أعلنت جماعة «الإخوان المسلمين» أمس أنها مصرة على الاستمرار في اعتصام أنصارها في الميادين لحين عودة الرئيس المعزول محمد مرسي، ما يظهر فشل الوفود الدولية في إثناء الجماعة عن التصعيد. وكان مؤيدو مرسي تحدوا تحذيرات الجيش وخرجوا بمسيرات مساء أول من أمس من ميدان رابعة العدوية حتى وصلوا إلى مقر الاستخبارات الحربية القريب من مقر الاعتصام، كما تحركوا في مسيرات أخرى نحو مقر جهاز الأمن الوطني. وأفيد بأن الجماعة تستعد لحشد أنصارها في الميادين يوم الجمعة المقبل وأنهم سينظمون مسيرات تخرج من مقري الاعتصام في رابعة العدوية بمدينة نصر والنهضة بالجيزة، إضافة إلى محافظات في مقدمها الإسكندرية، صوب مقرات أمنية وعسكرية. وزاد المعتصمون احتجاجاً على عزل الرئيس مرسي من تحصينات الميدان، وسط ترقب لتحرك أمني وشيك لفض الاعتصامات، فارتفعت الأسوار التي أقامها المعتصمون باستخدام أكياس الرمال والحجارة، إضافة إلى قطع الأخشاب والحديد، كما زاد القائمون على عملية تفتيش الوافدين إلى مقر الاعتصام من إجراءاتهم الاحترازية. وخلال مسيرات مساء أول من أمس رفع انصار مرسي النعوش الرمزية، احتجاجاً على سقوط عشرات الجرحى خلال مواجهات وقعت فجر السبت الماضي في محيط «النصب التذكاري»، كما وضعوا صوراً لبعض القتلى على النعوش، ورفعوا صوراً للرئيس المعزول، ورددوا هتافات تدعو لعودته الى منصبه. وكان الناطق باسم الجيش العقيد أحمد محمد علي حذر في بيان رسمي من التوجه في مسيرات إلى المنشآت العسكرية خصوصاً إدارة الاستخبارات الحربية كونها منشآت مؤمنة ولها أهمية حيوية، مما قد يعرض من يقترب منها أو يحاول الاحتكاك بعناصر القوات المسلحة القائمين بتأمينها للخطر طبقاً لقواعد القانون. واستمعت النيابة العامة المصرية إلى أقوال اثنين من مساعدي وزير الداخلية حول أحداث العنف والمصادمات الدامية التي جرت بطريق النصر بمدينة نصر أخيراً، وطبيعة تسليح قوات الأمن أثناء المواجهات التي دارت بين معتصمي رابعة العدوية وأعضاء جماعة «الإخوان المسلمين» من جهة، وبين قوات الأمن وأهالي المناطق المجاورة من جهة أخرى. وأكد اللواءان أسامة الصغير مساعد الوزير مدير أمن القاهرة وأشرف عبد الله مساعد الوزير رئيس قطاع الأمن المركزي في أقوالهما أمام النيابة أن قوات الشرطة والأمن المركزي استخدمت قنابل الغاز فقط في التصدي للمتجمهرين من معتصمي رابعة العدوية أثناء محاولتهم التقدم وقطع طريق النصر وكوبري أكتوبر، وشددا على أن القوات لم يكن بحوزتها مطلقاً أسلحة نارية أو خرطوش لاستخدامها في التصدي للمتظاهرين. وأوضح الضابطان إنه بعد ورود المعلومات إلى أجهزة الأمن بأن المعتصمين برابعة العدوية بصدد التوجه وقطع طريق النصر وكوبري أكتوبر من طريق نزوله تم تحريك القوات حتى كوبري أكتوبر لمنع المتجمهرين من التقدم واعتلاء الكوبري. وأضافا أن المتجمهرين من معتصمي رابعة بادروا بالهجوم على القوات باستخدام قنابل المولوتوف والأحجار بكميات كبيرة، ثم تطور الأمر إلى استخدام المتظاهرين أسلحة نارية وخرطوش ضد ضباط وأفراد الشرطة الذين تصدوا لهم باستخدام قنابل الغاز المسيل للدموع فقط، وأنه لم تكن بحوزة القوات أسلحة نارية من أي نوع، والتي يحظر استعمالها ضد تجمعات المتظاهرين وفقاً للتعليمات. وذكر الضابطان أن سكان وأهالي منطقة منشية ناصر وامتداد رمسيس استفزتهم صور الاعتداءات التي يقوم بها معتصمو رابعة العدوية ضد قوات الشرطة وإصرارهم على التقدم لقطع الطريق وكوبري أكتوبر، فخرجوا لمناصرة قوات الأمن ومعاونتهم في رد الاعتداءات. ولفت الضابطان الى ان بعض هؤلاء الأهالي والمواطنين كان بحوزته بالفعل أسلحة نارية وخرطوش، فتبادلوا إطلاق النيران مع معتصي رابعة العدوية أثناء اعتدائهم على قوات الأمن وإصرارهم على اعتلاء طريق الكوبري وإيقاف حركة السير به. وأضاف الضابطان أن قوات الأمن تدخلت بصورة مكثفة على مدى ساعات لفض الاشتباك الناري والفصل بين الجانبين ومنع إطلاق النيران من الجهتين من طريق إطلاق قنابل الغاز بين الجانبين، وأشارا إلى أن الإصابات النارية التي وقعت جراء هذه الاشتباكات طاولت ضباط وأفراد الشرطة والأمن المركزي، فضلاً عن المتظاهرين وأهالي وسكان المناطق المجاورة. وفي سيناء، أفادت مصادر أمنية وشهود عيان أن مدن العريش ورفح والشيخ زويد (شمال سيناء) تشهد استنفاراً امنياً على جميع مداخل ومخارج تلك المدن وعلى القوارب التي يستخدمها الأفراد أو السيارات للتنقل بين جانبي الممر المائي لقناه السويس للتحقق من شخصية جميع القادمين والمغادرين لتلك المدن وتوقيف العناصر المشتبه فيها والعناصر المطلوبة على خلفية أعمال مسلحة، كما تم إغلاق كوبري السلام فوق قناة السويس في إجراء احترازي خشيه استهداف مسلحين البواخر العابرة لقناة السويس. وذكرت المصادر أن تلك الإجراءات تهدف الى ملاحقة العناصر المسلحة التي استهدفت عدداً من الحواجز الأمنية خلال الفترة الماضية ما أسفر عن مصرع وإصابة عدد من ضباط وجنود الشرطة والجيش خلال الايام الماضية، ولفتت الى ان القوات الموجودة في سيناء على أتم الجاهزية للبدء في أية أعمال تكلف بها للقضاء على البؤر المسلحة في شمال سيناء. وتقوم المروحيات بالتحليق في أجواء مدن العريش ورفح والشيخ زويد لتحديد ورصد المسارات التي يسلكها المسلحون وتتبعهم كأحد مراحل خطة مواجهتهم خصوصاً في المناطق الجبلية أو الزراعية. وأصيب ليلة أمس أربعة جنود شرطة من قوة معسكر شمال للأمن المركزي بمنطقه الأحراش برفح في هجوم شنه مسلحون استخدموا فيه العديد من أنواع الأسلحة من مختلف الاتجاهات، لقي احدهم مصرعه في وقت لاحق متأثراً بجروحه نتيجة إصابة بالرأس فيما تم اسعاف الآخرين وغادروا المستشفى. كما شهدت ليلة أول من أمس مقتل جنديين برصاص مسلحين احدهما أمام قسم شرطة ثالث العريش والثاني أمام مقر الحماية المدنية في قلب مدينه العريش، كما أصيب جندي شرطة آخر بطلق ناري في الكتف خلال وجوده أمام قسم شرطة الشيخ زويد.