تحتفل «مؤسسة محمود كحيل» اليوم بإصدار كتاب «هكذا رسم كحيل»، إحياء لذكرى رسّام الكاريكاتور السياسي البارز عربياً وعالمياً، واحتفالاً بأعماله التي أنتجها خلال مسيرته طوال 5 عقود، بين 1956 و2003. الاحتفال الذي تستقبله «فيللا عوده» في الأشرفية - بيروت، بمبادرة من «مؤسسة معتز ورادا الصواف للكوميكس العربي» التي تحتضنها الجامعة الأميركية في بيروت، سيُعلن خلاله إنشاء جائزة سنوية باسم الفنان الراحل، على نطاق العالم العربي. وسيلقي رئيس الجامعة الأميركية الدكتور بيتر دورمان كلمة يقدّم فيها الجائزة ودور الجامعة في احتضانها. وتدعو المبادرة فناني الغرافيك في العالم العربي إلى المشاركة من خلال تقديم أعمالهم عن الفئات الآتية: الكاريكاتور السياسي والقصص المصوّرة والشرائط المصوّرة والرسوم الغرافيكية ورسوم قصص الأطفال. ويحصل الفائز المتميّز في كل فئة على «جائزة محمود كحيل»، إضافة إلى مكافأة مالية. وتتألف لجنة التحكيم من محترفين بارزين في المجال الأكاديمي ومجالات الصحافة والفن الغرافيكي، في العالم العربي، فضلاً عن ضيوف مرموقين من بين المشاركين في برامج عالمية للجوائز الفنية. ويضم كتاب «هكذا رسم كحيل» مجموعة مختارة من أعماله، صدرت بين 1980 و2000، ويقّدم نبذة عن حياة الفنان والمهني المحترف بأقلام زملاء له عايشوه، باللغتين العربية والإنكليزية. يذكر أن كحيل من أبرز فناني الكاريكاتور السياسي في العالم العربي. ولد في 13 تموز (يوليو) 1936 في مدينة الأسكلة أو الميناء في طرابلس شمال لبنان. تلقى علومه الابتدائية والثانوية في المدرسة الإنجيلية للبنات والبنين، ودرس في الجامعة الأميركية في بيروت. وفي بيروت، انطلق إلى سوق العمل مصمماً فنياً لدى صحف ومجلات عدة تصدر بالعربية والإنكليزية. ثم صقل مَلَكَته في الكاريكاتور السياسي، وطوّر أسلوباً خاصاً في التعبير بخطوط صامتة لم يدعمه بنص. وظهرت أعماله في مطبوعات كثيرة، لبنانية وعربية وعالمية. واحتفظ بعدد منها زعماء عرب وغربيون. استقر كحيل أخيراً في لندن، حيث شارك في تأسيس صحيفة «الشرق الأوسط» وكان رسامها الكاريكاتوري، كما أنجز اخراج الجريدة في إطلالتها الأولى ثم في عمليات التطوير المتوالية، إضافة الى تصميمه إخراج «المجلة» و»سيدتي». توفي محمود كحيل في 11 شباط (فبراير) 2003، تاركاً وراءه إرثاً غنياً من لوحات مبهرة نقلت تاريخاً إنسانياً بالخطوط ومن دون تعليق، تحسبه يعيد نفسه إذ تتصفّح الكتاب.