ألقى قدوم شهر رمضان المبارك بظلال على أسواق الأسماك في المملكة، إذ تراجع إقبال المواطنين والمقيمين على شراء الأسماك، لأنها تغيب في العادة عن مائدة رمضان التي بدأت تتحول إلى الأطباق الخفيفة التي تعتمد في تكوينها على المقبلات والمشاوي (اللحوم البيضاء والحمراء)، ما تسبب في ركود المبيعات، وراوحت نسبة الانخفاض في الأسعار بين 30 في المئة في جدة، و50 في المئة في المنطقة الشرقية والرياض. ففي المنطقة الشرقية تراجعت الأسعار عن ذروتها التي بلغتها قبل نحو ثلاثة أسابيع بنسبة تصل إلى 50 في المئة، وأسهم في ذلك تحسّن الطقس ودخول شهر رمضان المبارك. إذ انخفض الاستهلاك إلى ما يقارب النصف، فيما أكد صيادون أن الأسعار مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك. وعلى رغم ضعف الإقبال على الأسماك إلا أن أسعارها مع الانخفاض تبقى مرتفعة مقارنة بالأعوام الخمسة الماضية، وبلغ سعر الكيلوغرام من سمك «الهامور» 50 ريالاً، فيما تتفاوت أسعار بقية الأسماك، إلا أن معظمها وصل إلى أسعار مقبولة في شهر رمضان، وفق بائعين في سوق السمك تحدثوا إلى «الحياة». وذكر عبدالله المعتوق أحد باعة الأسماك في سوق القطيف المركزية، أن الأسعار شهدت ثباتاً خلال الأسبوع الجاري نتيجة تحسن الأجواء بعد موجة الغبار والعواصف التربية، إضافة إلى قرب موسم الروبيان وشهر رمضان، إذ يتوجه الاستهلاك فيه إلى اللحوم. وقال: «العملاء يقبلون الآن على شراء الأنواع المرتفعة السعر مثل الهامور والكنعد وتراوح أسعارها بين 40 و45 ريالاً للكيلوغرام، وهذه الأسعار غير ثابتة، وهي مرشحة للانخفاض أكثر من ذلك حتى نهاية شهر رمضان، لتعود إلى الارتفاع من جديد بسبب الإقبال الذي سيتزايد عليها، إذ يتم في الغالب تناولها في وجبة الغداء». وأشار إلى أن ارتفاع أسعار السمك المتوقع أن يحدث بعد نحو شهر، سيكون في فترة موسم الروبيان، نتيجة قلة عدد صيادي الأسماك الذين توجهوا إلى صيد الروبيان، وأكد أن الأسعار عادت إلى الانخفاض خلال اليومين الماضيين بسبب قلة الطلب بالدرجة الأولى، وقيام الصيادين بزيادة كميات الصيد. من جانبه، أكد البائع هاشم البحارنة أن كميات الصيد هذه الأيام مقبولة، «وتحافظ على أسعار نراها مناسبة للصيادين والمستهلك». وأضاف: «لكن الباعة متخوفون من أن تقل الكميات المعروضة وتعود الأسعار إلى الارتفاع من جديد». ولفت إلى أن فترة الصيف تؤدي إلى ارتفاع أسعار بعض أنواع الأسماك مثل «الكنعد» و«الجنم»، وتشهد أسعارها ارتفاعاً طفيفاً عما هي عليه اليوم، في حين أن سمك «الميد» يتوافر بكميات كبيرة، لذلك تكون أسعاره متدنية. وتابع: «نحن في الصيف وخلال شهرين سيكون الحر والرطوبة، عندها ترتفع الأسعار في صورة طبيعية حتى تتحسن الأجواء». وذكر البحارنة أن الصيادين يتوقعون انخفاضاً في أسعار السمك خلال الفترة المقبلة نتيجة شهر رمضان، موضحاً أنه ليس موسماً لاستهلاك الأسماك وقال: «سيكون موسم الروبيان أيضاً فترة ينخفض فيها الإقبال على الأسماك، كما يقل فيها صيد السمك بسبب توجه عدد كبير من الصيادين إلى صيد الروبيان». من ناحيته، أوضح مسؤول مبيعات أسماك في أحد محال محافظة القطيف علي المطاوعة، أن أسعار السمك تتأثر بالطقس والطلب، وقال: «سعر السمك خاضع للأحوال الجوية التي تؤثر في كمية الصيد، التي بدورها تؤثر في كمية الأنواع التي يجلبها الصيادون للسوق». ولفت إلى «عدم إمكان تحديد سعر ثابت للسمك بسبب اختلاف العوامل، لذلك تشهد الأسعار ارتفاعاً وانخفاضاً بين اليوم والآخر. وفي رمضان يقل الاستهلاك، وهذا الأمر مهم جداً لأن السمك يباع طازجاً، وتأخير بيعه يعني خسارة للبائع والصياد». وشدد على أن الظروف المناخية السيئة التي تعرّض لها الخليج خلال الشهرين الماضيين أسهمت في ارتفاع الأسعار بسبب قلة العرض، لافتاً إلى أن معظم المستهلكين توجهوا في تلك الفترة إلى الأنواع ذات القيمة الشرائية المتدنية سواء أكانت محلية أم مستوردة، وهذه أيضاً ارتفعت أسعارها. وراوح سعر «الهامور» أمس في السوق بين 35 و50 ريالاً للكيلوغرام، و«الكنعد» 40 ريالاً للكيلوغرام، والشعري 25 ريالاً، فيما حافظ سعر الروبيان على مستوى ثابت، وبلغ حجم الكبير 40 ريالاً، و«الصافي» 52 ريالاً، و«الفسكر» 20 ريالاً، و«الميد» 18 ريالاً.