تنتشر منذ بداية شهر رمضان المبارك، عبر موقع «يوتيوب»، ومواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «فايسبوك»، أغنية للفنانين الفلسطينيين أحمد صالحة وإبراهيم صويص، نجمي السلسلة الكوميدية الفلسطينية «اسكتشات»، بعنوان «اللهم إني صائم». وتسخر الأغنية التي حققت شعبية واسعة من «العادات الخاطئة» للفلسطينيين في رمضان، وتنطبق على كثير من المجتمعات العربية. وتأتي «اللهم إني صائم»، بعد سلسلة أغنيات «لاذعة» للثنائي المشهور في الأراضي الفلسطينية، أبرزها «أهلاً في فلسطين» المستوحاة من الأغنية الكورية «غانغنام ستايل»، إضافة إلى أغنية «زيارتك عنا بتبهدلنا» التي أطلقت خلال زيارة الرئيس الأميركي باراك أوباما لفلسطين والمنطقة. وتبدأ الأغنية المصوّرة بمشهد تصادم شابين خلال دخول أحدهما مصعد البناية وخروج الثاني منه. في حين يتعمّد شاب في المشهد الثاني ربط شريط حذائه وسط الشارع مُجبِراً إحدى السيارات على التوقف. ويتبعه مشهد شجار (طوشة) أمام جهاز الصراف الآلي لأحد البنوك الفلسطينية، بعدما اعترض أحدهم الآخر عند عملية السحب... لتبدأ الموسيقى التركية المعدّلة، والغناء بمضامين تتحدث عن أن عبارة «اللهم إني صائم» عادة ما تقال للتخفيف من منسوب العصبية لدى غالبية الصائمين، إلا أن الفلسطينيين يستخدمونها بعد «فوات الأوان»، أي بعد أن يكون الواحد منهم عبر عن عصبية بطريقة حمقاء. ويقارن صالحة كاتب الكلمات، وصاحب فكرة الأغنية ورؤيتها، وأحد ممثلي الفيديو برفقة نور شكوكاني وإبراهيم صويص، بين «رمضان أيام زمان» و «رمضان هذه الأيام». ففي السابق كانت الأجواء العائلية هي الأساس، بينما بات التبذير و «السفرة الكبيرة» هما الأساس الآن. ويتناول موضوع إظهار البطولات الشمشومية (نسبة إلى شمشوم) عند بعضهم لمجرد أنهم صائمون، مطالبين بعدم الاقتراب منهم، لكونهم «جائعين» أو «عطشى» أو لم يناموا منذ ساعات طويلة. كما تتناول الأغنية جشع التجار في شهر يفترض أن يكون شهر الرحمة والتسامح، فتستغل الغالبية «المواطن الطفران» الذي يعاني ضائقة مالية يمكن أن تصل إلى درجة الإفلاس. ويظهر في الفيديو مشهد لتاجر علّق لافتة كُتب عليها «كل عام وأنتم بخير... رفعت الأسعار لمناسبة حلول شهر رمضان»... فيتساءل صالحة وصويص: «وين الناس المسؤولين... وين الضمان... وين راحت معاني رمضان؟!». وتنتهي الأغنية برسالة باللهجة العامية الفلسطينية، تطالب بالعودة إلى معاني الشهر الفضيل: «لحّق حالك... زكّي مالك... ضلك طل واسأل ع جارك... بدل ما اتحط راسك وتنام... اسأل ع غيرك إذا جوعان... ع مهلك لا تطير ع الطريق... لازم نكسب ع قد ما بنقدر من هالأيام الفضيلة». ويقول أحمد صالحة ل «الحياة»: «للأغنية رسائل تتمحور في اتجاهين، الأول هو التذكير بأهمية استثمار الشهر الفضيل في أعمال الخير، في محاولة بسيطة منا في هذا الاتجاه، خصوصاً لجهة التذكير بأن هناك عائلات تحتاج إلى مساعدة فعلاً، لكن للأسف لا أحد يتنبّه لها. أما الاتجاه الثاني فيخصّ المسؤولين في هذا البلد لحضّهم على تفعيل الرقابة على الأسعار ومتابعتها، ومحاسبة الغش والغشاشين، ومنع رفع الأسعار في شهر رمضان على حساب الناس المساكين». ولفت إلى أن الأغنية التي أنتجت على نفقته الخاصة، تحقق رواجاً عبر «يوتيوب» و «فايسبوك»، وأنها ستُبثّ عبر شاشة تلفزيون فلسطين، آملاً أن تُبثّ قريباً عبر شاشات عدد من التلفزيونات المحلية في المحافظات الفلسطينية المختلفة، لأنها أغنية «توعوية ناقدة، ولا بدّ أن تصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس لتحقق الرسائل المرجوة منها».