تسبب الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة، وتراجع الواردات من الخارج وزيادة الاستهلاك، في ارتفاع كبير لأسعار الطماطم في السوق منذ أول شهر رمضان المبارك، ما رفع سعر الكيلو إلى 10 ريالات، بزيادة 120 في المئة مقارنة بسعرها قبل حلول رمضان، فيما أوضح عاملون في مجال بيع الطماطم أن المنتج الموجود في السوق حالياً منتج محلياً في تبوكوالقصيم. وأشار هؤلاء في حديثهم مع «الحياة» إلى أن الارتفاع الحالي لأسعار الطماطم ناتج من ارتفاع درجات الحرارة، والشح الكبير للطماطم السورية والمصرية في السوق، وهبوط الإنتاج من مناطق المملكة المختلفة، مضيفين أن سعر كرتون الطماطم البالغ وزنه 4 كيلوغرامات والمنتجة في منطقة تبوك وغير محمية يصل إلى 35 ريالاً، بينما يصل سعر الكرتون نفسه من طماطم القصيم إلى 45 ريالاً. وأوضح بائع الطماطم في سوق الربوة أحمد السعيد، أن أنواع الطماطم الموجودة في السوق حالياً تتركز في الطماطم المنتجة محلياً من تبوكوالقصيم فقط، مشيراً إلى أن رغبة الزبائن تتركز في طماطم القصيم لكثرة المياه فيها، بينما يرغب أصحاب المطاعم في طماطم تبوك لانخفاض أسعارها، مشيراً إلى أن سعر كيلو طماطم تبوك غير المحمي يبلغ 9 ريالات بينما يصل سعر كيلو طماطم القصيم المحمي إلى 12 ريالاً. وقال إن السوق تفتقد إلى الطماطم المستوردة، لشح الطماطم السورية والمصرية في السوق المحلية، وقلة الإنتاج من مناطق المملكة المختلفة، مضيفاً أن سعر الكرتون وزن 4 كيلوغرامات من طماطم تبوك غير المحمية يصل إلى 35 ريالاً، بينما يصل سعر الكرتون نفسه من طماطم القصيم المحمية إلى 45 ريالاً. أما البائع سمير نصار، فتوقع أن تشهد أسعار الطماطم استقراراً ملحوظاً في الفترة المتبقية من شهر رمضان، وأن تتراجع الأسعار بعد نهاية الشهر بسبب انخفاض الاستهلاك بمعدلات كبيرة، مشيراً إلى أن المستهلك السعودي توجه لبدائل أخرى أرخص من الطماطم، مثل معجون الطماطم المعلب، وصلصلة الطماطم الجاهزة، ما زاد الطلب على تلك المنتجات. ورجح نصار تراجعاً كبيراًَ لأسعار الطماطم بعد شهر رمضان، خصوصاً بعد أن قفز سعر الكرتون من 20 ريالاً إلى 45 ريالاً، بنسبة ارتفاع بلغت أكثر من 120 في المئة. من جهته، أشار البائع إبراهيم اليحيى إلى أن هناك ارتفاعاً في سعر الجملة للطماطم، مشيراً إلى أن تركيز المواطنين ينصب على طماطم القصيم لجودتها في الطبخ والسلطات، في مقابل تركيز المطاعم وأصحاب البوفيهات على طماطم تبوك. وعزا اليحيى ارتفاع أسعار الطماطم إلى الارتفاع المفاجئ في درجات الحرارة ، ما أثر في الزراعات المكشوفة للطماطم، كما أثر في زراعات البيوت المحمية غير المكيفة، وبالتالي تأثر حجم الإنتاج، مشيراً إلى أن ارتفاع سعر الطماطم ليس مقتصراً على السوق السعودية، وهو موجود في دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى. يذكر أن عدد المصانع العاملة في صناعة الطماطم ومشتقاتها بأنواعها في السعودية يبلغ 12 مصنعاً، بطاقة إنتاجية تزيد على 118 ألف طن سنوياً، واستوردت المملكة ما قيمته 500 مليون ريال من الطماطم ومشتقاتها بمختلف أنواعها عام 2012، إذ إن الأسواق في السعودية تعتمد في تغطية نسبة من حاجاتها على الاستيراد. وتقول مصادر عاملة في التصنيع الزراعي إن الإنتاج المحلي من محصول الطماطم يزداد عاماً بعد آخر، وزاد الإنتاج بأكثر من 68 في المئة خلال الأعوام الثمانية الماضية ليصل إلى 522 ألف طن سنوياً، وإن البيوت المحمية الحديثة هي أفضل أماكن إنتاج الطماطم في المملكة.