«أهلا فلسطين»، أو «ول Come Palestine»، هو عنوان النسخة الفلسطينية من الأغنية الأشهر في العالم «غانغنام ستايل»، وهي فكرة الفنان أحمد صالحة وكلماته وأدائه برفقة زميله إبراهيم صويص، وكانا معاً على مدار سنتين في الكوميديا الفلسطينية الساخرة «اسكتشات». وتعالج الأغنية التي سجلت في أقل من أسبوع، وشاهدها أكثر من 100 ألف شخص عبر «يوتيوب»، معاناة الفلسطيني اليومية، خصوصاً على الصعيد الاقتصادي، جراء الارتفاع الخيالي في أسعار السلع، ومنها الأساسية، والأزمة المالية للسلطة الفلسطينية، والتي انعكست على رواتب الموظفين الحكوميين، وعددهم يفوق 160 ألف موظف. فلم تعد الرواتب منتظمة، وأحياناً تصرف الحكومة نصف راتب، أو يزيد قليلاً، ومن دون مواعيد محددة، وهو ما تحدثت عنه الأغنية التي باتت تنافس ليس «غانغنام» الأصل، بل النسخ العربية منها، فهي من بين النسخ القليلة التي غُيرت كلمات الأغنية الكورية فيها بكلمات تحاكي الواقع المعاش، وإن باللحن ذاته. وتحت عنوان أساسي هو «العيشة صعبة»، ناقشت الأغنية الفوارق الطبقية الهائلة بين فئة صغيرة من الأغنياء والمتنفذين، والغالبية العظمى من الفقراء، الذين يسمونهم «المواطنين الشرفاء»، كما تناولت الفساد بشكل أو بآخر في أكثر من مقطع منها «وطن بيضيع... كله بيبيع» ! ويقول أحمد صالحة ل «الحياة»: «قد يكون كثيرون فكروا بالعمل، لكننا نحن من نفذه. أنجز المشروع في 48 ساعة، وكان جل اهتمامنا أن تعبر الأغنية عما يعيشه المواطن الفلسطيني من صعاب يومية... أردناها أغنية تمس نبض الشارع، وللحقيقة لم نتوقع نجاحها ورواجها بهذا الشكل». ويضيف: «حققت غانغنام ستايل شعبية طاغية، ومن هنا فكرنا في اعتماد اللحن على كلمات تعبّر عن نبض الشارع الفلسطيني. وكان همنا طريقة إيصال الرسالة إلى الناس، وكيف نعكس الواقع الذي نعيش فيه، بطريقة مرحة. بعض المبادرات في دول أخرى حافظت على كلمات الأغنية الكورية، لكننا آثرنا أن نستغل اللحن للخروج بما يعكس جوانب عدة من حياة الشعب الفلسطيني». ولفت صالحة، إلى أن من بين التعليقات التي أثارت انتباهه، تعليق أحد المقيمين في النروج، وتعبيره عن إعجابه بالأغنية، كونها «واقعية من دون بكائيات وتنظير وصراخ». من جهته أشار إبراهيم صويص، وهو طالب جامعي، إلى أن تحقيق الأغنية أكثر من 100 ألف مشاهدة على «يوتيوب» يعد إنجازاً مهماً وفريداً لعمل فلسطيني، والأهم تفاعل الناس مع الأغنية بما تحمله من قضايا، بعضها مثير للجدل، معبراً عن سعادته باستحسان الناس، حيث باتت تعرض في المقاهي والمطاعم الفلسطينية، ومنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي.