أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان أنجيلينا أيخهورست أنها لا تخشى وقوع عمليات تستهدف القوات الدولية «يونيفيل» العاملة في جنوب الليطاني لتطبيق القرار الرقم 1701 بالتعاون مع الجيش اللبناني. ورأت أن «من المهم مواصلة كل الدعم للرئيس المكلف تشكيل الحكومة تمام سلام لتأليف حكومة جامعة تجسد تطلعات اللبنانيين وتضم كل الأحزاب السياسية، وهذا رهن التشكيلة الوزارية التي سيطرحها». وقالت إن لا فيتو أوروبياً على أي مكون سياسي لبناني، وذلك في إشارة واضحة الى أن لا تداعيات سياسية لقرار الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري ل «حزب الله» على لائحة الإرهاب على المشاورات الجارية لتشكيل الحكومة. مواقف أيخهورست هذه أطلقتها في إطار مواصلتها جولاتها المكوكية على القيادات السياسية لشرح الأسباب التي أملت على الاتحاد الأوروبي إدراج الجناح العسكري للحزب على لائحة الإرهاب، والتي كان لافتاً فيها اجتماعها على التوالي مع مسؤول العلاقات الدولية في الحزب النائب السابق عمار الموسوي ومع عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» (حزب الله) الوزير محمد فنيش. ومع أن مصادر مواكبة لتحرك أيخهورست في اتجاه قيادات في «حزب الله» حرصت على التعامل مع تحركها بأنه يأتي في أعقاب تمرير الاتحاد الأوروبي قراره في محاولة للتخفيف من وطأة تداعياته السياسية على المشاورات الجارية لتأليف الحكومة، فإنها توقفت أمام الأجواء التي سادت اجتماعها مع الموسوي، واعتبرت أن ما صدر عن الأخير يتجاوز في حدته ونبرته العالية الموقف الذي عبر عنه الأمين العام ل «حزب الله» السيد حسن نصرالله. وكان الموسوي دعا الاتحاد الأوروبي الى العودة عن قراره. وخاطب أيخهورست بقوله: «إذا كان المقصود التأثير على مواقف الحزب وسياساته فهذا لم يحصل سابقاً ولن يحصل اليوم ولا في المستقبل». ولفت الموسوي الى أن أيخهورست أبدت حرصها على استمرار التعاون مع الحزب، وقال إن الأوروبيين «لا يريديون الوصول الى لحظة تكون فيها خطوط الاتصالات مقطوعة معنا»، لكنه في الوقت نفسه استخف بمفاعيل القرار لجهة الفصل بين الجناح العسكري والآخر السياسي، واعتبر «أن هذا التصنيف يخصهم وربما اخترعه بعضهم لأنه يلبي حسابات تخصه وإلا فالجميع يعرف أن حزب الله جسد واحد وله قيادة موحدة فالعسكري فيه والسياسي موحد، وعلى كل حال فإن القرار لن يمر». وعلقت مصادر قيادية في قوى 14 آذار على موقف نصرالله من أن لا حكومة بلا «حزب الله» من جهة وعلى تأكيد الموسوي أن في الحزب جناحاً واحداً موحداً، وقالت ل «الحياة» إن «الحزب يمضي في وضع العراقيل أمام سلام ويصر على تكبيل يديه لشل قدرته على تشكيل حكومة من غير الحزبيين ولا نظن أن مثل هذه المواقف قابلة للصرف، خصوصاً أن لا نية للرضوخ لشروطه وإملاءاته التي يستحضرها من حين لآخر ليؤكد ما كنا قلناه سابقاً بأنه يدفع في اتجاه تمديد الفراغ في السلطة التنفيذية». أما في شأن تأكيد أيخهورست استبعاد حصول أي استهداف ل «يونيفيل» في جنوب لبنان، فأكدت مصادر ديبلوماسية أوروبية ل «الحياة» أن إطاحة دور القوات الدولية في جنوب الليطاني يعني تعريض لبنان الى الخطر لأن ساحته تصبح مكشوفة، ويمكن لإسرائيل استخدام الهجوم على هذه القوات ذريعة للقيام باعتداءات ضد الجنوب في ظل غياب المرجعية الدولية المتمثلة بالأممالمتحدة لتطبيق القرار 1701. واعتبرت المصادر أن ارتياح الاتحاد الأوروبي الى عدم استهداف «يونيفيل» في شكل يؤدي الى إعادة خلط الاوراق ينطلق من تطمينات توافرت أخيراً للأمم المتحدة من ناحية ومن تقديرات بأن الحزب ليس في وارد توفير الغطاء للتحرشات التي يمكن أن تستهدف وحدات القوات الدولية. وقالت إن لا مصلحة ل «حزب الله» في إعطاء «الضوء الأخضر» لقلب الطاولة جنوب الليطاني لأن تراجع «يونيفيل» يفتح الباب أمام شتى الاحتمالات. ورأت أن الأممالمتحدة حصلت على تطمينات بعدم حصول ما يعيق دور القوات الدولية وهذا ما يدعوها الى الارتياح، إضافة الى أن تعريض الأخيرة للخطر يوفر ذريعة للمجتمع الدولي بأن لا تمييز بين جناح عسكري وآخر سياسي وهذا ما يدفع بالحزب الى عدم السماح بالفلتان الأمني خوفاً من لجوء قوى متضررة الى الإفادة منه بغية تعميم الفوضى بدءاً من الجنوب.