استفزت إسرائيل أمس الخميس مشاعر الأمتين العربية والإسلامية بعد تعديها الخطوط الحمراء بانتهاكها حرمة المسجد الأقصى المبارك بإغلاقه لساعات أمام جميع المصلين المسلمين والزائرين قبل أن تعيد فتحه في وقت لاحق من مساء أمس. وأغلقت سلطات الاحتلال المسجد الأقصى في خطوة نادرة للغاية لمنع احتكاكات بين المسلمين واليهود بعد أن حث نشطاء اسرائيليون من أقصى اليمين أنصارهم على التوجه بأعداد كبيرة الى الموقع في أعقاب اطلاق النار التي استهدفت احد المتطرفين اليهود الناشط في مجال استهداف الاقصى. وأعلنت قوات الاحتلال الاسرائيلية صباح أمس الخميس عن قتلها للأسير الفلسطيني المحرر معتز إبراهيم حجازي(32 عاما) منفذ عملية استهداف ومحاولة اغتيال الحاخام الاسرائيلي الكبير المتطرف (يهودا غليك)بالقدسالمحتلة. وقررت اسرائيل في وقت لاحق اعادة فتح المسجد الاقصى مع منع الرجال الذين تقل اعمارهم عن خمسين عاماً من دخوله بحسب ما أعلنت الشرطة. ووصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس قرار إغلاق المسجد الأقصى بأنه إعلان حرب مؤكداً أن المقدسات خط أحمر، واعتبر عباس أن قرار اسرائيل إغلاق المسجد الاقصى المبارك لأول مرة يعتبر تحدياً سافراً وتصرفاً خطيراً الأمر الذي سيؤدي إلى مزيد من التوتر وعدم الاستقرار وخلق أجواء سلبية وخطيرة. كما وصف خطيب المسجد الأقصى النائب الأول لرئيس الهيئة الإسلامية العليا الشيخ الدكتور يوسف جمعة سلامة إغلاق سلطات الاحتلال الإسرائيلي للمسجد الأقصى أمس بالجريمة الكبرى وعدوان خطير على أولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث الحرمين الشريفين ومحاولة من سلطات الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ مخططاتها الإجرامية بحق المسجد الأقصى المبارك لتقسيمه زمانيًا ومكانيًا. وحذر سلامة في تصريح صحفي من أن هذه الخطوات ستدفع بإتجاه حرب دينية محملاً سلطات الاحتلال العواقب الوخيمة المترتبة على ذلك. بدورها طالبت الولاياتالمتحدة أمس بان يسمح لجميع المصلين المسلمين بدخول المسجد الاقصى ودعت جميع الاطراف الى التحلي بضبط النفس مع تصاعد التوتر بحسب جنيفر بساكي المتحدثة باسم الخارجية الامريكية. على صعيد آخر فاجأت السويد اسرائيل أمس الخميس وأعلنت اعترافها رسمياً بدولة فلسطين لتصبح أول دولة أوروبية كبرى تتخذ هذه الخطوة الأمر الذي أغضب إسرائيل واستدعت بموجبه سفيرها من ستوكهولم للتشاور، في حين رحب عباس بقرار السويد. وكتبت وزيرة الخارجية السويدية مارجوت فالستروم في صحيفة داجينس نيهيتر اعتراف اليوم اسهام في مستقبل أفضل لمنطقة اتسمت طويلا جداً بتجمد المفاوضات والدمار وخيبة الأمل). وأضافت (سيقول البعض إن هذا القرار جاء مبكراً جداً..وقالت (لكن يؤسفني أن أقول: إنه جاء متأخرا جداً)..نحن الآن مستعدون لأخذ زمام المبادرة نأمل أن ينير ذلك الطريق للآخرين). وأضافت أنه برغم حقيقة أن السلطات الفلسطينية لا تملك السيطرة الكاملة على الأرض فضلاً عن عدم وجود حدود ثابتة للبلاد حققت فلسطين المعايير المطلوبة في القانون الدولي للاعتراف بالدولة. وقالت (ستعمل الحكومة الآن مع دول أوروبية أخرى وكذلك الولاياتالمتحدة ومنظمات إقليمية ودولية أخرى من أجل تأييد إجراء مفاوضات جديدة للتوصل إلى اتفاق نهائي). بدوره رحب عباس أمس بقرار دولة السويد التاريخي الاعتراف بدولة فلسطين دولة مستقلة. وقال الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة: إن هذا القرار ينسجم مع القانون الدولي خاصة بعد اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين عضواً مراقباً في الأممالمتحدة في العام 2012. أما إسرائيل فقد بادرت باستدعاء سفيرها من استكهولم للتشاور. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاسرائيلية ايمانويل نحشون إن (هذا الامر يثير فعلاً استياءنا وانزعاجنا حيال قرار لا طائل منه لا يساهم في إمكان العودة الى المفاوضات) على حد قولها.