفوضة والمدانة، محذراً في الوقت نفسه من أنّ تصاعد وتيرة مثل هذه الممارسات العنصرية من شأنه أن يفجر الأوضاع في المنطقة. وطالب الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، مجلس الأمن بالتحرّك فوراً لردع الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد المقدّسات الإسلامية والمسيحية في القدسالمحتلة، ووقف انتهاكات سلطات الاحتلال العنصرية وجرائمها بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته. كما ندد الأزهر في بيان بقرار إسرائيل إغلاق المسجد الأقصى معتبراً أن «هذه السابقة الأولى منذ احتلال القدس في عام 1967، خطوة عدائية تستهدف السيطرة عليه» و «عملاً همجياً يكرس الصراع الديني». ودعا الأزهر العالم الإسلامي والمجتمع الدولي إلى «التدخل الفوري لوقف هذا العمل الهمجي الذي يكرس للصراع الديني».