أوقفت الحكومة الهندية، أكبر نظام للبرقيات في العالم، قبل أيام، بعد مرور 162 عاماً من وضعه في الخدمة. وأصبح نظام البرقيات(التي تسلم باليد)، بالياً بفضل الثورة التكنولوجية، توقف عن العمل في 15 تموز(يوليو)، فاختفى معه جيش من الموظفين على الدراجات الهوائية المكلفين بتوصيل البرقيات إلى الأشخاص المرسلة إليهم. وقبل حلول زمن الهواتف النقالة والإنترنت كانت البرقيات التي تسلم باليد، وسيلة التواصل الرئيسية. ففي العام 1947 (تاريخ استقلال الهند عن الاستعمار البريطاني)، أرسلت 20 مليون برقية، بينما في عام 2012 سجلت 40 ألف رسالة فقط، معظمها مرسلة من دوائر حكومية إلى مناطق نائية في البلاد البالغ عدد سكانها 1,2 بليون نسمة. ويوضح ر.ك. راي (متقاعد من الخدمة)، أن «المكتب كان يشبه المصنع وكان لدينا الانطباع أحيانا بمعرفة حياة زبائننا فالخصوصية في عملنا لم تكن واردة». وتقاعد راي في العام 2006 لكنه لا يزال يتوجه إلى مكان عمله السابق «سنترال تلغراف أوفيس» الذي بني على الطراز الاستعماري (البريطاني)، في وسط العاصمة الفدرالية. وكانت دائرته قبيل وقف الخدمة لا ترسل أكثر من عشر برقيات في اليوم ،لكن الإعلان عن الإغلاق أدى إلى إقبال متجدد بغية إرسال برقية أخيرة تبقى تذكاراً، في مقابل تسعة روبيات للكلمة (11 سنتا من اليورو). وختم راي حديثه: «الاتصالات تقوم على السرعة، والأسرع يفوز في النهاية».