أكدت القيادة العامة للجيش السوري الحر مقتل اللواء علي درغام قائد العمليات العسكرية لقوات بشار الأسد في الريف الغربي، وإصابة نعيم قاسم نائب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله خلال الهجوم الذي استهدف موكبا لحزب الله قبل أيام في معبر جديدة يابوس الحدودي في البقاع اللبناني. وقال أبو ماهر قائد كتيبة "رجال الحق" في الجيش السوري الحر إن العملية أدّت إلى إصابة قاسم بشكل بالغ. ولم تعد أوساط حزب الله تخفي تدخلها العلني في الأزمة السورية والقتال إلى جانب قوات الأسد وشبيحته. فحديث الحزب الرسمي بادعائه الدفاع عن اللبنانيين الموجودين في القرى الحدودية السورية-اللبنانية تؤكده أوساط شعبية في الجنوب والبقاع والضاحية من عائلات مقاتلي الحزب الذين يقولون إن أبناءهم موجودون في مقام السيدة زينب في دمشق، إلى جانب مقاتلين الحرس الثوري الإيراني وآخرين من العراق، للدفاع عنه وصد هجمات متوقعة كما يشاع لمجموعات "جبهة النصرة" التي تريد تدميره. وتقول أوساط حزب الله إن أمهات المقاتلين واجهن مسؤولي حزب الله بقولهن "كنا نعرف أن أولادنا يقتلون في جنوب لبنان دفاعا عنه، ولكن ماذا يفعلون في سورية؟ ولماذا عليهم أن يموتوا هناك؟"، وذكر شهود أن أحد مسؤولي حزب الله "انسحب من حفل تشييع أحد عناصر الحزب عندما واجهته إحدى الأمهات ولم يرد عليها، مما يوحي بأن هناك خلافا ما قد ظهر وأن كوادر الحزب غير قادرين على تبرير تدخلهم في الأزمة السورية وهم محشورون أمام تزايد نسبة الرافضين من داخل الحزب للتورط في سورية". في غضون ذلك جرت معارك عنيفة أمس في عدد من المدن والبلدات قرب دمشق بين الثوار والقوات النظامية التي تحاول فرض سيطرتها الكاملة على محيط العاصمة. وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان عن "اشتباكات بين القوات النظامية ومقاتلين من الكتائب المقاتلة في مدينة داريا التي تتعرض بعض المناطق فيها للقصف من قبل القوات النظامية". من جهتها، أشارت لجان التنسيق المحلية إلى أن "قصفا مدفعيا وصاروخيا استهدف داريا وبشكل مركز على الجزء الغربي" من المدينة التي تحاول القوات النظامية منذ مدة فرض سيطرتها الكاملة عليها، وتستقدم لهذه الغاية تعزيزات بشكل شبه يومي. وتحدث المرصد السوري عن اشتباكات مستمرة منذ منتصف ليل أول من أمس في مدينة الزبداني وعلى "أطراف مدينة زملكا من جهة المتحلق الجنوبي"، وهو طريق سريع يفصل بين دمشق وريفها من جهة الشرق والجنوب. وتشن القوات النظامية منذ فترة حملة عسكرية واسعة في ريف دمشق للسيطرة على معاقل للثوار يتخذونها قواعد لهجماتهم تجاه العاصمة. وفي محافظة حلب قتل ستة أشخاص خلال اشتباكات مع القوات النظامية في محيط مدرسة الشرطة في بلدة خان العسل في ريف حلب. وأدت أعمال العنف أول من أمس إلى مقتل 134 شخصا.