قال رئيس «الائتلاف الوطني السوري» أحمد الجربا ان المعارضة السورية لن تذهب الى أي مفاوضات ما لم تستعد قوتها والتوازن مع قوات النظام على الارض، في وقت شن الجيش النظامي بعد يومين من استعادته حي الخالدية في حمص هجوماً جديداً لاستعادة بلدة خان العسل من المعارضة، وقال مسؤول سوري كبير ان مدينة حلب في مقدمة اولويات القيادة السورية. وفي موسكو، أعلن الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التقى أمس رئيس الاستخبارات السعودية الامير بندر بن سلطان، وناقش معه مجموعة واسعة من المسائل التي تتعلق بالعلاقات السعودية - الروسية اضافة الى الوضع في شمال افريقيا والشرق الاوسط. وقالت مصادر روسية ان المحادثات تناولت التطورات في سورية. وقال الجربا في مقابلة بثتها «وكالة الانباء القطرية» الرسمية امس «الآن نحن لن نذهب إلى أي مفاوضات إلا عندما يكون الجيش الحر وقوى الثورة قوية على الأرض ومتماسكة كما كانت قبل ثمانية أشهر». واضاف: «إن من المسلمات في أي تسوية سياسية مقبلة هي عدم وجود (الرئيس السوري) بشار (الاسد) وأي من زمرته في المرحلة السياسية المقبلة، بل إن من المفروض أن يعاقب هذا الرجل على ما ارتكبه من جرائم، حيث إن في رقبته أكثر من 200 ألف قتيل وهو المسؤول الأول عن قتلهم، وبالتالي لا يمكن أبداً أن نقبل به في السلطة خلال المرحلة المقبلة ولا يوجد أي سوري يقبل بهذا». واستدرك انه «رغم ذلك يجب في النهاية أن يكون هناك حل سياسي للأزمة السورية، حتى لو كانت هناك حرب وثورة على الأرض، ولكن هذا الحل يتضمن بشكل أساسي رحيل بشار الأسد وهذه الطغمة الفاسدة». وأكد الجربا أن الائتلاف «مع الحل السياسي إذا كان هذا الحل يخدم أهداف الثورة والشعب السوري، أما غير هذا فنحن لا نقبله»، مشيراً إلى أن «المطروح الآن موضوع جنيف، وهو بالمناسبة ليس كتاباً مقدساً وليس مثالاً يحتذى، ولكن إذا كان يخدم أهداف الثورة وفي النهاية يرحل بشار الأسد، فنحن من ناحية مبدئية لسنا ضد الفكرة، لكن الظروف هذه تفرض علينا ألا نذهب إلى جنيف إلا عندما يكون الوضع الميداني على الأرض لصالح الثوار». وأوضح أن «الجيش الحر بدأ حالياً في إعادة قوته وتمركزه لأنه في المرحلة الماضية كان هناك تراجع وهذا ليس خفياً على أحد، وهذا التراجع حدث بسبب دخول قوات من الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» في الحرب على الأرض السورية داعمين لبشار الأسد، إضافة إلى أن التسليح كان ضعيفاً». وحول ردود الفعل العربية والدولية على مشاركة قوات من «حزب الله» و «الحرس الثوري» الإيراني في القتال، قال الجربا: «بالتأكيد نحن لسنا راضين عن رد الفعل العربي والإقليمي والدولي، بل نعتبر أنه لم يكن هناك رد فعل أصلاً، ف «حزب الله» موضوع على قائمة الإرهاب منذ سنوات ودخل في حرب على أرض غير أرضه وأصبح يقتل المواطنين والمدنيين، وبالفعل هناك الكثير من المواطنين السوريين قتلوا بسلاح «حزب الله»، ولم نشعر أن هناك رد فعل قوياً في هذا الاتجاه، بل أشعر أن هناك مؤامرة على الشعب السوري، فحتى قرار من الأممالمتحدة لم يصدر او من مجلس الأمن وهذا أمر غير معقول». على الصعيد الميداني، قال «المرصد السوري لحقوق الانسان» ان اشتباكات عنيفة تدور بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة «عند اطراف خان العسل في محاولة من القوات النظامية لاعادة السيطرة على البلدة». وكانت المعارضة سيطرت على البلدة في 22 تموز (يوليو) بعد معارك عنيفة استغرقت اياماً، وفقدت القوات النظامية فيها 150 عنصراً على الاقل. ونقلت صحيفة «الوطن» السورية شبه الرسمية عن مسؤول سوري كبير قوله ان «حلب كانت ولا تزال على الدوام في مقدمة أجندة وأولويات القيادة السياسية والعسكرية السورية». واكد ان المدينة «ليست لقمة سائغة»، مشيراً الى قدوم تعزيزات عسكرية «ستحسن شروط القتال بكل ما لهذه الكلمة من معنى». وفي دمشق، دارت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية عند اطراف حي برزة الذي تعرض مع حي جوبر لقصف الجيش النظامي. وقتل ستة موظفين في مركز أبحاث علمية في سقوط قذيفة هاون على حافلة كانت تقلهم. واصيب 19 آخرون بجروح. وحملت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) المسؤولية عن الحادث الى «ارهابيين». وفي شمال غربي سورية، افاد «المرصد السوري» عن مقتل تسعة اشخاص بينهم خمسة اطفال وسيدتان «جراء القصف بالبراميل المتفجرة على قرية البارة» في منطقة جبل الزاوية بمحافظة إدلب ليل الثلثاء. وقتل مسؤولان محليان كانا يعملان على المصالحة في ريف دمشق، برصاص مسلحين في مدينة الزبداني شمال غربي العاصمة. وذكرت «سانا» ان «مجموعة ارهابية مسلحة اغتالت كلاً من رئيس بلدية الزبداني ماجد تيناوي وعضو لجنة المصالحة الوطنية بريف دمشق غسان الحاج حمود مساء الثلثاء في مدينة الزبداني». ونقلت عن مصدر في الشرطة قوله ان «ارهابيين اطلقوا النار على تيناوي وحمود بعد خروجهما من اجتماع عقد بخصوص المصالحة الوطنية في المنطقة، ما أدى الى استشهادهما على الفور». وفي حين استمرت الاشتباكات بين المقاتلين الاكراد والاسلاميين في محافظة الحسكة، خطف مقاتلون جهاديون مرتبطون بتنظيم «القاعدة» نحو 200 مدني من بلدتين كرديتين في ريف حلب، بعد سيطرتهم على واحدة ومحاصرتهم الاخرى اثر اشتباكات مستمرة منذ ايام مع مقاتلين اكراد. وقال «المرصد» ان «مقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام سيطروا على بلدة تل عرن في ريف حلب فيما لا تزال قرية تل حاصل محاصرة من قبلهم، وخطفوا ما يقارب 200 مواطن من أهالي البلدتين».